تقوية الإيمان مع والينا!!
{ مشكلتنا الأساسية في السودان تصريحات بعض المسؤولين وإصرارهم على الدخول في المحظور دون النظر إلى التبعات التي يمكن أن تصاحب أحاديثهم التي يدخل بموجبها المؤتمر الوطني في مواجهة ساخنة مع المواطنين من خلال غبن يتولد وإحساس بالظلم ينتشر كالمرض الخبيث في الجسم، فتنهال التعليقات ويبدأ مسلسل المعارضة التي تسعي لانتهاز مثل هذه الفرص لتنفيذ أجندتها المعروفة لتحقيق مراميها بالوصول إلى القصر.
{ ولعل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها السودان منذ فترة لم تعد مخفاة على أحد ولا تحتاج إلى تذكير أو تنبيه حتى يستعد “محمد أحمد” للبحث عن مخارج ومنافذ للحل، لأن معظم الأسر قد ارتضت أن تكيف نفسها مع هذه الأوضاع من خلال حراك متكامل يعينها على مواجهة موجة الغلاء المفروضة بأمر التجار الجشعين، ولذلك كان من الأجدى للراعي الأول في ولاية الخرطوم أن يلتزم الصمت النبيل طالما أنه لا يملك “عصا موسى” ولا يستطيع أن يضع معالجات لأوضاع رعيته، بدلاً من التصريح الذي أثار موجه من الغضب والسخط والغبن وسط كل شرائح المجتمع.
{ قال والي الخرطوم قبل أيام إن على المواطنين تقوية إيمانهم لمواجهة الغلاء، في إشارة تؤكد للمواطن الصابر أن القادم أصعب.. فهل من أولى اهتمامات الوالي مطالبة المواطنين بالإيمان والصبر على البلاء، وتنويرهم بصحيح الإيمان بصورة تجعلنا نشعر بالرثاء على حديثه وحال مستشاريه الذين لزموا الصمت ولم يتحرك أي منهم لنصح الوالي وإصلاح تصريحه الذي يصب في إشعال النيران وسط المواطنين القابضين على الجمر، خاصة وأن الأوضاع ما عادت تتحمل مثل هذا الحديث، نتيجة لسياسة الحكومة بترك الحبل على الغارب للتجار.
{ كنا نظن أن السيد الوالي سيشرح لرعيته الخطوات التي تتبعها حكومته في مواجهة الغلاء والطرق التي يتدارسها علماء الولاية ومستشاروها في وضع آلية تعينهم على استيعاب البطالة وتوفير فرص العمل الكافية للخريجين وغيرهم في المرحلة القادمة حتى تتمكن الأسر من الإحساس بالاستقرار النسبي نتيجة لجهود الدولة المتمثلة في واليها الهمام، ولكن جاءت الرياح عكس ما تشتهي السفن وقرر الدكتور “عبد الرحمن” أن يزيد الهوة المتسعة أصلاً بينه ومواطنيه ويعلن أن القادم أمر وأصعب.
{ الدكتور “الخضر.. بعد معاناة المواطنين التي تابعناها في التنقل ما بين المواقف المختلفة التي فرضتها الولاية على أهل الخرطوم.. والإحساس الذي صاحب هذه الخطة التي جعلت الأكف مرتفعة في نهار رمضان.. قرر الوالي أن يزداد هذا الوجع بتصريح غير موفق.
{ وتتساقط أوراق الإنقاذ يوماً بعد الأخر بسبب المسؤولين الذين يطلقون مثل هذه التصريحات، ويبدو أن المفهوم العام للحكم يندرج تحت مسميات كتبت بعشوائية ووضعت دون مراجعات تعينها على التصحيح.
{ قال “رولاك مونليك”: (الحاكم الرشيد يحرص على استقرار رعيته وإيجاد التبريرات المناسبة التي تستقر بموجبها النفوس وتهدأ الخواطر، لأن أبجديات العمل العام تتخصص في نفسية المواطن والكيفية التي تمكنه من خلق أرضية صلبة تعينهم على الثبات).