أخبار

"المهدي" و"مرسي" .. و"مانديلا"

– 1 –
{ أرسل الإمام “الصادق المهدي” رسائله الثلاث أمس الأوَّل من منصَّة (حوش الخليفة).. واختار توقيتاً ذكياً.. واصطاد (جملة من المكاسب) بخطاب واحد!!
{ الرسالة الأولى للحكومة.. فعندما يقول “الإمام” إنَّ على الرئيس “البشير” أن لا يتجاهل المعارضة.. فهو يعني أن لا يتجاهل (حزب الأمَّة)!! قالها “الإمام” مدعَّمة بـ (بيان بالعمل).. فأرتال الأنصار كانت تغطي الساحة وتسدُّ الطرقات!!
{ ورسالة “الصادق” الثانية عنونها إلى المعارضة.. مفادها: (هاؤم اقرأوا رصيدنا الجماهيري).. وهو هنا يشير إلى (أوزان الطرور).. أيضاً بياناً بالعمل!!
{ أمَّا الرسالة الثالثة.. وهي الأهم و(الأخطر).. فإنَّ خطاب “الإمام” جاء ليلة الثلاثين من يونيو (عيد الإنقاذ).. ويحمل في ثناياه (هدية إستراتيجيَّة).. محتواها أنَّ حزب الأمَّة هو (العاصم) من أيِّ تحرُّك شعبي (ثوري) ضدَّ النظام.. إذ يقول “الإمام” – ضمنيَّاً – إنه (لو أراد) لحرَّك هذه الجماهير الهادرة في الشوارع.. لكنه (لن يفعل)!! قالها مقرونه بعبارات (تغطية) من شاكلة دعوة النظام للرحيل (من تلقاء نفسه)!! وأعقبها منادياً بضرورة (التغيير الناعم)!! إذن فإنَّ الإمام (يمهِّد) لمشاركة حزب الأمَّة (في شكل ثورة ناعمة)!! فقط انتظروا التعديل الوزاري القادم!!
– 2 –
{ (الدولة العميقة) في مصر تمضي في مخططها.. وجهاز “مبارك” التنفيذي يقف وراء ثورة الإطاحة بـ (الإخوان).. وهو مخطط لإقناع العقل العربي – وليس المصري فقط – بأنَّ المشروع الإسلامي (فاشل).. ومحاولة للترويج للعلمانية بوصفها تحقق دولة الحريَّة والديمقراطية!!
{ وربَّما ساعد الإخوان – بأنفسهم – في تقوية هذا المشروع المناهض لهم.. ذلك أنهم اهتموا بالسيطرة على (رؤوس) الجهاز التنفيذي فقط.. متجاهلين أنَّ نظام “مبارك” يسيطر على (الجسد) و(الأطراف)!!
{ ومع هذا أتوقع أن يمرَّ اعتصام الأمس في مصر دون أن يحقق هدف الإطاحة بالإخوان.. وأرجو أن يكون درساً يجعل الجماعة تلتفت إلى الحرب الـ (تحت تحت).. فهي أخطر.. ولو سقطت تجربة الحكمة الإسلامي في مصر.. فسينقل العلمانيون حيثياتها إلى كل دول (الربيع العربي).. فيحلُّ عليها (الشتاء العلماني)!!
– 2 –
{ أخشى أنه قد ظللنا أوان رحيل رمز (الوطنيَّة الحقيقية).. المناضل “نيلسون مانديلا”.
{ حياة حافلة بالعمل المتفاني (من أجل الوطن فقط).. فيها (27) عاماً بين المنافي والسجون!!
{ “مانديلا” الآن على فراش الموت.. وإني أراه يبتسم.. فما أروع أن تكون راضياً عن نفسك.. ويشهد كل العالم على تفانيك في خدمة شعبك.. بلا أغراض (ذاتيَّة) أو (حزبيَّة)!!
{ (ارحل) أيها المناضل العظيم.. فرحيلك ليس كالآخرين الذين (ماتوا) وهم على قيد الحياة.. وشيَّعتهم اللعنات!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية