هذه المياه.. وتلك الأحزاب!!
– 1 –
{ دعوني (أنكد) عليكم قليلاً.. وأثير فيكم بعض الغيظ في هذا النهار الرمضاني.. و(اعفوا لينا).. إذ أنّ هيئة المياه – أطال الله بقاءها وجعلها (في ميزان حسناتنا)!! – لم تترك لنا مساحة لنكتب بأحرف متفائلة!!
{ (92) مليون نسمة – هم سكان مصر – يشربون الماء (الزلال) – يا “جودة الله” – مجااااااناً..!!!
{ وسكان السودان – أقل من (30) مليون – يعاني كثير منهم في شرب المياه (النقيّة).. حتى في (العاصمة)!!
{ إنها مفارقة (مخجلة) في الأرقام.. تشير إلى المفارقة الأكبر في (الأداء).. هنا.. وهناك!!
{ كل هؤلاء المصريين يتمتعون – ما شاء الله – بالنيل (كما يجب)!! يهنأون بسقيه لزراعتهم.. ويشربون منه ماء صافياً.. لذلك لا تنتشر عندهم مصانع (موية الصحَّة)!!
{ أمّا هنا – يا حسرة – فتضيع آلاف الأمتار المكعبة من المياه (هدراً).. وهي محتارة و(تتحسّر).. إذ لا تجد أرضاً ترويها في (سلة غذاء العالم)!! و”المتعافي” يقول: (دايرين عشرة مليارات دولار للنهوض بالزراعة)!! والله نحنا ما دايرين غير (عشرة أشخاص وطنيين).. من الوطن ما (الوطني)!!
{ ثم يعاني كثير من سكان الخرطوم – دعك من أغلب ولايات السودان – من مشكلة في مياه الشرب.. فالمياه عندهم إمّا (مقطوعة) أو (عكرانة).. أو الاثنان معاً!!
{ يحدث هذا.. رغم أنّ الخدمة ليست مجااااااناً..!!!
{ يحدث هذا.. بعد دمج فاتورة المياه مع الكهرباء (إجباريّاً) وتحصيلها أوّلاً بأول!!
{ يحدث هذا.. ولا أحد يستقيل – و(دي حاجة عادية) – بل يخرج علينا من (يمنّ) على الشعب السوداني بأنه يدفع (فقط) ثلث تكلفة الخدمة!!
{ طيّب ياخي.. (خصخصوها)!! وخلونا ندفع القيمة كاملة.. وارفعوا الدعم حتى عن المياه.. عشان (ترتاحوا).. و(ما نرتاح)!!
{ حسبي الله ونعم الوكيل.
– 2 –
{ أحزابنا (تصوم) طوال العام.. حتى في شهر رمضان.. عن (المبادرات الاجتماعيّة).. ونكاد لا نرى حزباً واحداً ينشط في إقامة (أيام علاجيّة) أو تشييد مدرسة.. أو مستشفى.. أو حتى استراحة!!
{ المبادرة لا تحتاج مالاً إن كانت الأحزاب – (ما عدا الوطني طبعاً) – تعاني من ضيق ذات اليد.. فقط بعض الحراك الفاعل مع المنظمات الداخلية والإقليمية والدولية.. يمكن أن يثمر مالاً يتم توظيفه لمساعدة هذا الشعب الكادح!!
{ اقتربوا من المواطن بفعلكم لا بالكلام.. حسّسوه بأنّ هناك أحزاباً تهتم بمساعدته.. و(المسألة ما صعبة) إذا تجاوزتم النظر للمكاسب الشخصيّة والحزبيّة الضيقة والوقتيّة!!
{ تخيّلوا لو أنّّ الإمام “الصادق” مثلاً.. أو مولانا “الميرغني”.. قاد مبادرة لإنشاء مائة مدرسة وتأثيثها.. أو دعم ألف أسرة بمبلغ شهري ثابت.. أو تمليكها وسائل إنتاج.. أو نادى فقط بـ (التبرع) لإنشاء مستشفى تخصصي للأطفال – في غير ولاية الخرطوم – أو… أو… هل ستفشل مثل هذه المبادرات؟!
{ آخر محطة
شكراً للواء الركن (م) “المعز العتباني” على تعقيبكم الوافي.. ومنه (استقينا) الكثير.. لكم التحية.. ورمضان كريم.