ليسوا أعز من "قوش" و"ود ابراهيم" والناظر "السماني"
{ ما يحدث في دارفور، شمالها وجنوبها، من صراعات (قبلية) مدمرة ومحاولات من بعض رموز القبائل (العربية) لأخذ حقوقهم وحقوق غيرهم بقوة السلاح، وفرض سياسة الأمر الواقع باستخدام المليشيات الحربية، يعيد الإقليم، بل وكل السودان، إلى (عصر الغاب) والهمجية في زمن سحيق ببلاد أخرى غير بلادنا.
{ وإزاء هذا المشهد العبثي لا بد للدولة أن تفرض هيبتها بقواتها النظامية (القومية) التي لا علاقة لها بأي تشكيلات نظامية (محلية) نشأت في دارفور في وقت سابق، لضرورات محددة.
{ لا كبير على القانون، ولا على مصالح الدولة العليا.. أمنها واستقرار شعبها، لا الوالي “عثمان كبر”، ولا الناظر المستشار “موسى هلال”، ولا قيادات ما يسمى (حرس الحدود) وزعماء وعمد القبائل المتقاتلة في جنوب دارفور. فمن قبل أمر الفريق “إبراهيم سليمان”، رئيس آلية بسط الأمن وهيبة الدولة في الإقليم ووالي شمال دارفور، أمر بحبس الناظر “موسى هلال” في سجن “بورتسودان”.. وقد كان. ثم قام والي جنوب دارفور الأسبق “علي محمود” بإيداع عدد من نظار القبائل، من بينهم ناظر عموم (الفلاتة)، الشيخ الفاضل المحترم “أحمد السماني”، الحراسات بمدينة “نيالا”.
وسواء أكانت تلك القرارات خاطئة أم صحيحة، فإن الذين يصنعون الفوضى الآن في (شمال) و(جنوب دارفور)، ليسوا أشرف ولا أعز من الناظر “السماني” وإخوته.
{ والذين يهددون أمن البلاد في “نيالا” أو “جبل عامر” ليسوا أعز مكانة ومقاماً وإخلاصاً لـ (الإنقاذ) من الفريق “صلاح قوش” والعميد “محمد إبراهيم عبد الجليل” وصحبهما، الذين زُج بهم في المعتقلات لستة أشهر طويلة.
{ لا تنتظروا دعوات (المليس) و(الحنيس) والتخندق في ولاءات القبائل الظلامية من بعض قيادات (المؤتمر الوطني)، فقد سبقهم إلى مثل هذه المحاولات (التخذيلية) آخرون في ذات (الحزب الحاكم) من أبناء الإقليم.. فتحوا الطريق إلى تمدد وتعاظم وتكاثر حركات التمرد، بإضعاف هيبة الدولة عبر (المبادرات) المضروبة للحوار مع حملة السلاح. فما أن يأتي (فصيل) للسلام، حتى ينشق آخر، ويتواصل المسلسل من العام 2003م وحتى الآن.. عشر سنوات طويل، ومريرة، معطونة في شلالات من دماء الأبرياء والبسطاء والمساكين.
{ مبادرات ووساطات (سراب)، من زمن الفريق “إبراهيم سليمان”، مروراً بحقبة “حسن برقو”، وإلى زمن الحاج “صديق ودعة”!!
{ المطلوب من قيادة الدولة أن تأمر بانتشار أكبر وأوسع نطاقاً للقوات المسلحة في جميع أرجاء جنوب وشمال دارفور، فلا كرامة في أمن البلاد، لا لـ “موسى هلال”، ولا لـ “عثمان كبر” ولا لوالي جنوب دارفور الجديد اللواء “جار النبي”، الذي يبدو أنه يسير على نهج سابقه في التهاون مع العصابات والمليشيات، ومن أراد أن يتمرد، فليتمرد، فإن متمردي دارفور جيوش بالآلاف، وطيلة عشر سنوات لم يحتلوا “الجنينة” ولا “نيالا” ولا “الفاشر” ولا “زالنجي”، ليوم واحد.
{ تحية خضراء وسط ركام الفشل لوالي شرق دارفور.. رجل الميدان والجماهير.. “عبد الحميد موسى كاشا”.