د. "إبراهيم الخضر": معبر (أشكيت) الحدودي مع مصر انفتاح للتجارة البينيّة
بعد سنوات من التوتر والتوجس، أخذت العلاقات السودانية المصرية تنمو بمنحنى جديد، يصعد تجاه المصلحة المشتركة بين البلدين والمشاريع الثنائية ذات العائد المفيد لاقتصاد البلدين.. وربما كانت الولاية الشمالية في طليعة المستفيدين من جريان نهر العلاقات إلى مصب الفوائد.. وذلك بحكم جوارها الصيق للشقيقة مصر.
(المجهر) التقت والي الولاية الشمالية د. “إبراهيم الخضر” في القاهرة التي جاءها متأبطاً عدداً من الملفات.. منها التحضير لافتتاح معبر (أشكيت) الحدودي بين البلدين والعديد من قضيايا الاستثمار وبعض الطموحات التي تحدث عنها د. “الخضر” في هذا الحوار:
{ حدثنا عن أسباب زيارتكم والوفد المرافق إلى القاهرة؟
– أتينا إلى القاهرة مع وفد من وزارة المالية بالولاية الشمالية والمجلس الأعلى للاستثمار والهيئة العامة للمياه بالولاية، والزيارة تلبية لدعوة من شركة مصرية تعمل في مجال أنابيب المياه، نتعامل معها منذ أكثر من عشرة أعوام. وأيضاً التقينا بالسفير السوداني بالقاهرة للتفاكر حول افتتاح معبر (أشكيت) بين مصر والسودان خلال أيام، والتقينا كذلك ببعض الإخوة المستثمرين وشرحنا لهم مميزات الاستثمار الوفيرة في الولاية الشمالية، وسنلتقي بأعضاء الجالية في القاهرة.
{ ما هو الأثر المباشر على الولاية الشمالية من فتح الطريق البري بين مصر والسودان؟
– انتهت الترتيبات الخاصة لافتتاح المعبر، وسيؤدي هذا الافتتاح إلى انفتاح كبير في التجارة البينية، والولاية الشمالية ستكون المستفيد الأول لقرب المنطقة من المعبر. ولا يخفى أن الحركة التجارية وتنقل الأفراد والسياحة بين البلدين ستكون نشطة طوال العام ما يؤدي لانتعاش كبير للولاية الشمالية.
{ ما هي أنواع الاستثمارات المصرية في الولاية الشمالية؟
– الولاية الشمالية من أقرب ولايات السودان إلى مصر، والاستثمارات الزراعية ستكون هي الأساسية. وفي الموسم السابق قام المصريون بزراعة أكثر من ألفي فدان من القمح. وأيضاً هنالك شركة مصرية تستثمر في مساحة تتجاوز الخمسين ألف فدان في زراعة القمح وتربية الإبل.
{ حكومة الولاية في وقت سابق وعدت أبناء الجالية بمنحهم أراضي زراعية يقومون باستثمارها ولم يُنفذ هذا الوعد حتى الآن؟
– من ضمن خطة حكومة الولاية العودة الطوعية لأبناء المنطقة، وذلك بمنحهم أراضي زراعية وسكناً لتشجيع الإقامة المريحة دون الحاجة لأي مصدر آخر يضطر المواطن للسفر إلى العاصمة أو خارج السودان، ولا يخفى أن المنطقة الآن تُهجر من أبنائها منذ أعوام طلباً للاستقرار في مناطق العمل. ونعمل بكل جهد لجعل المنطقة جاذبة لأبنائها، والعمل جارٍ لتوفير مساحات لأي عائد في منطقته.
{ هل افتتاح المعابر بين مصر والسودان يمكن أن يحدّ من ظاهرة التهريب عبر الحدود؟
– بالتأكيد، سيحدّ من هذه الظاهرة.
{ الحكومة الاتحادية والولائية الآن تسعيان لإقامة (سد كجبار) رغم رفض أبناء المنطقة للتهجير بسبب الإغراق الذي سيحدث لمنطقة واسعة بالشمالية؟
– (سد كجبار) مقترح من قبل حكومة الإنقاذ، وفي بداية عهد الإنقاذ كان هنالك قبول تام للسد وبلغت التجهيزات مرحلة متقدمة، ولكن ظهرت إشكالات أعاقت المضي في التنفيذ. وأنا لا أتفق معك أن معظم أبناء المنطقة يرفضون قيام هذا السد، فهناك بعض أبناء المناطق المتضررة من قيام السد موافقون على قيامه، ونحن في حكومة الولاية كوّنا لجنة تعنى باستطلاع آراء الناس وإذا رفضت الأغلبية قيام السد فبالتأكيد الحكومة لن تقيمه رغماً عنهم، رغم أن السد سيعود على أبناء المنطقة بفوائد كثيرة.
{ تسلل بعض المنقبين عن الذهب في المنطقة ربما سبب مشاكل بين السودان ومصر.. ما هي ترتيباتكم للحد من هذا التسلل؟
– التعدين على الحدود تعدين كما هو معروف عشوائي، وهو من كل أبناء السودان من ولايات مختلفة، ونحن نقول إن تخطي الحدود الدولية له عقوبات يتحملها المتعدي. والحدود بين البلدين يجب أن تكون واضحة، وتوضع علامات تبين ذلك.