زواج السوريات!!
{ كلما شاهدت قناه (الجزيرة) وتابعت الدماء التي سالت على شوارع سوريا وضواحيها، لعنت السياسة ودروبها، إذ أن النفس البشرية صارت مثل الذبيح، تباح وتستباح في أية لحظة، وتنتهك في عز النهار دون أن يرمش لهذا أو ذاك جفن، لأن الكل يبحث عن إشباع رغباته والانتصار الذاتي، والضحية المسلم البسيط الذي لا حول له ولا قوة.
{ الربيع العربي السوري لم ينته بعد، والأزمات تشتد في بلاد الشام يوماً بعد الآخر، وصوت البندقية أضحى حاضراً في كل الأوقات، وصراخ الاطفال والرضع يسيطر على تفاصيل لوحة المكان، وغضب الثوار يزداد مع أنين الجرحى وصيحات الأمهات وصبر الرجال وثبات الأبطال، رغم رعونة النظام وديكتاتوريته وفساد أعوانه ومسانديه.
{ ما حدث في سوريا دفع بكثير من المواطنين إلى التفكير في الهروب والابتعاد عن هذه النيران الحارقة، والبحث عن الاستقرار بعيداً عن أصوات الدانات والكلاشكنوف، فكانت الدول العربية ملجأ لاحتضان الشوام الذين ذاقوا الويلات والقهر والظلم طوال الأعوام الماضية، وكان السودان أحد المنافذ التي قرروا اللجوء إليها من أجل البحث عن العيش الكريم والاستقرار الهادئ البعيد من التوترات الأمنيه والسياسية. وقد شاهدت في بعض المنازل عدداًَ من أخواتنا السوريات الصابرات المؤمنات الطالبات للستر، في إطار رحلة البحث عن الاستقرار الحياتي، وتحدثت مع معظمهن، وتناقشنا في الرؤية المستقبلية لحياتهن بعد الهروب والمصير المجهول، فكانت إجابة أغلبهن أن الزواج الرباط المقدس هو الحل، في ظل الظروف التي يعشنها. وقد علمت منهن أن بعض الأسر قد طالبت عدداً من الشباب السودانيين بالتفكير في الارتباط بأي منهن حتى يتمكنّ من الإحساس بالحياة، وقد استجاب عدد منهم، فيما تأنى آخرون لاعتبارات كثيرة، وفي كل الأحوال فإن الخطوة تعتبر رجولة في المقام الأول وإحساساً بالمسؤولية وحماية لنساء دفعت بهن الظروف إلى هذه الأوضاع التي يعشنها الآن، لذلك فإن الرد والاستجابة لا بد أن تكون أكبر مما حدث، وأن يضع شبابنا ورجالنا هم السوريات نصب أعينهن، وأن يفكروا في آخرتهم من خلال عمل خيري وديني، ينادي بالستر وإكمال نصف الدين، خاصة وأنهن صاحبات جمال ودين ويستحقن أن يكن أمهات المستقبل.
{ زواج السوريات لا بد أن يكون من القضايا التي ننادي بها عبر وسائل الإعلام، لأن أوضاعهن الآن غير جيدة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وانعكست علي الأسر السودانية المحتوية لهن، مما يعني أن الموضوع يحتاج إلى أصوات عالية وحماس غير مسبوق ومساهمة من كافه قطاعات المجتمع.
{ قالت لي صديقتي “علا”: من الأفضل أن تنادي بزواج السودانيات اللائي ملأن البيوت وصارت العنوسة واقعاً لمعظمهن، فقلت لها: يكفي السودانية أنها تعيش في بيت أبيها وسط أهلها وإخوانها، ويكفيها العيش في وطنها، ويقيني أن قطارها لم (يصفر) بعد، لأن القيم السودانية السمحة تشير إلى حل الأزمة من خلال ابن العم والخالة وغيرهم كثر. ولكنني أشير هنا إلى معضلة تواجه أجنبية لا حول ولا قوة لها، بعد أن فرضت عليها ظروف قاسية أن تكون في هذه الاوضاع، والعمل في السودان ليس بالسهولة التي تجعلنا نطالب بتوظيفهن، لذلك فإن الستر بالزواج هو الحل الأمثل.
{ نحن في شهر فضيل، والقيم الإسلامية الفاضله تطالبنا بأن نعضد علي المبادئ والمثل التي حثنا عليها الإسلام، لذلك فلنتبنّ هذا المشروع.. ومن بعدها فإن التمازج والاختلاط سيكون نتاجه جيلاً مختلفاً شكلاً ومضموناً، يحافظ علي السودان وينادي بالحراك العربي الفاعل لخدمه الإسلام والمسلمين.