أخبار

ترشيح محسوم

{ غاب طويلاً عن الأضواء البروفيسور “محمد بشير عبد الهادي”.. عاشق الدوبيت كما (يكنى) عند الراحل “محمد طه محمد أحمد”، وتلكم من محاسن الرجل صاحب المواهب المتعددة والروح التي تفيض حباً للخير.. قال (البروف) “محمد بشير” إن اجتماع شورى المؤتمر الوطني غداً ربما ينظر في مسألة اختيار مرشح حزب المؤتمر الوطني للمنافسة على منصب الرئيس في الانتخابات المتوقع قيامها بعد عامين إلا بضعة أشهر من الآن.
{ فهل المؤتمر الوطني مقبل حقاً على اختيار مرشح آخر غير “البشير”؟ أم المسألة قد حسمت وبات إعلانها وشيكاً؟ ومن يصغي لآراء وإفادات القيادات القابضة على مفاصل الحزب وجماهيره في المركز والولايات.. وقبل كل ذلك المؤسسات الحالية لن يساوره الشك في التجديد لترشيح الرئيس لدورة واحدة على الأقل تنتهي في عام 2020م، وإن ساحة المؤتمر الوطني يسودها خوف من الإقدام على التجديد والتغيير وتبعاته التي لا تقف عند “البشير” لوحده بل ستذهب بكل القيادة الحالية من وزراء ومستشارين ومساعدين الشيء الذي يجعل التغيير عصياً ويجد مقاومة شديدة.
ويمثل المشير “البشير” بعد إزاحة “الترابي” من السلطة مركز الثقل الوحيد والمنطقة التي يلتقي في فضائها الإسلاميون بمختلف مشاربهم وطرق تفكيرهم، وغيابه عن المسرح في الوقت الراهن سيفتح الباب واسعاً لتصدعات وتشققات قد تذهب بالمشروع السياسي للإنقاذ إلى رصيف المعارضة أو غياهب السجون.. ولا يحظى المرشحون الطبيعيون “علي عثمان” ود. “نافع علي نافع” بالإجماع الذي يحظى به “البشير”.. ولا يملك حزب المؤتمر الوطني جرأة وإقدام الحزب الشيوعي الصيني الذي اختار أمين الشباب لقيادة الحزب والدولة، وأزاح جيلاً كاملاً حكم الصين لسنوات، ورغم العلاقة الوثيقة بين الإسلاميين السودانيين والشيوعيين الصينيين فإن (التمثل) واحتذاء التجربة الصينية (نعلاً بنعل) بالضرورة أن يؤدي لاستراحة جيل “عوض الجازط و”عبد الرحيم محمد حسين” و”بكري حسن صالح” وطنافع” و”علي عثمان” وصعود شباب تعوذهم الخبرة لإدارة بلد مضطربة ومهددة بالتصدع والانقسام لعدد من الدويلات الصغيرة.
{ إن شورى المؤتمر وقبلها المكتب القيادي الذي يجيز أجندة اجتماع الغد سيحسم الجدل بإعادة ترشيح الرئيس لدورة قادمة، ولكن المهم أن تنظر أعلى سلطة للحزب في الأزمة التي تعيشها البلاد حالياً من حرب تهدد باجتياح الخرطوم وأزمة اقتصادية جعلت الكفاءات والقدرات تهاجر من البلاد بالآلاف واستحالة الحياة في الريف وخرجت كل ولايات دارفور وكل ولايات كردفان من دائرة الإنتاج وأصبحت أرضها مسرحاً لقتال لا يعرف له متى يتوقف، وأن يقرأ قادة الشورى التاريخ بأن كل نزاع تطاول انتهى إما بانقسام الدولة أو سقوط المركز؟ ولكن الانشغال عن الفرائض بالسنن و(المستحبات) وصرف الجهد والوقت في القضايا التنظيمية الداخلية والهروب من أمام الأزمة يمثل بداية النهاية لمشروع يملك القدرة على التمدد والبقاء في السلطة، ولكن قادته ورموزه لا يعرفون قدر مشروعهم.
{ إن الشورى لن تصبح بين عشية وضحاها مؤسسة ذات فاعلية وحاكمية حقيقية.. لكنها إذا خيبت التوقعات هذه المرة وبحثت القضايا الحقيقة دون خوف فإنها تمنح الشعب الأمل في الغد بعد تمدد الإحباط والتشاؤم في النفوس!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية