وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل "إشراقة سيد محمود" لـ(المجهر): (2-3)
وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل، مساعدة الأمين العام لشئون التنظيم بالحزب الاتحادي الديمقراطي “إشراقة سيد محمود”.. جلسنا معها ساعتين نتجول بين قضايا الحكم وشئون السياسة التي سيطرت عليها ذكرياتها مع الشريف “حسين الهندي” قبل أن ندلف الى عالمها الخاص. كانت الأسرع استجابة لطلب الحوار معها، ووافقت على إجرائه في اليوم ذاته.. كانت في منتهى الأريحية حتى عند طرح الأسئلة الصعبة، ولم تشكُ إلا في نهاية الحوار حيث نطقت كلمتين لم تزد عليهما.. (سليتو روحي وعطشتوني في نهار رمضان دا).. ورغم ذلك أدلت بالإفادات أدناه:
بوصفك مساعد الأمين العام لشئون التنظيم، أين وصل الترتيب لعقد المؤتمر العام للحزب الاتحادي؟
المؤتمر العام إن شاء الله قريب والإعدادات تجري على قدم وساق، واكتمل (90%) من الإعداد في لجان الولايات ولجان الإشراف على البناء القاعدي بالولايات.
آخرون يرون وجود عدم جدية فى قيام المؤتمر وتراجع فى أداء الحزب السياسي والتنظيمى إذ أن عشر سنوات جعلتهم يشككون في صدقية قيامه؟
أنا مساعد الأمين العام للتنظيم ومقرر اللجنة العليا للمؤتمر ومسئوليتي هي البناء القاعدي، والآن أؤكد لكل جماهير الحزب أن المؤتمر عملية جادة وأن العمل للمؤتمر يجري بصورة منتظمة وبنجاح كبير جدا وبجدية واضحة، في (90%) من الولايات تبقت فقط دارفور وتبقى اكمال الولايات وبعدها ستبدأ المؤتمرات المحلية، وعندما تنطلق صافرة مؤتمرات المحليات ستكون بمثابة إعلان عن انطلاق مؤتمرات الولايات التي بعقدها لن يمنع قيام المؤتمر العام شيئاً.
وهناك من يتحدث من تيارات الحزب عن أن الوزيرة “إشراقة” جزء من المشكلة الموجودة… وآخرون فى الولايات بدأت أصواتهم تظهر فى مواجهة نقد أداء التنظيم؟
لا أدرى عن أية مجموعة تتحدث، ولكن بالنسبة لنا ليست لدينا مشاكل فى الولايات، ولكن أقول إنه وأثناء عملية بناء مثل هذه، وعند الترتيب لقيام المؤتمر لابد أن توجد وتظهر مشاكل هنا وهناك وأصوات مثل التي ظهرت، ولكن نحن نغلب الديمقراطية في أجهزة الحزب ونغلب رأى الأغلبية وبعدها على الأقلية الانصياع لرأى الأغلبية وهذا هو المنهج الذي نعمل به.
لكن تلك الاتهامات وصلت الصحف وفيها اتهامات شخصية لك؟
هذه لا تسوى حبة سمسم عندنا في العملية الديمقراطية الجارية في الحزب، ولن تؤثر على العملية الديمقراطية ولا نمنحها جزء من وقتنا. واهتمامنا ينصب في العملية الديمقراطية التي تتفهمها الغالبية. والغالبية لو انتهجت الديمقراطية رأيها سيؤخذ به طالما مؤسسات الحزب منتظمة ولكن هذه آراء أفراد لن نتوقف عندها والدنيا لن يكون فيها إجماع كامل.
بما ذكرتِ من تفاصيل في البناء التنظيمي لحزبكم يفترض أن يكون المؤتمر العام قد انعقد أو محدد وقته بشكل قاطع… فمتى يقام المؤتمر العام؟
لم نحدد موعداً قاطعاً للمؤتمر العام ولكنه سيقام فور قيام مؤتمرات الولايات التى تحددها مؤتمرات المحليات، وقد يتأخر مؤتمر محلية لظرف ما، ولكن بعد انتظام مؤتمرات الولايات نستطيع أن نحدد يوماً محدداً.
ومتى تبدأ تلك المؤتمرات بالمحليات؟
هي لم تبدأ حتى الآن والذي انتهى هو تكوين اللجان العليا للمؤتمر للولايات وهذه خطوة مهمة، وتلك اللجنة تشرف على البناء القاعدي وانتخاب الناس من القرية وحتى المحلية وانتهينا من هذا.
مراقبون يرون أن حزبكم يفتقر تماماً للقواعد وأنكم حزب يستند على المؤتمر الوطنى فقط وأنكم لاتستطيعون دخول انتخابات بمفردكم؟
الحديث الذي يردد في كل مرة عن أننا (ترلة) للمؤتمر الوطني.. (دا كلام مضحك جدا)، وتوجد بيننا والمؤتمر الوطني شراكة سياسية لم تبدأ اليوم وإنما منذ عودة الراحل “الشريف” بمبادرة واضحة ومعلومة وجاءت بما لم تأتِ به المواثيق الأخرى، وكانت شاملة ونحن مستمرون فى ذات الخط الذي وضعه الراحل “الشريف زين العابدين الهندي”، وتخضع الشراكة للتقييم بعد كل فترة وأخرى، لكن لايوجد مثل هذا الحديث ونحن حزب لديه فكر.
لكن البعض يرى أنكم ذبتم في المؤتمر الوطنى وأنه يقودكم لما يريد؟
لا توجد صحة لهذا الحديث، نحن نعتقد أننا كحزب أقوياء جدا بما فيه الكفاية وهذه أحاديث غير صحيحة، ونحن حزب قوي فى زمن كل الأحزاب الأخرى غير موجودة ونحن من أوائل الأحزاب التى سعت للإصلاح الوطني والحديث عن الديمقراطية والتعددية السياسية والثقافية، وفرضنا أنفسنا بالقوة الفكرية أما الحزب القابل للذوبان لا يمتلك فكراً، ولكن نحن لدينا فكرنا ولدينا قواعدنا الجماهيرية وقوية وصلدة وغير قابلة للذوبان على الإطلاق.
البعض يتساءل عن سر الوصفة السحرية التي قادتكم للاستمرار في شراكتكم مع المؤتمر الوطني كل هذه السنوات في وقت لم تصمد فيه اتفاقات أخرى؟
السر هو أن شراكتنا مع المؤتمر الوطني بنيت على أسس فكرية واستراتيجية وهمها الأول الوطن، لأجل هذا صمدت فى مواجهة كثير من الأشياء التي تقود الناس للزعل والخروج. وأذكر أننا بعد المشاركة الأولى مع الحكومة نحن أخذنا أربعة مقاعد وزارية، وجاء مبارك الفاضل وأخذ (8) مقاعد وزارية أو يزيد قليلاً، وأنا واحدة ممن ذهبوا “للشريف زين العابدين” وقلت له إن ما تم فيه عدم تقدير لنا ونحن من بادرنا ولدينا جمهور، واقترحت أن ننسجب من الحكومة، فما كان منه إلا وأن أعطانى درساً لن أنساه، وقال لى نحن جئنا لكي يأتى الآخرون ولكي نفتح الطريق لهم، ونحن سعداء جدا بدخول اى شخص يأتى غيرنا وهذه هى العبرة التى استلهمتها من الشريف فى الاستمرار رغم اننا الآن مظلومون جدا فى الولايات وولاية الخرطوم هى الولاية الوحيدة التي عندنا فيها وزير ونحن الآن نحاول أن ننزل المشاركة لكل القواعد الاتحادية ويكون عندنا وزير فى كل ولاية، ونحاول توسعة المشاركة حتى لا تكون فوقية على مستوى القيادات فقط وحتى يشعر الناس بها، ونعم الانتخابات الماضية هي التي حددت ولكن من خلال السلطة التنفيذية يمكن للمؤتمر الوطني ان يجري الكثير من المعالجات السياسية.
هل من الممكن أن تستمر الشراكة مع المؤتمر كتحالف استراتيجي؟
التحالف الاستراتيجي من الممكن أن يستمر مع المؤتمر الوطنى طالما أن هناك اتفاقاً
عاماً على القضايا الأخرى والتعامل معها، وهذا منطلقنا الفكري الأساسي مع المؤتمر الوطنى وهو تحالف ليس مرحلياً وإذا استمر المؤتمر الوطنى فى هذا الاتجاه الذى نعتقد أنه اتجاه صحيح فسوف نستمر فى هذا التحالف.
ألا يوجد أى نوع من الخلافات فى الوقت الحالي بينكم والمؤتمر الوطنى؟
لاتوجد خلافات ولكن يوجد عدم رضا من المشاركة فى الولايات لكن على مستوى الخط الوطني الآن فيه اتفاق واضح للحفاظ على البلد ووحدتها، ونحن نشكل مع المؤتمر الوطني جبهة واحدة وخاصة قرارات الرئيس الأخيرة نحن معها تماماً والوقوف بقوة مع القوات المسلحة في المعارك التي تدور في بعض الولايات، والعلاقات مع الجنوب كل هذه قرارات سيادية تحفظ للبلد أمنها ونحن معها.
بعض التيارات الناقدة أطلقت على نفسها اسم (الإصلاح للاتحادي) كيف تتعاملون معها؟
أية مجموعة سمت نفسها اسماً غير الحزب الاتحادي هى مجموعة نتعامل معاها باعتبارها خارج مؤسسات الحزب، إلا إذا وجد من هم داخل الحزب فهؤلاء تحسمهم مؤسسات الحزب.
لذلك هؤلاء يتهمونك بأنك ضد الإصلاح؟
أنا مساعد الأمين العام ومهمتي الحفاظ على الحزب تنظيمياً وعلى مؤسساته، لذلك أنا سأكون حرباًعلى أية محاولات لهدم التنظيم أو تقويضه وقد يكون هذا الأمر لايعجب بعض الناس من المجموعات المسماة بالإصلاح.
البعض شكك في طريقة وصولك شخصياً لمقعدك هذا في الوزارة… فكيف تردين على ذلك؟
أنا لا أرد عليهم ولكن جماهير الحزب هى التى سترد وهى التى تعرف كيف وصلنا، وكيفية طريقة الاختيار.
يُقال إنه لم يكن هناك إجماع حول الطريقة التي تقلدت بها منصب الوزيرة؟
لست وحدى الوزيرة ولكن الحزب عبر مؤسساته اختار عددا من الوزراء، وما أواجهه أنا كله محاولة لاغتيال الشخصية ومحاولة لإثارة البلبلة، وهذا لا يمنعنا من حسم أية تفلتات سالبة سوف تؤثر سلبا على التنظيم الذي ورثناه بقوة عن الراحل “الشريف” وسنحافظ عليه.
هل أنتِ مستهدفة؟
أى شخص يخرج للعمل العام بالذات العمل السياسي يجب أن يضع فى باله استحالة إرضاء كل الناس، ونحن أخذنا عن الراحل “الشريف” نظرية الحسم العادل التى تقوم على حسم كل مخطىء وظالم، ولكن أن يكون الحسم عادلاً فى ظل عملي وطالما أنا فى عملي هناك أناس غير راضين ولكنهم لايشكلون شيئاً بالنسبة لي.
وعدم رضائهم قد يترجم لمحاولة إلحاق الضرر بك كيف تتحسبين لذلك؟
أنا لا أخاف من أى ضرر طالما أني لا أظلم شخصاً ولا أخشى على شئ.
هناك مجموعة أخرى خلافاً لمجموعة “الصديق الهندي” من الحزب تنتقدك..
قاطعتني قائلة: (هؤلاء هم أنفسهم وماعندنا غيرهم وهم مجموعة واحدة).
أشرتِ إلى أن كل ما يدور إنما مبعثه مجموعة واحدة معروف أن “صديق الهندي” هو قائدها بمسمى الإصلاح… كيف تتعاملون مع ذلك؟
أنا لا أتحدث عن أسماء، وهناك من راح لحاله لكن أية مجموعة تسمى نفسها (إصلاح) أو غيره هي خارج مؤسسات الحزب وأنا أتعامل معها على هذا الأساس.
وهل من الممكن عودة “صديق الهندي” ومجموعته مرة أخرى للحزب ويرحب بهم؟
الحزب ديمقراطى، حزب مؤسسات وليست لدينا إشكالات شخصية مع أفراد وأى شخص لديه توافق معنا في الخط العام للحزب لايوجد مانع من أن ينخرط فى العمل وليس لدينا أية تحفظات شخصية ونحن سمعنا أن المجموعة التي خرجت من الحزب توافق على ميثاق الجبهة الثورية مثلاً، ونحن في الحزب نرفض تماماً ذلك وهذه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
هناك حادثة شهيرة لأحد شباب الحزب وقعت في الدامر وأنتِ متهمة بتدبيرها… ماذا تقولين؟
أثناء انعقاد المؤتمر في الدامر ظهرت أصوات تتعالى هنا وهناك، وهناك شخص لا علاقة له بالحزب في نهر النيل ولا بإنعقاد المؤتمر في نهر النيل، وعلى هذا الأساس تم إبعاده من حضور الاجتماع وبعد ذلك حدثت مشادات أثناء الاجتماع وكانت بسيطة للغاية، ولم يتأثر بها الاجتماع وأؤكد أن المؤتمر كان قوياً جدا وديمقراطياً جدا انعقد أربع ساعات متواصلة وتكونت اللجنة العليا للمؤتمر بنهر النيل، لجنة البناء القاعدى والقضية صغيرة جداً تم تضخيمها.
كيف تم تضخيمها وحزبكم شكل لجنة تحقيق حول الواقعة؟
د.أحمد بلال نائب الأمين العام بالإنابة شكل لجنة تقصي حقائق لتجمع الحقائق.
وإلى أي شئ توصلت اللجنة في نتائجها؟
والله حتى هذه اللحظة لا أدري عن نتائجها شيئاً.
ولكن ذلك الشاب قال في الصحف إنه تعرض لمحاولة اغتيال مدبرة واتهمك بذلك؟
أطلقت ضحكة عالية وقالت: “طبعاً هذا حديث غير صحيح ومضحك جدا وكل الذي حصل أن الخلاف معه نشأ بعد أن تم إبعاده من الاجتماع، وهو بعد ذلك ادعى بشىء ونحن نقول أن أى شخص يدعى عليه أن يذهب لإثبات إدعائه عبر آليات إثبات الإدعاء وهي محددة، وأنا أشيد بقيادات نهر النيل بالذات برئيس الحزب والأمين العام وبالقيادات التى حافظت على الاجتماع وقوته وعدم تأثره بالأحداث التي وقعت في الطريق وخارج الاجتماع، وأنا شخصيا كنت في المنصة أدير فى الجلسة الإجرائية وبالتالي لا علاقة لنا بما حدث في الطريق العام.
إذن ما الذي حدث بالضبط؟
مشادات فقط، بسبب شخص حاول الدخول للاجتماع وتضامن معه شخص آخر كان موجوداً في الاجتماع، الحكاية لا تتعدى ثلاثة أشخاص أو أربعة وكل الموجودين فى الاجتماع القادمين من كل ولاية نهر النيل لم يغادروا أماكنهم، وكان الاجتماع ناجحاً جدا ولم يتم إقصاء أى شخص. وأية محاولة إثارة ضوضاء للتأثير على الحزب تنظيمياً ستكون فاشلة، لأن الحزب منتظم بقوة فى نهر النيل وهذا حدث عادى من الممكن أن يحدث فى أى اجتماع سياسي.
هل تعتقدين أن هناك جهات تهدف للتأثير على قيام المؤتمر العام للحزب كما يقول البعض؟
عادة الحراك نحو المؤتمر تصحبه أنواع مثل هذه التصرفات ويمكن يكون فيه إثارة وإحداث ضوضاء فى الاجتماع.
هل تتهمون جهات محددة لإفشال المؤتمر؟
هناك ارتباط بين هذا الحادث وحادثة نادى الخريجين التي تم فيها الاعتداء على اتحاديين ينتمون لحزبنا داخل نادي الخريجين، والآن فيها قضية فى المحكمة وهناك ارتباط وثيق لأن ذات الأفراد هم وراؤها.
هل تتهمون تيار الإصلاح بذلك؟
نعم
بشكل مباشر؟
نعم.
هناك حديث يتردد عن رغبتك الترشح لمنصب الأمين العام للحزب خلال المؤتمر العام؟
على الإطلاق.. مطلقاً لا أنوي الترشح.
حتى إذا كانت هذه رغبة آخرين فى تقديمك؟
أنا شخصياً ليست لدى الرغبة في الترشح.. أنا (تِرس) في هذا الحزب وسأظل في نفس موضع وعمل هذا (الترس)، وأسأل الله أن يجعلني قوية ويزيد من قوتي لإستمرار العملية التنظيمية ورفعة الحزب، خلاف ذلك ليست لدي أية تطلعات.
هناك حديث حول وجود خلاف بينك وبين قيادة الحزب… ما مدى صحة ذلك؟
لا.. لايوجد خلاف نهائي مع قيادة الحزب، ونحن نعمل الآن كلنا كمجموعة واحدة نحو انجاز المؤتمر العام وهو الفيصل لاجماع الناس حول شخص أو عدد من الأشخاص لقيادة الحزب كلنا نريد أن نحتكم للمؤسسة وللديمقراطية.
لكن هناك تباين فى وجهات النظر بينكم وقيادة الحزب؟
لا… لايوجد تباين ولكن ممكن أشياء عادية ضمن العمل اليومي الروتيني مثل ترتيبات العمل اليومية، وأصلا لا يوجد اتفاق (100%)، وكل الأشياء التي تؤرق حزبنا تحدث من الخارج ولكن داخلياً مؤسساته (تمام التمام)، وحتى إذا وجدت آراء لا تخرج عن القالب الديمقراطي ولاتوجد أشياء نشاز.