أخبار

معارضة ميتة

{ شنت المعارضة السياسية هجوماً عنيفاً على شخصي من خلال أحد المؤتمرات التي يقيمونها من وقت لآخر من أجل تذكير الإعلام بوجودهم، وقالت بعض القيادات إن قلم “خط التماس” قد حاول اغتيال شخصيات معارضة لأجل إرضاء الكفيل والسلطان، فيما رأى آخرون أن الحملة مدبرة ومخطط لها تنفيذاً لسياسات الأجهزة الأمنية التي ننتمي إليها، وقد يبدو حديث (المهترشين) مقنعاً لبعض المتابعين رغم أنه بعيد كل البعد عن الواقع، لأن الحقيقة التي لا لبس فيها أن الضمير الإعلامي هو من يحرك أقلامنا ويدفعها لتعرية المدعين وكشف مخططاتهم، ولكن يبدو أن الحقيقة صارت تهمة تضع من يصدح بها في خانة الخائن.
{ ظل الإعلام على مر التاريخ أداة تبصيرية توجه وتشير وتصحح وتطالب بالمعالجات، لذلك تربعت الصحافة على دفة القيادة وسميت بالسلطة الرابعة، لأن الهم الذي يحمله أصحاب القلم مبني على أوجاع المواطنين وحامل لرسالتهم ومهموم بإيجاد بدائل تعينهم على أن يكونوا في أفضل حالاتهم.
{ قلنا سابقاً ونكررها الآن إن المعارضة السودانية غائبة تماماً من المشهد السياسي، وأن هرطقات بعض الشخصيات لم يخلق مكاناً لها وسط المواطنين ولن يمكنها من تحقيق انقلاب يعينها على فرض سيطرتها على البلاد، لأن الفكرة غير متبلورة بالشكل الكافي وفاقدة لمعطيات الإقناع وبعيدة كل البعد عن مشاكل المواطنين وهموم الغلابة، بالإضافة إلى عدم اتفاقهم في ما بينهم والتضارب الذي يصاحب تصريحاتهم ومخططاتهم وعدم وجود رؤية إستراتيجية مقنعة تعينهم على إيجاد أرضية يجلسون عليها.
{ المعارضة التي نعرفها لا تعني أن تسب الدولة وتشتم قياداتها ومن ثم تفكر في تحالفات غير مدروسة تعين على تقريب الخطوة وتنفيذ الآمال والأحلام الذاتية، والمعارضة لا تعني أن نسلط الضوء على الأخطاء ونتجاهل الإيجابيات، والمعارضة لا تعني أن نقلب الرأي العام على السلطان رغم يقيننا أننا لا نملك البدائل الناجحة ولن نتمكن من الإصلاحات، والمعارضة لا تعني أن نتحالف مع “إبليس” وأعداء الإسلام والسلام والتفكير في العلمانية وتعضيد الفكرة، والمعارضة لا تعني أن نساهم ونساعد في تفكيك البلاد ومنح المتربصين الفرصة وتمهيد الطريق لهم وإعانتهم على تنفيذ مخططاتهم التي تستهدف الإسلام والمسلمين.
{ المعارضة يا “كمال عمر” لا تعني أن نسعى للتقرب من الجنوب وقياداته بهذه الصورة المخجلة ونعت وتحميل سودانيين عبء أحداث “أبيي” و”هجليج” و”أبوكرشولا” من أجل إرضاء بعض الشخصيات هناك؟ والمعارضة يا “أبوعيسى” لا تعني أن نصرح ونؤكد ونتفاءل بحراك جماهيري يعينك على الوصول إلى القصر الجمهوري في مائة يوم، رغم أنك على قناعة بأن المواطنين لن يستوعبوا بعد أطروحات معارضتك، ولن يتفهموا بعد مراميكم ومشروعاتك وخططك في المستقبل.
{ كنا نظن أن المعارضة ستستوعب ما نكتب وستحاول البحث عن أخطائها وتقوية عودها وتصحيح مسارها والتفكير في كيفية إقناع المواطن حتى يتحرك وفقاً لأطروحاتها لتغيير المتواجدين حالياً، ولكن يبدو أن الأفق ما زال محدوداً، وأن المفهوم العام في ما بينهم يشير إلى عمالة كل من يكتب ضد التيار ويكشف مخططاتهم ويعري تحركاتهم للرأي العام.
{ كنا نتمني أن تكون هناك معارضة ناضجة وراشدة وقوية، لأن الحكومات تتحرك وفق تحركات معارضيها، ولكن ما نراه الآن عبارة عن شخصيات كرتونية (لا بتهش ولابتنش)، لذلك لن تتحرك من ذات المكان وستواصل في أسلوبها الشتائمي علها تنفس عن الغبن المتكور بداخلها (حمانا الله وإياكم).
{ معارضة بلا منطق ولا برنامج واضح لن تجد مكاناً بين المواطنين، لأن لسان حال الأغلبية يقول” (أخير لينا ديل من البديل المجهجه) وكفى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية