حوارات

الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الأصل إبراهيم الميرغني لـ(المجهر)3-3

في هذه الحلقات (3-3) نقلب مع القيادي الشاب فى الحزب الاتحادي الديمقراطي إبراهيم الميرغني تفاصيل حياة آل ( الميرغني ) ، ضيفنا حدثنا في سلسلة الحوارات هذه بجرأة عن كواليس طفولته ومواقف بواكير الصبا بجانب حياة الأسرة الميرغنية والبيت الكبير بشئ من التفصيل ، وآليات التشاور في البيت الكبير، وكيف يتعامل مولانا الميرغني مع أفراد الأسرة في الشأن الخاص والعام وما هي النصائح والإرشادات التي يحرص على تزويدهم بها وتفاصيل شيقة عن ما لم يحظِ  الرأي بمعرفته عن أسرة الميرغي فإلى مضابط الحوار ..

أستاذ إبراهيم هناك من يأتون إليكم نتيجة الولاء للطريقة الختمية.
هناك من أتى ولاءً ومنهم من أتى محتاجاً ، ومنهم اليتيم ، ومن أتى للتعليم ، ونأكل مما يأكلون ونشرب مما يشربون مما لديهم ومما عندنا، ونلعب مع أطفالهم وتشكلت ثقافتنا بذلك.
وهل لعبت كما الأطفال الآخرين؟ وماذا تعرف عن اللعبات السودانية؟
أعرفها ولعبتها كلها من (شليل) وحتى (الرمة والحراسة)، و(الدافوري في الحلة) و(البلي) ، وكنت لعاب جدا للبلي. وهذه حياتنا عشناها ولا ننفصل عن المجتمع السوداني ، وهناك بعض أفراد الأسرة لظروف محددة عاشوا خارج السودان ، تلك الظروف لم تكن بيدهم ونتجت عن الاستهداف المستمر للأسرة ، وهناك من أفراد الأسرة من عاش خارج السودان وعاد كبيراً بسبب تلك الظروف، ولا يمكن هؤلاء يُحكم بهم على كل الأسرة ، أما غيرهم فجميع أفراد الأسرة عاش بين الناس بصورة عادية، والآن أنا أولادي يدرسون في مدارس سودانية وعاشوا مثلهم مثل أي إنسان سوداني ، وأنا قبلهم درست في مدرسة حكومية ولم أدرس خاصاً. درست في مدرسة حلة حمد الابتدائية، والثانوي في بحري الحكومية ، وهذه حياتنا ولا انغلاق فيها.
شباب الاتحاديين يقولون إنك (شِفت) و(مُقطعها) و(واقعة ليك). وشيوخ الحزب يقولون يكفيك أنك سليل السادة المراغنة. ماذا تقول في توصيفك بذلك؟
ضحك طويلاً وعدل من جلسته وقال: “أول مرة أسمع توصيفي بذلك”، فإن صح التوصيف الأول فهذا نتيجة لأني كنت (ود الحلة)، بالمعنى السوداني الكامل لولد الحلة.
وهل تشاجرت مع قرنائك من الأطفال في (الحِلة) و(إتفلقت) أو (فَلقت) أحدهم؟
ضحك وقال: طبعاً دقيت واتدقيت و(رأسي دا كلو مفلق) ، وكنا نخرج ونتشاجر في منطقة نسميها الصقيعة ، وزملاؤنا في المدرسة يعرفون ذلك.
وهل وضعت (قروش) في جيبك وإشتريت آيسكريم و(داردمة) كما الأطفال الآخرين؟
كنت لا أحب أكل البيت وعندنا الحاجة ليلى ربنا يديها الصحة والعافية، كنا نشتري منها كل هذه الأشياء. (القنقليز بالشطة) و(الدُقة) و(الدوم) و(النبق) وكل الحاجات. وهناك صورة افتراضية يتخيلها بعض الناس وهناك وقائع معينة أعتقد أنها أسهمت في ترسيخها في أذهان الناس.
علمت أنك مولع بالصيد… ماهي آخر رحلة صيد خرجتها؟
كانت في الموسم ويغلق مع الخريف وهذه فترة توالد الغزلان وغيرها ويمنع فيها الصيد قانوناً وأخلاقياً ، وآخر رحلة صيد خرجناها كانت لصيد البط في أم جر بمنطقة النيل الأبيض.
وصدت كم بطة؟
تكاد تكون المتنفس الوحيد، وهناك فيديو في اليوتيوب لآخر رحلة صيد اصطدنا فيها حوالي (250) بطة ، لكن في صيد الغزال نكون مقتصدين جدا لأن أعدادها نفسها في تناقص ونكتفي في الرحلة الواحدة بأربع أو خمس غزالات ، وأحيانا نكتفي في رحلة كاملة بغزال واحد، وهذه هي الهواية التي ورثتها من الوالد الدكتور السيد أحمد الميرغني، وكان يصطحبني أنا طفل صغير، والآن أعلمها أولادي. والغرض الأساسي ليس صيد الحيوان ، ولكن الصيد يعطيك فرصة للخروج للبرية وفي تلك اللحظة تحس بحجم ضآلتك بحجم الوجود الذي خلقه الله. واحساسك بالعرب أهل البداوة يعطي مساحة كبيرة من التأمل. وكثيراً عندما تكون هناك مشاكل سياسية أو قضايا تتطلب اتخاذ موقف أفضل الخروج للتفكير بعيداً عن ضغوط المدينة.
عرفت أنك ذهبت في رحلات صيد لجنوب السودان وتعرضت في إحداها لمحاولة اغتيال… ما التفاصيل؟
هي كانت رحلة عمل وتخللها الصيد ، وكان حصل سوء تفاهم مع الإخوة في استخبارات الحركة الشعبية وأدى لمحاولة ضابط من الاستخبارات كان منفعلاً لأن يطلق النار ولكن قدر الله ان الموضوع لم يصل لشئ خطير.
وهل أصبت في تلك المحاولة؟
استطعت التدخل بسرعة، ونزعت منه السلاح وكان هناك إخوة موجودين وأشكر منهم أحد أبناء الدينكا اسمه جون وتمكن من التدخل بقوة ويحتوي الموقف، ومنهم الاخ إبراهيم سائحون ومحمد الطيب، والشكر أيضا لأحد سلاطين دينكا بحر الغزال لا أذكر اسمه. والموضوع كان سيتطور ويدخل فيه آخرون ولكن في جلسة صلح سودانية امتدت لساعات طويلة انتهت بإحتواء الموقف.
وما علاقتك بالشعر والكتابة؟
أحب الشعر وأقرأه بصورة موسعة جداً وكنت أكتبه لسنوات طويلة. السياسة أحيانا تجفف نوابع الإحساس ، كما أقرأ بصورة واسعة الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والأنثربولوجي ، وأعشق جداً السينماء وأحب الأفلام الوثائقية.
وما علاقتك بالكتابة؟
لسنوات طويلة كنت أكتب ولكن نتيجة لنصيحة من شخص احترمه ولا أريد أن أذكر اسمه قال لي لا تكتب كثيراً ولا تكتب إلا عندما تستفز للكتابة، ولا تكتب إلا عندما يكتب القلم بدلا منك، وقال لي إن الإنسان في كل مرة في حياته يمر بدرجات من النضج المعرفي والاجتماعي ، وأن ما تكتبه يكون لك أو عليك ولا تستطيع الهروب منه في يوم من الأيام ، وأنا محتفظ بكتابات كثيرة جدا لم يأتِ أوان نشرها ، وكل الذي نشرته لم يتعدَّ أربع مقالات في ظروف محددة.
علاقتك بالحبوبة وحكاويها..
أترحم على روح حبوبتين لي هما من قامتا بتربيتي، أم والدي السيدة زينب وأم أمي الحاجة خديجة. أنا تربيت بينهما ، والحبوبة بطبيعتها تلقنك الأشياء بطريقة غير مباشرة ومن خلال القصص والحكمة والتاريخ تكتسب انطباعاً للحياة من حولك. أنا عرفت السودان من حبوباتي والحكمة والتواصل مع الناس، وأدين بفضل إنساني لحبوباتي ، والحمد لله أني غسلتهما وكفنتهما وأنزلتهما قبورهما بيدي.
وماذا تعرف وتفضل من الوجبات السودانية؟
في الأكل لست انتقائياً ، وكل ماهو طيب وحلال آكله وتحديداً في الأكلات السودانية القراصة وهي لحبوبتي خديجة ، والعصيدة وهي لحبوبتي زينب لأن البجا دائماً يأكلون العصيدة وأهل الشمال من أهلنا المحس يأكلون القراصة ، وبالنسبة لي هاتان الأكلتان تمثلان التوازن في الشخصية سواء العصيدة بالروب الأحمر أو الأبيض أو القراصة بكل ملحاتها وبالذات من الورق والثلج والخضرة. وأكيد أكل ما تصطاده يدك أجود وأشهى ما يؤكل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية