الديوان

ملائكة الرحمة (القابلات) .. هل غلظت قلوبهن مع الأيام

أول ما يقابل المولود القادم للحياة لتوه يدي القابلة، ثم يطلق صرخته الشهيرة إيذاناً بتسجيل اسمه في دفتر حضور العائلة، القابلة هي من تدخل الفرح والسرور في قلوب الآباء والأهل، ويجلبن فلذات الأكباد إلى فضاء الحياة الرحب، ولكن في الفترة الأخيرة تغولت بعض (المتسلطات) على هذه المهنة الإنسانية ورسمن صورة مغايرة عن تلك التي وضعتها قابلات الزمن الجميل من رفق ورقة في التعامل وأمومة.
(المجهر) جلست مع عدد من النساء اللائي مررن بتجربة تعامل (غليظة) مع بعض القابلات.
* من غير رحمة
ابتدرت الأم “ثريا” حديثها قائلة: من نعم الله عليّ أنني رزقت بعدد من الأبناء، ولكن في كل مرة أتفاجأ بطريقة تعامل القابلات مع النساء الحوامل، وتضيف من أصعب اللحظات التي تمر بها النساء الحوامل هي الساعات الأولى، ساعات ما قبل الولادة أو ما تسمى بـ(الطلق) أو (الوجع)، وأشارت إلى أن القابلات في هذه اللحظات تحديداً يتعاملن بصورة سيئة مع النساء، ويرفعن أصواتهن موبخات وساخطات، وأضافت أنا لا أعلم لماذا كل هذا التعامل أليست لديهن رحمة في قلوبهن؟.
* حدث ولا حرج
إلى ذلك قالت “ستنا عبد الغني”: إن مستشفى شهير للولادة بأم درمان لا يحسن التعامل مع الجميع، وتساءلت لماذا هذا التعامل؟ هل السبب في ذلك كثرة المترددات على المستشفى، أم أنها طبيعة تعامل (القابلة) في الأصل بهذا المستوى؟ وأضافت نحن نسلمهن حياتنا ولا نبالي من حدوث أي أشياء أخرى، فكم من أرواح راحت (ضحايا) لذلك، لم تأتِ كلمة العائدات من الموت عن فراغ، وأشارت “ستنا” إلى أن جميع الحوامل صرن يشتكين من تعامل القابلات معهن.
* ليس جميعهن
ودافعت “رانيا الطيب” على الهجوم المستمر على القابلات قائلة: من الطبيعي أن تنعكس تصرفات ثلاث أو أربع قابلات على الجميع لأن (الخير يعم والشر يخص)، مبينة أن تعامل القابلات ليس بهذا السوء الذي يتحدث عنه الجميع، وأضافت لقد وضعت طفلين جميلين بفضل القابلات ولم أرِ أي نوع من السوء في طريقة تعاملهن، فهن نساء رائعات و(حبوبات)، ويكفي أنهن أول من يحملن أبناءنا ويزرعن الفرحة في قلوبنا.
ومن جهتها قالت “صباح صالح” إنها كانت في كل مرة تلد بمستشفى خاص تجد نوعاً من الاحترام والتقدير، وأضافت لقد شاءت الأقدار أن أضع مولودي في المرة الأخيرة بأحد المستشفيات العامة، والحق يقال إن الطبيب يتعامل بصورة جيدة، ولكن القابلة التي كانت تساعده ليس لديها أي أسلوب تتعامل به مع النساء الحوامل، ودائماً ما تتحدث بصوت عال ومخيف، وأضافت يفترض أن تتعلم هذه القابلة كيفية التعامل مع الأمهات، ثم بعد ذلك تأتي لتخرج لنا فلذات أكبادنا لأنهم أول من يتلقى الجنين أو المولود.
* القابلة “حواء” تدافع
حملت كل هذه الاتهامات للقابلة “حواء أحمد حسن أقلع” التي دافعت عن القابلات بالقول، كيف لنا أن تتعامل مع من نود أن نساعده ونحن كرسنا كل زمننا وجهدنا من أجل تقديم المساعدة، وزادت أُطلق على القابلة لقب ملائكة الرحمة، فكيف لا نكون رحيمين مع من يحتاجون إلينا، نحن تسلم لنا مئات النساء أرواحهن، ونفت تماماً أن يكون سلوك القابلة مشيناً، وزادت نحن أول شيء نعلمه للقابلة هو السلوك وطريقة التعامل مع الحوامل، وهو من أهم العوامل التي نخرج بها (قابلات)، وأشارت إلى أن بعض قابلات البكالوريوس وحاملات الشهادات الأكاديمية، هن من يسلكن هذا السلوك السيئ لأنهن يتخرج من الجامعة على المستشفي فوراً، وقالت في السابق كانت القابلة تدرس وتطبق عملياً، ولكن تكتفي الجامعات بالدراسة الأكاديمية فقط، ولا تعلم شيئاً عن التعامل الجديد مع الحوامل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية