شهادتي لله

تعليق زيارات المبعوث الأمريكي

{ قرار الإدارة الأمريكية بتعليق زيارة مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس (المؤتمر الوطني) إلى “واشنطن”، بعد تقديمها دعوة رسمية له عبر القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، لا تمثل (إهانة شخصية) لدكتور “نافع”، فقد ردّ بقوله إنه لم يطلب الزيارة، بل هم الذين دعوه للحوار معهم، فإذا قاموا بإلغائها فهذا شأن يخصهم.
{ غير أنني أختلف مع دكتور “نافع” وأرى أن (إعلان) قرار تعليق الزيارة يعتبر في حد ذاته إهانة بالغة، ليس لـ “نافع”، بل للمؤتمر الوطني ولحكومة السودان ولمؤسسة الرئاسة.
{ الإدارة الأمريكية اتخذت هذا القرار استجابة – كالعادة – لضغوط (اللوبي الصهيوني) المساند بقوة لجنوب السودان ومتمردي (الجبهة الثورية) في دارفور وجنوب كردفان.
{ الإدارة الأمريكية عندما عزمت على (إعلان) هذا القرار، ولم تكن بحاجة ماسة لإعلانه، فقد كان ممكناً تأجيل الزيارة في صمت لأسابيع أو شهور.. كانت تعني ما تفعل، متعمدة (إذلال) حكومة السودان ومعاقبتها عقوبة (معنوية) على مرأى ومسمع من العالمين، بما فيهم قوى دولية وإقليمية مجاورة، وحركات متمردة وقوى سياسية في الداخل.
{ الأقسى أن “واشنطن” كانت تعلم أن رد فعل حكومة السودان و(المؤتمر الوطني) على هذا القرار الاستفزازي، الذي يشبه رعونة وجلافة (رعاة البقر) في أمريكا، كانت تعلم أن رد الفعل لن يتجاوز مجرد تصريحات وتعليقات (باردة)، لا ترقى إلى مستوى هذه الإهانة الموجهة لكل الشعب السوداني، وليس للحكومة فحسب، فالدكتور “نافع” لا يمثل نفسه، بل هو مسؤول دستوري سوداني، احترامه هو احترام للشعب السوداني، غض النظر عن رأي المخالفين له في الرأي والمنهج حتى من داخل حزبه.
{ إن سياسة الانحناء للمزيد من (الصفعات) الأمريكية، يجلب لدولتنا المزيد من التحقير، والإساءات والازدراء، ولا يكسبها مصلحة مادية، ولا سياسية، ولا دبلوماسية.
{ المطلوب من حكومة السودان، ووزارة الخارجية على وجه التحديد، لحفظ ما تبقى من كرامة هذا الشعب، ومكانة هذه الحكومة على الصعيد الدولي.. أن تعلن في بيان رسمي (تعليق) استقبال أي (مبعوث) أمريكي إلى السودان، بما في ذلك القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، وإلغاء كافة مقابلاته المستقبلية مع أي مسؤول دستوري، بل وأي شيخ طريقة صوفية في بلادنا. لماذا لا تلغي الجهات الأمنية المختصة زيارات السفير الأمريكي إلى (بعض) مشايخ الطرق الصوفية، تماماً كما تلغي ندوات (المعارضة) السياسية؟!
{ أمريكا لا تتعامل إلاّ مع الأقوياء.. هذه هي ثقافة (رعاة البقر)، وأنا أقصد قوة الفعل والإجراءات، لا قوة الكلمات في المنابر الجماهيرية.
{ في انتظار بيان من الخارجية يرتفع إلى مستوى قرار (تعليق) زيارة “نافع علي نافع” إلى أمريكا.. بيان نشعر من خلاله أننا نعيش في دولة محترمة، لا تتسول (العلاقات) مع (بلطجية) العالم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية