صوت الشارع .. من يسمعه؟!
{ سأل الأستاذ تلاميذه الأربعة في الفصل، وكل واحد منهم ينتمي إلى جهة مختلفة.. أوربا وأمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط.. سألهم: ما رأيكم في نقص الغذاء ببقيَّة دول العالم؟
{ الأوربي قال: ما معنى (نقص)؟!
{ الأفريقي قال: ما معنى (غذاء)؟!
{ الأمريكي قال: ما معنى (بقيَّة دول العالم)؟!
{ أمَّا الشرق أوسطي فقال: ما معنى (ما رأيك)؟!!
{ الإنسان (المواطن العادي) في السودان لا رأي له!! وهذا لا يعني أنَّ هناك من يحجر عليه القول ويمنعه من التفوُّه.. لكن (لا وزن) (لا قيمة) لرأيه.. ودي أخير منها (التكميم)!!
{ معروف أنَّ (لسان المواطن) في أيِّ دولة بالعالم له ثلاثة طرق للتعبير.. الأوَّل (نوَّابه) الذين ينتخبهم ليدافعوا عن حقوقه ويحاسبوا المقصِّرين من المسؤولين.. ونجد أنَّ لسان المواطن السوداني (في الحتة دي) مقطوع!! فالسادة النوَّاب – الأغلبيَّة – (أعضاء في الحزب الحاكم).. ولا يستطيعون (تنظيميَّاً) مخالفة قرار الحزب.. ولا نحتاجُ هنا إلى أدلة تثبت مرور (قرارات) داخل قبة البرلمان والمواطن لها كاره ورافض.. ويكفي مثالاً (رفع الدعم)!!
{ وطريق المواطن الثاني للتعبير هو السلطة الرابعة.. إذ يتجه إلى الصحف – أو تتجه إليه الصحف – لعرض مشكلة أمام أعين المسؤولين.. عسى ولعلَّ أن يحسَّ أحدُهم بالمسؤوليَّة فيتصدَّى لها.. و(في الحتة دي) يمكن أن نقول إنَّ للمواطن السوداني (نصف لسان) أو أقل قليلاً!! إذ أنَّ بعض المشاكل تجد طريقها إلى الحل.. بينما في المقابل يتعامل مسؤولون مع ما يُنشر في الصحف على أنّه محض (كلام جرايد)!! وتظلُّ الحكومة (الكبيرة) أو حكومة الولاية – أيُّ ولاية – (مطنشة) من مشكلة أو متمسكة بقرار رغم الرفض الشعبي له على صفحات الصحف.. إذ لا تجدي آلاف الكلمات المكتوبة وعشرات الكاريكاتيرات!!
{ أمَّا الطريق الثالث للتعبير فهو المسيرات الاحتجاجيَّة السلميَّة.. و(دي مفاتيحها رايحة)!!
{ نكتبُ هذا على خلفية ما يدور من أحاديث عن تغييرات واسعة بالمناصب في دولاب الدولة، وإحلال وإبدال..
{ هل هي تغييرات – في الوجوه والسياسات – لمعالجة (مشكلات) المواطن المعيشيَّة الطاحنة والفقر الذي يضرب أغلب السكان؟! أم هي قرارات (تنظيميَّة) تخصُّ (المؤتمر الوطني)!!
{ لا يعنينا – كمواطنين – أن تأتوا بـ “زيد” مكان “عبيد” إن كانت السياسات هي ذاتها (والصور نفس المشاهد)!!
{ هذا هو رأي الشارع – نسوقه بلسان الصحافة – وهو ينتظر تغييرات تصبُّ في تسهيل معاشه.. توظف شبابه (العاطل).. تحافظ على (ماله العام) وتقصي وتتحاسب المفسدين.. تعالج أمر التعليم والصحة بما يليق والعيشة الكريمة.. فماذا أنتم فاعلون؟!
{ هل تستجيبون أم (تطنشون) صوت الشعب الذي يأتيكم عبر (الصحافة).. وليس – للأسف – عبر (البرلمان)!!