أخبار

رؤيا "نافع"!!

{ أشيع في مجالس المدينة أن أحدهم قد رأى الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم يجالس مساعد رئيس الجمهورية الدكتور “نافع علي نافع” في جلسه ودية طابعها ديني ونقاشها حول الكتاب وسنة النبي الكريم، ورغم أن الحكاية قد تبدو جدية بالنسبة لصاحبها أو راويها، إلا أنها قد سيطرت على كل مجالس المدينة بطابع كوميدي خفيف، وطغت على كل المشاكل التي يعاني منها المواطن ابتداءً من الغلاء وانتهاء بعذابات المواقف الجديدة.
{ رؤيا المجاهد قد تبدو صحيحة أو واقعية بالنسبة له، إلا أننا نعيش في زمن باتت المصداقية فيه إحدى العملات النادرة والغالية، لذلك كانت (التريقة) حاضرة عقب الانتهاء مباشرة من الحادثة، مما يعني أن الموضوع في مجمله أضحى عبارة عن فكاهة يتبادلها العامة من أجل الترويح عن أنفسهم في ظل الضغوطات الاقتصادية الخانقة، فتجد الطرح يتم على شاكلة (شفت الزول القال شاف “نافع” مع الرسول).. ويبدأ السرد المصحوب ببعض الضحكات والاستهزاء والتعليقات التي تصب في خانة التكذيب.
{ ومواقع (الانترنت) وجدت مادة دسمة للتواصل، فانهالت التعليقات التي تبين أن الموضوع عبارة عن بدعة وتطبيل وخزعبلات، بل اتهم البعض الراوي بالتملق وكسب ود السلطان، فيما رأى آخرون أن الحكاية محبوكة من قبل (الكيزان)- على حد تعبيرهم؛ حتى يتم شغل الناس عن الأحداث العاصفة في كردفان والاستعداد لرمضان. وأذكر أن أحدهم كتب معلقاً (عندكم المحن يا كيزان، الرسول مرة واحدة).. ليضيف آخر منفعلاً: (يبدو أن الجماعة جابوا آخرهم)- في إشارة إلى الحزب الحاكم- وغيرها من التعابير التي اكدت جميعها أن القصة غير حقيقية ولا تدخل عقل صغير يتحسس الخُطى.
{ الغريب في الموضوع أن الرجل يتمتع بسيرة ذاتية حافلة ومتميزة ومن الكوادر التي لها بصمات في العمل العام، ولم يشهد له بالكذب أو الادعاء الأرعن أو التساهل في الأمور الدينية، بالإضافة إلى أنه من أوائل المجاهدين وأحد الأبطال في حادثة مختطفي طائرة (سودانير) التي كانت متوجه إلى الأردن، وعليه فإن حديثه ربما كان صحيحاً أو كانت رسالة ربانية في مفهومها العام للتذكير بيوم الحساب والعقاب بعيداً عن جلوس الدكتور “نافع” بجوار الرسول (ص) أو المبالغة التي صاحبت الرؤيا.
{ الدكتور “نافع علي نافع”، رغم الجدل الذي يدور حول شخصيته بمسببات كثيرة، إلا أنه لم يترك يوماً صلاته، ولم يأكل مالاً حراماً، ولم ينتهك الحرمات، ولم يعرف عنه الخروج عن المألوف في العرف الذكوري، بل ظل حافظاً لحدود دينه ومتفقهاً في سيرة نبيه العطرة، وفاعلاً للخير، وقد كنت شهود عيان في حكايات كثيرة نجح الدكتور في معالجتها بهدوء بعيداً عن ضجيج الإعلام والشوفونية التي يسعي إليها معظم السياسيين. ورغم ذلك فإن الرجل قد يبدو حاداً في التعامل في القضايا المصيرية وسريع الغضب والانفعال للدرجة التي يمكن أن يطلق من خلالها تصريحات يصيب رشاشها عدداً من الشخصيات السياسية البارزة التي تستعد من بعد ذلك سراً لتجنيد جنودها للرد إن كان بواسطة الإعلام أو خلافه، في محاولة للنيل منه وتشويه صورته أمام الرأي العام؛ لذلك وجدت رؤيا مولانا جدلاً واسعاً ورفضاً من القطاعات المجتمعية كافة.
{ لا أعتقد أن أخانا المجاهد يريد عملاً دنيوياً من الدكتور “نافع”، ولا أحسب أن رؤيته التي رواها يمكن أن تمنحه مكاناً مرموقاً أو بضعة جنيهات تزيد من رصيده البنكي، وعليه فإن الموضوع يحتاج إلى البحث في لب الموضوع، خاصة أن الرؤيا تتجسد من خلالها شخصية الرسول الكريم (ص)؛ لأن المسلم الحق لن يجرؤ على سرد رؤيا غير حقيقية تنال من الرسول أو تدعي رؤيته في المنام، خاصة أن المعلوم حسب الدين أن رؤيا الحبيب الكريم لن تتم إلا لصالح، ولا يستطيع الشيطان أن يظهر في صورة الحبيب (ص).
{ الجميل في الموضوع أنه أخرج الشعب السوداني من حالة الملل والإحباط إلى عوالم الفكاهة والنكات واستعادة الذكريات والقفشات والرد السريع الذي يبين أن السودان ما زال بخير رغم المعاناة المفروضة.
{ قيل إن أحدهم ترك الخمر وروى لصاحبه أن “عمر بن الخطاب” قد جاءه في المنام يطلب منه ترك الخمر، فلما ذكر أوصافه قال له رفيقه إن ملامح هذا الرجل تؤكد أنه المذيع “عمر الجزلي” وليس عمر ابن الخطاب!! لذلك نطلب من الأخ المجاهد أن يصف لها الشخصية التي رآها حتى نتبين من صحة رؤيته كي لا تدخل في إطار (الهضربة) والسخرية كما حدث مع المصري الذي ادعى أن الرسول (ص) طلب من الدكتور “مرسي” أن يؤمه في الصلاة.
{  ولسّة .. حنتفرج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية