حوارات

القيادي الشيوعي "صديق يوسف" يجهر لـ(المجهر) بإفادات جديدة (1-2):

(نشفت ريقي) بهذه العبارة ختم المهندس “صديق يوسف” القيادي البارز بالحزب الشيوعي السوداني وبتحالف قوى الإجماع الوطني الحوار الذي أجرته معه (المجهر) بدار الحزب بالخرطوم (2) … وهو وصف يحتوي على أن المحاور التي وضعناها أمامه جعلته لاهثاً.. ولم ندع له فرصة ليلتقط أنفاسه بعد أن وضعنا أمامه حزمة استفهامات نظن أنها كانت تؤرق بال عدد كبير من المراقبين حول أداء التحالف المعارض خلال الفترة الأخيرة ومدى جدوى برنامج المائة يوم الذي راهن فيه التحالف على تعبئة الجماهير للتحرك وإسقاط النظام القائم بالإضافة إلى الدور الذي يضطلع به الحزب الشيوعي كتنظيم مهم في الشارع السوداني…بالإضافة إلى عدد من المحاور التي رأينا أن نكون واضحين وصريحين فيها، وللأمانة فإن الرجل الذي عرك دروب السياسة منذ أمد ليس بالقريب كان يرد على كل تساؤلاتنا بما أزال غموضها وإبهامها سريعاً…
القيادي الشيوعي “صديق يوسف” على طاولة (المجهر) يجهر بحزمة إفادات جديدة.. فلنتابع معاً:
{ بداية كيف تقيِّم ما دفع به الإمام “الصادق المهدي” في خطابه الأخير أمام الأنصار بودنوباوي ومواصلة تأكيده على المعارضة السلمية عن طريق ما سمَّاه بالنظام الجديد، وهل تعتقد أنه سيكون بديلاً للتحالف المعارض..؟؟
-الصادق المهدي طرح هذا البرنامج على القوى السياسية، ولكنه لم يجتمع معنا حتى الآن.. المبادرة لا تتعارض كثيراً مع برنامج قوى الإجماع الوطني في البديل الديمقراطي، هو يخشى من أن يقود الصراع في السودان إلى فوضى و(صوملة) البلاد، وهذا الاحتمال وارد جداً.. و”الصادق” ينادي بالاعتصامات في الأماكن العامة ونفرض أن النظام استخدم معها العنف فهل سيقف الناس مكتوفي الأيدي..؟؟ إذن الصوملة تكون قد حدثت والتي يحددها موقف النظام واستجابته لتطلعات الشعب السوداني وإرادته التي تتمثل في أن يذهب هذا النظام ويأتي بعده نظام جديد.

{ هل تعتقد أن قوى الإجماع الوطني تتبنى التصعيد السياسي في مواجهة الحكومة من أجل المزايدة فقط… وأنه – أي التحالف المعارض- غير جاد البتة في التفاوض مع الحكومة..؟؟
-نحن مددنا أيادينا لهذا النظام بالتفاوض معه أكثر من مرة…أول مرة طلبنا الاجتماع مع هذا النظام في عام 2009، والدعوة قُدمت له من قوى الإجماع الوطني حتى ينعقد مؤتمر تحضره كل القوى السياسية في السودان، ولكن المؤتمر الوطني قاطعه…ثم كررنا الدعوة مرة أخرى له بعد الانتخابات لما سمَّيناه بمؤتمر السودان الشامل، وقدمنا الدعوة للأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني لحل قضية السودان، وتم الاجتماع مع المؤتمر الوطني في داره وحضره ستة أشخاص من الإجماع وهم “مريم الصادق المهدي” و”علي عبد اللطيف” من الحركة الشعبية، و”علي فرح” من الاتحادي الديمقراطي، و”يحيى الحسين” من حزب البعث، و”كمال عمر” من المؤتمر الشعبي بالاضافة الى شخصي الضعيف، كنا ستة اشخاص مفوضين من قوى الإجماع الوطني للتفاكر حول المؤتمر السوداني الشامل الذي رفضنا خلاله الاعتراف بهذه الانتخابات، وفعلاً اجتمعنا معهم في دارهم وكان وفد المؤتمر الوطني بقيادة “إبراهيم غندور”.
{ وما الذي دار في هذا الاجتماع…؟؟
-“إبراهيم غندور” قال لينا: “انتو عندكم اجندة خفية تخبئونها” وطرحنا ليه أن يتبنى المؤتمر الوطني الدعوة ويمشى لمسجل الأحزاب ويدعو كل الأحزاب المسجلة والدعوة تكون في دارهم ونأتي نتفاكر في الأجندة وكيف نتحاور، واقترحنا عليهم أن يتبنوا الدعوة… و”إبراهيم غندور” قال: “نحن ح نفكر في الموضوع ونرد عليكم”، والكلام ده كان في أواخر 2010 وحتى الآن لم نتلقَّ أي رد.
{ وما الذي حدث بعد ذلك..؟؟
-بعد ذلك “الصادق المهدي” باسم قوى الإجماع الوطني قدمنا دعوة أخرى للمؤتمر الوطني للتحاور معه، وحدد “الصادق المهدي” تاريخ 26 ديسمبر 2012 وتم هذا اللقاء في جامع الخليفة، وقال إن المؤتمر الوطني لم يلتزم…إذن الرافض للحل السلمي هو المؤتمر الوطني وليس التحالف. إذن نحن ننادي بالمعارضة السلمية لإسقاط هذا النظام كما أسقط من قبل نظام “عبود” و”نميري”..طريق النضال السلمي الديمقراطي….ولكن قد تسال دماء في هذا النضال بما أن الحكومة تتصدي لمظاهرات الجماهير .
{ لنعد إلى ما طرحه الأمام “الصادق المهدي” وبحسب ما ذكرت سابقاً أن ما طرحه لا يفترق كثيراً من أطروحات التحالف الديمقراطي…إذن ما الداعي أصلاً لوجودها..؟؟
-والله السؤال ما تسألني منو أنا، بل اسأل السيد “الصادق المهدي”. طرحنا المعلن وثيقة وقع عليها في (4) يوليو  2012.. وحزب الأمة موقع عليها باسم البديل الديمقراطي، وطرحنا فيها ما الذي سوف يحدث بعد إسقاط هذا النظام وفيه فترة انتقالية لم يتفق على مدتها ولكن الأساس فيها هو إنجاز ما يتفق عليه من برامج ويحتوي على ثلاثة محاور تتمثل في وقف الحرب وحل قضايا مع كل الفصائل التي تحمل السلاح وإزالة كل معوقات الديمقراطية من ممارسات وأجهزة أمنية، والشق الثالث هو الشق الاقتصادي وكيف نحل الأزمة الاقتصادية للبلد ورفع الضائقة المعيشية للجماهير وفتح المجال للتنمية الحقيقية ومراعاة مصلح المواطن السوداني وإعادة النمو الاقتصادي والزراعة والإصلاح الصناعي وتوفير الخدمات الأساسية للجماهير من صحة وتعليم وخلافه.
{ من وجهة نظرك هل تعتقد أن “الصادق المهدي” في طريقه إلى مفارقة درب المعارضة..؟؟
-لا…لا أعتقد ذلك ولا اتفق معك في هذا الطرح….”الصادق المهدي” لم يقل إنه يريد أن يفارق صفوف المعارضة ولم نقل نحن  ذلك.. والدليل على ذلك أن حزب الأمة يشارك بفعالية في برنامج المائة يوم الذي انقضى من شهر كامل وشارك حزب الأمة في خمس فعاليات في بحري ودار حق وعطبرة ودار الحزب الشيوعي وندوة سياسية في دار المؤتمر… خمسة قياديين من حزب الأمة وهو مشارك بفعالية في قوى الإجماع الوطني.
{ يقودنا هذا إلى الحديث عن برنامج المائة الذي قوبل بانتقادات لاذعة من زعماء المعارضة “الصادق المهدي” و”الترابي” وخاصة الأخير الذي وصف المعارضة بالضعف…؟؟
-نعم حقيقة البرنامج ضعيف ولا يلبي رغباتنا والضعف فيه إنو نحن ما قادرين نطلع الشارع… وده ضعف… ولكن لابد أن نعالجه بالدعوة للجماهير للخروج إلى الشارع…والبرنامج الذي نطرحه هو أن تحدث مظاهرات ومواكب جماهيرية واسعة يشترك فيها عشرات الآلاف من الجماهير.. والبرنامج ضعيف…ولكن تنفيذه يعتمد على مقدرة أحزابنا على تحريك الجماهير.
{ دعوات المعارضة المتكررة للخروج إلى الشارع ظلت قديمة وليست جديدة ولم تفلح تلك الدعوات، إذن ما الذي سوف تراهنون عليه خلال هذه المائة يوم..؟؟
-نحن مش عندنا مفتاح الشعب السوداني للخروج من البيوت، ولكن بإقناعنا له بأن من مصلحته الخروج للشارع لإسقاط هذا النظام.. عشان أولادوا يتعلموا بسهولة.. عشان هو يقدر يأكل ويشرب ويلقى مواصلات ويتعالج لابد من إزالة هذا النظام…وما لم يقتنع الشعب بهذا فإنه لن يخرج إلى الشارع…نحن نحاول إقناع الجماهير بأنه لا يوجد شىء يأتي بدون تضحيات ولابد من التضحيات والتعذيب والتعرض للموت…الآن الحركة الجماهيرية تتحرك في كل أنحاء البلاد، وداخل المؤتمر الوطني تخلخل وطلعوا منه ناس كتار وطالبوا بتعديل سياسيات المؤتمر الوطني بالرغم من أنهم لا يتفقون معنا، ولكنهم يعتقدون أن سياسات المؤتمر الوطني فشلت وقام البعض منهم بمحاولة انقلاب مثل “ود إبراهيم” و”قوش” ومطالبات “غازي صلاح الدين” بالإصلاح، وهناك مجموعة “السائحون”، وهذا يوضح أن النظام يعاني من وجود تخلخل داخله، وأن هناك من يرفض وجود النظام واستمراره عشان كده نحن متفائلون بأن يسقط هذا النظام قريباً جداً.
{ قلت إنكم متفائلون وحديثك السابق عن ضعفه يمكن يكون ده تقديرك؟…
-ولكن نحن نعتقد أن المعارضة ماضية إلى الأمام وكل يوم تتسع المقاومة…على الجماهير أن تدرك أن مصلحتها تتمثل في إسقاط النظام….. وإنو دي مصالحها وليست مصالح الأحزاب..قريباً في “أم دوم” طلعوا حتى مات منهم طالب صغير.. والشعب السوداني قادر على المقاومة ولن يستكين لهذا النظام.. عشان كده نحن متفائلون…هسه ح يزيدوا الأسعار وينتهزوا فرصة أن الحركة الجماهيرية قليلة جداً في رمضان لكن بالرغم من ذلك سوف تحدث مقاومة لهذه الزيادات.
{ هل تعتقد أن المائة يوم كافية لتعبئة الجماهير..؟؟
-أصلاً لا يمكن قياس حركة الجماهير ولا إسقاط النظام ولا يمكن أن تضع برنامجاً زمنياً محدداً لهذا الفعل، وده جزء من برنامجنا لرفع مقدرات الحركة الجماهيرية فقد يستمر مائة يوم أو مائتي يوم وقد يستمر سنة أو سنتين، وقد يسقط هذا النظام قبل المدة المحددة.. لكن لا يوجد إنسان يمكن أن يتنبأ بإسقاطه في يوم محدد… ولا الشعب السوداني ده زي العربية تقوم (تدوروا طوالي يطلع معاك).

{ هل تعتقد أن تعدد المنابر المعارضة للحكومة مثل مبادرة “الصادق المهدي” وبرنامج المائة يوم.. وعمليات الجبهة الثورية وغيرها تعد بمثابة (تشتيت) لجهود المعارضة أم أنها تسهم في أن تكون مكملة لبعضها البعض..؟؟
-أنا أعتقد أنها كلها متفقة على أهمية أن يذهب هذا النظام….الهدف واحد ولكن الوسائل مختلفة، حتى لو طلعوا ناس انقطعت منهم الكهربا ده جزء من حركة الشارع لإسقاط هذا النظام.. وكلها تصب في اتجاه واحد في أن هذا النظام هو سبب كل هذه البلاوي، وكلها تعبر عن رغبة الشعب السوداني في الإطاحة بهذا النظام سواء إن كان “ود إبراهيم” أو “غازي صلاح الدين” أو قوى الإجماع الوطني…تختلف الوسائل والأطروحات ولكن الهدف واحد وما ندعو إليه نحن لما يسقط هذا النظام أن لا تحدث لنا تجارب أكتوبر وأبريل.. لأن في أكتوبر سقط النظام ولكن المعارضة لم تكن متفقة حول ما يحدث، ونحن نريد أن نوصل كل القوى السياسية إلى برنامج موحد بعد إسقاط النظام عشان كده قوى الإجماع الوطني أن نتوحد جميعاً على كيفية الحكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية