أخبار

فتنة دينية

{ عاود مسلحون ينتمون لإحدى الطرق الصوفية الهجوم على مسجد امتداد بيت المال جنوب بأم درمان، بعد أن أجبروا المصلين (الجمعة) الماضية على مغادرة المسجد. واقتحم العشرات باحة المسجد مدججين بالعصي والأسلحة البيضاء، وقاموا بالاعتداء على عدد من المصلين من بينهم رئيس اللجنة الشعبية بالحي الذي مزقوا ملابسه.
وقال عدد من المصلين بالمسجد إن إمام المسجد تناول في خطبة (الجمعة) أمس الأول سرداً تاريخياً لإنشاء وقيام المسجد في ظل اعتقاد تلك المجموعة بأن المسجد يُعد ملكاً لهم وليس لأهل الحي، خاصةً وأنه يقع بالقرب من إحدى (الزوايا) التابعة للمجموعة. وأوضحوا أن المقتحمين لوّحوا بالسكاكين والعصي ودخلوا في ملاسنات واشتباك مع المصلين، وهددوا بأن الأمر سيكون مختلفاً تماماً (الجمعة) المقبلة، وأنهم سيستولون على المنبر، وأن خطيب (الجمعة) المقبلة سيكون من طرفهم، وأشاروا إلى تدوين بلاغ جنائي لدى القسم الأوسط بأم درمان بشأن الحادثة. وجدد المصلون مناشدتهم السلطات للتدخل بشكل عاجل، واحتواء الأزمة ونزع فتيلها قبل (الجمعة) المقبلة. مما يعني أن السودان موعود بحرب من نوع آخر، ظاهرها الدين وباطنها الإرهاب الاجتماعي، خاصة وان الطريقة التي تم بها الهجوم تبين أن هذه المجموعات قد أعدت نفسها منذ وقت مبكر للقضاء على كل من يقترب من حدودهم التي رسموها.
{ وبغض النظر عن الموضوع المطروح من قبل إمام المسجد والطريقة التي تحدث بها عن تاريخ المسجد، هل الكلمات التي ألقى بها الإمام تستدعي دينياً أن يكون هناك اعتداء على مرتادي بيوت الله، وأن يتم ذلك داخل حرمه وأماكن عبادته.. وهل الدين الإسلامي الذي تتحدثون بلسانه يدعو للاحتراب داخل بيوت الله ويطالب بالتلويح بالسكاكين جراء كلمات ذكرها إمام في خطبته؟ هل القرآن الكريم يسمح بالتعامل بالعصي والتهديد والوعيد وتمزيق ثياب المصلين لمجرد أنهم حريصون على صلاتهم والاستماع إلى إمامهم في يوم فاضل وكريم مثل (الجمعة)؟
{ وقد أقدم شخص يعتبره البعض شيخاً في الولايات المتحدة الأمريكية على تزويج عدد من المثليين، وسط دهشة عدد من المسلمين الرافضين للحدث والمؤمنين بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه الكريم، ليفتح أبواباً واسعة للجدل الديني والمجتمعي في العالم كله.
{ وقد يستغرب القارئ الكريم من الحادثتين وإمكانية الربط بينهما، ولكن المتمعن الدقيق يتبين أن الحادثتين رغم اختلافهما، أنهما ينصبان في إطار تشويه صورة الإسلام وإعلان فتنة دينية لا جدال فيها، إذ أن الدين الإسلامي لم ينادِ بالإرهاب، ولم يؤيد الاحتراب، ولن يتقبل فكرة زواج المثليين، وأعوذ بالله، وعليه فإن كل الأحداث التي ظهرت مؤخراً في أرجاء مختلفة من العالم تشير إلى حرب من نوع آخر استخدم فيها الإسلام لتنفيذ بعض الأجندة التي ابتلعها بعض الغافلين دون دراية أو تروٍّ؛ لذلك فإن الحرب الطائفية الدينية على بعد خطوات منا، والأيام القادمات ستكشف ما كتبناه وبالتفاصيل.
{ ما حدث في بيت المال يتطلب حراكاً ملموساً من قبل الدولة، وتنفيذاً فاعلاً للقانون؛ حتى يرعوي هؤلاء ويلتزموا الحدود التي ينبغي أن يكونوا فيها، ومن ثم معاقبه كل المتورطين في الحادثة المشئومة واتخاذ التدابير اللازمة للمرحلة القادمة في أنحاء السودان كافة؛ حتى نتمكن من إيقاف هذا المد الذي أطل بأشكال جديدة ليقضي على الإسلام ويشتت شمل المسلمين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية