أخبار

أبصر شرقاً (1)

في عام 2003م، بدأت مجموعات صغيرة تتلقى تدريباتٍ عسكرية في أعلى قمة جبل مرة.. ولا يعرف الأسباب التي دفعت هؤلاء المواطنين للانتظام في التدريبات العسكرية. في ذات الوقت خرجت مجموعة من أبناء الزغاوة في كارنوي عن سلطة الإدارة الأهلية وأخذت على عاتقها التدريب عسكرياً ليلاً والعودة في الصباح لكارنوي.. هذا التقرير تم نشره في صحيفة ألوان قبل تمرد “مني أركو مناوي” و”عبد الله أبكر” و”عبد الواحد نور”.. وفي يوم نشر الخبر تم استدعاء كاتب التقرير وهو شخصي ومدير تحرير الصحيفة “الصادق الرزيقي” للقيادة العامة.. وتم التحقيق حول الخبر الذي يثير الخوف والفزع في أوساط المواطنين وهو عارٍ من الصحة تماماً.. ولولا وجود الفريق “بكري حسن صالح” كوزير للدفاع لطال حبسنا بتهمة نشر أخبار كاذبة وعارية من الصحة. ولم تمضِ أيام حتى تخرج الذين كانوا يتدربون في المعسكر بجبل مرة وحول كارنوي وحملوا السلاح في وجه الدولة وأنجبت الأرض حركات التمرد الدارفورية والتي بعد حملها السلاح لم تواجه بالحسم المفترض ولا بالتفاوض السلمي الذي دعا إليه الفريق “إبراهيم سليمان” ودفع ثمن مبدئيته بإبعاده من الولاية.. الآن تلوح بوادر شرق السودان بوجود شجر يمشي الهويني بين الجبال والهضاب والسهول وثمة سحب تتراكم من بعيد تؤذن بهطول أمطار صيفية في جبال البحر المالح.
من قرأ البيان الختامي لاجتماع ثلاثي ضم “مالك عقار” وعبد العزيز الحلو” و”ياسر عرمان” الأسبوع الماضي ونشر على نطاق واسع (تستوقفه) عبارات البيان الختامي عن تشجيع الحركة الشعبية قطاع الشمال لبوادر حمل السلاح في شرق السودان واستعداد الحركة الشعبية دعم ثورة الشرق حتى يتم حصار النظام والإجهاز عليه من خلال العمل العسكري المشترك والانتفاضة الداخلية لقوى المعارضة! بيان “ياسر عرمان” الذي أرفق بصورة للمتمردين الثلاثة وهم جلوس على طاولة بلاستيكية ويحتسون القهوة في منزل من (القش) في جنوب كردفان، أشار لحلفاء الحركة الشعبية من الجبهة الثورية وعاتب قوى المعارضة بلطف شديد لمهادنة بعضها للنظام.. الإشارة هنا للسيد “الصادق المهدي”.. ولكن نبرة “ياسر عرمان” اتجاه شرق السودان تحريضه حتى تثور بعض مكونات الإقليم وتعود لحمل السلاح بعد أن حققت اتفاقية أسمرا (تنموياً) مقاصدها، ولكنها لم تفلح سياسياً في تهدئة الملعب الذي يشهد من حين لآخر أعمال شغب (بقصف) الجماهير للفريقين بقارورات المياه المعدنية والاحتجاع على أداء الحكم!
في الأسبوع الماضي سرب خبر لإحدى الصحف من جهة لها مصلحة في إعادة إشعال حريق الشرق بالحديث عن انسحاب مؤتمر البجة من حكومة الوحدة الوطنية.. وأمس قال “ياسر يوسف” الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني (الأول) طبعاً لوجود ناطقين آخرين إن الحكومة ملتزمة بتنفيذ اتفاق الشرق واعتبر “يوسف” تنفيذ ما تبقى من الاتفاقية واجب الحكومة والأطراف الموقعة الأخرى.. نفى الناطق باسم المؤتمر الوطني مقروناً بخبر الانسحاب لمؤتمر البجة ثم نفي الخبر مرة أخرى وإشارات بيان “ياسر عرمان” كلها تقول شيئاً واحداً.. تحت الرماد وميض نار! نواصل..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية