الإخوة الإعلاميّون .. احفظوا كرامتنا!!
{ (رأيك وانطباعك شنو عن السودان)؟!
{ سؤال (يغيظ).. يوجهه كثير من الإعلاميين للأجانب الذين يزورون السودان.. وكأنّ هناك احتمال بأن يجيب الأجنبي ويقول إن (البلد ما نفعت معاهو)!!
{ والله.. أيّ زائر لبلادنا نسأله هذا السؤال (ما بيظن فينا خير)!! كما أنّ الأمر ينطوي على (عقدة نقص) تجاه الأجنبي.. تجعلنا دائماً نبحث ونهتم بتقييمه لنا!!
{ ينطلق السؤال (الساذج).. فيجيب الضيف بابتسامة (مصنوعة) بأنه لا يحس بغربة.. والسودانيون طيبون.. و… و… إلى آخر العبارات الدبلوماسية (الفارغة).. التي لا تعكس – بالضرورة – رأيه الحقيقي!!
{ هل ذهب سوداني – مهما كان مقامه ووظيفته – إلى أي بلد مجاور.. فسأله أحد الإعلاميين عن (رأيه) في البلاد؟! هذا إذا اهتم أحد – أصلاً – بسؤاله ومعرفة رأيه (في أي موضوع)!! فكم من (عظيم) في السودان.. لم يكترث لأمره (أي شخص) في الخارج!!
{ ومثل هذا السؤال – زملائي الإعلاميين – لا نسمعه حتى في الدول (الأفقر) منا!! هل تعلمون السبب؟!
السبب ببساطة أنهم قوم (يعتزّون) بما هم عليه.. يفتخرون بألوانهم وثقافاتهم المحليّة.. وهم يحترمون الزائر الأجنبي من باب الأدب.. لكنهم لا يكترثون لرأيه فيهم.. ولا يستجدونه بضع كلمات مجاملة.. لن تضيف إليهم شيئاً!!
{ ارحمونا يرحمكم الله.. فسودانننا أفضل وأكثر أمناً من أيّ بلد في الجوار.. أو وراء المحيطات.. وأيّ أجنبي يستطيع أن (يسرح) و(يمرح) في شوارعنا.. ولا يخاف إلا – ربّما – من سيارات مندفعة ليلاً.. يقودها بعض صبية (زمن الغفلة)!!
{ وفي (العواصم) الغربيّة والأمريكيّة.. يتم نهبُك نهاراً جهاراً تحت إرهاب (السلاح).. وربما تدفع حياتك ثمناً لبعض الدولارات و(اليوروهات).. لكنهم (شاطرين) – رغم هذا – في التسويق لبلدانهم.. ليشد إليها الرحال عرب ومسلمون.. بالملايين.. وينفقوا فيها إنفاق من لا يخشى (الصرف من المال الهامل)!! بينما نفشل نحن في تسويق (ميزاتنا) التي يندر أن تجد لها مثيلاً.. وهذا الفشل يصل درجة أن أغلب المواطنين الغربيين لا يعرفون عن السودان إلا (دارفور)!! وربما ظنوا أن الأسود والثعابين ومختلف الحيوانات المتوحشة.. تسرح وتمرح في شوارع السودان.. كل السودان!!
{ هكذا نحن.. بكل ثقافتنا المتنوعة.. واحترامنا للضيف.. وكرمنا النادر.. فمن بقي من الأجانب بين ظهرانينا فالكاسب (هو).. ومن ازدرى السودانيين بألوانهم وطباعهم وتعددهم.. فهو أعمى بصر وبصيرة.. وجاهل جهلاً مركباً.. ولا يعنينا رأيه في شيء!!
{ الإخوة الإعلاميون.. احفظوا كرامة هذا الشعب التي تهدرونها بالأسئلة الساذجة.. دون أن تشعروا!!
{ آخر محطة
{ أثار حديثنا عن المجاملات المصنوعة.. و(كشوفات) المناسبات تحديداً.. أثار الكثير من رد الأفعال (المنفجرة) بعد (احتقان طويل) من المعاناة (المدسوسة) في دواخلنا!! ولأهمية الأمر والتوسع فيه.. سنستعرض غداً بعض التعليقات ونتوسع في الموضوع إن شاء الله.
تحياتي