تقارير

رئاسة الجمهورية توجه بإطلاق حملة توعوية.. حياة أزهى بلا مخدرات

الداخلية: (47) مليون متعاطي للمخدرات خلال العام و(207.400) حالة وفاة في 2014.
الخرطوم ـ منى ميرغني
 حينما باتت ظاهرة المخدرات تؤرق مضاجع الدول، كان السودان كغيره  من دول المنطقة والإقليم، بل العالم أجمع، متأثراً بأنواع المخدرات المختلفة المزروع منها في الداخل وتلك العابرة للبلدان، ولما كان السودان في قلب الحدث، كان لزاماً على الجهات المعنية إطلاق أياديهم لمحاربة الظاهرة وكشف عصابات المافيا المتاجرة والمروجة لوقف تدمير عقول الشباب.
بالأمس كانت رئاسة الجمهورية  ووزارة الداخلية في توأمة، وشراكة  على قدر التحدي بكشف المجهودات  المبذولة في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي جاء تحت شعار  (الحياة أزهى بلا مخدرات).
رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أكد في كلمته صباح أمس (الثلاثاء)، بقاعة الصداقة بالخرطوم،  التزام السودان مع شعوب العالم للحد  من انتشار المخدرات التي تهدد الأمن وسلامة الشعوب كافة، وأعلن عن  التزام الدولة بتنفيذ الإستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات، الرئيس دعا المؤسسات والقطاعات المناط بها تنفيذ هذه الإستراتيجية وتنفيذ ما يليها من مهام، ومضى في بذل مزيد من التأكيدات بحرص الدولة على  الاستجابة في المعينات المادية والفنية والقانونية والهيكلية التي تساعد في سد الطريق أمام تنامي ظاهرة المخدرات وتضييق فرص إفلات المتعاملين فيها من العقاب.
رسائل إشادة قلدها الرئيس “البشير” على (جيد) اللجنة القومية لمكافحة  المخدرات برئاسة البروفيسور “الجزولي دفع الله”، ورسالة ثناء أخرى أرسلها في بريد الأجهزة الشرطية المختصة في مجال المكافحة  لردع مروجي ومتاجري ومتعاطي المخدرات، ووجه بإطلاق حملة توعوية شاملة تنخرط فيها مؤسسات الدولة متمثلة في وزارة الصحة والثقافة والشباب والإعلام والإرشاد والتوجيه والرعاية والضمان الاجتماعي والداخلية، وأضاف “قناعتنا بأن التوعية هي نبض الهجوم الأول لمعركة مكافحة المخدرات”،   وكشف “البشير” عن بعض الدراسات العلمية التي أجريت محلياً وإقليمياً ودولياً تؤكد تفشي وتنامي ظاهرة المخدرات وتزايد نسبة تعاطيها في  القطاعات المختلفة، في مقدمتها الشباب، وأشار إلى أن الأمر ينذر بخراب كبير يهدد وجود الإنسان. “البشير” أشار إلى أن التصدي لوباء المخدرات يتطلب تكاتف وبذل الجهود، ودعا لبذل الجهد للحيلولة بين الشباب وعالم المخدرات عبر خطاب مقنع وجاد.
 
}الداخلية تدق ناقوس الخطر
وزير الداخلية الفريق “حامد منان” دق ناقوس الخطر بمهددات المخدرات ومخاطرها، ورفع الوعي على الصعيد العالمي وتجهيز الحكومات بأفضل المعدات للتعامل مع جريمة المخدرات وما يرتبط بها من الجرائم الأخرى كالإرهاب والفساد وغسل الأموال والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والاتجار بالبشر والإيدز،
الوزير لفت إلى أهمية الدراسات والمسوحات للوقوف على حجم المشكلة ومن ثم اتخاذ السياسات والتدابير اللازمة لمواجهة المشكلة من خلال الحلول المنتقاة، لغة الأرقام في حديث منان رفعت وتيرة المخاوف من خطورة المخدرات محلياً وعالمياً بكشف الوزير عن آخر الإحصائيات  المرتبطة بالمخدرات، وتشير إلى أن (47) مليون شخص يتعاطون خلال السنة الماضية، ونحو (29) مليون شخص عانوا من الاضطرابات  المرتبطة بتعاطي المخدرات ولم يتعالج من هذه الاضطرابات إلا شخص واحد من بين ستة أشخاص، أي حوالي (17%)، الوزير مضى في كشف خطورة الظاهرة وقال إن من بين مروجي المخدرات نحو (12) مليون شخص يتعاطون، ومليون شخص مُصابون “بفيروس” نقص المناعة المكتسبة، ومن بين (6) ملايين من مُتعاطي المخدرات بالفم نحو (50%) منهم يعانون من التهاب الكبد الفيروسي، وبحسب “منان” فإن الدراسات أشارت إلى أن متعاطي المُخدرات بالحلق ينشطون في السلوكيات الجنسية أكثر من غيرهم، مما يؤدى إلى ارتفاع خطر الإصابة بفيروس الإيدز مقارنة بمتعاطي المخدرات الأفيونية الأخرى، وتقدر الوفيات المرتبطة بالمخدرات بحسب الإحصائيات التي تحدث عنها وزير الداخلية في عام 2014، بنحو  (207.400) حالة وفاة، أي ما يعادل (43.5%) حالة وفاة لكل مليون شخص ممن تتراوح أعمارهم بين (15 إلى 64) عاماً، وتمثل الإصابة بالوفاة بالجرعات المُفرطة نحو النصف والثلث من جميع الوفيات المتعلقة بالمخدرات، وأشار إلى أن الأفيون، الحشيش، القنب أو المارغوانا أكثر المخدرات شيوعاً في التعاطي، وكشف عن أن نحو (100) مليون شخص يتعاطون المخدرات في عام 2014، ثم تأتي الفيتامينات المنشطة في المرتبة الثانية وعدد متعاطيها (80) ألف شخص، وتعاطي المواد الأفيونية المفصولة  طبياً، ويقدر عدد متعاطيها بنحو (33) مليون شخص، “منان” من واقع استشعار وزارته للأزمة، رأى أن الحلول الناجعة لمُحاربة المخدرات تتطلب منهجاً متكاملاً للوقوف على كل المشكلة وإبعادها بعيداً عن الحلول الجزئية، لمحاربة الخطر الداهم عبر الحملات والعمليات الميدانية في مناطق الإنتاج والتهريب ومواقع عصابات الترويج والتعاطي، بجانب التوعية والتثقيف.
لم ينسَ الوزير أن محاربة المخدرات ربما تتطلب تكاملاً سياسياً مع بقية أجهزة الدولة، وقال إن الأجهزة المختصة في مكافحة المخدرات  يعززها الالتزام السياسي والإرادة الصلبة في قيادة الدولة في أعلى مستوياتها، ممثلة في رئيس الجمهورية المشير “البشير” في دفع هذه الأجهزة ومساعدتها على تذليل المعوقات التي تعترض ترقية الأداء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية