وزارة الداخلية تكشف عن ارتفاع في بلاغات الاغتصاب والمخدرات
في بيان قدمته للبرلمان
انخفاض نسبة الحوادث والمخالفات المرورية وانخفاض ضحاياها
البرلمان – يوسف بشير
لأول مرة، تتطرق وزارة الداخلية إلى الصراعات على الشريط الحدودي، وذلك في بيانها الذي قدمته للمجلس الوطني، أمس، ذلك البيان الذي كشف عن ارتفاع في بلاغات الاغتصاب، دون توضيح هوية الضحايا، إذا كانوا أطفالاً أم راشدين. كذلك، كشف البيان عن ارتفاع في بلاغات المخدرات، وتمثل المخدرات وجرائم الاغتصاب تهديداً للتعافي الاجتماعي، الذي ما برحت البلاد تقبع في مراتبه الدنيا، دون أن تستطيع الشرطة اجتثاثهما.. علماً بأن مهمتها في المقام الأول هي منع وقوع الجريمة، وبعدها تأتي المهمات الأخرى، التي من بينها القبض على الجناة.
وتنوعت مداولات البرلمانيين بين مطالبهم بدعم الشرطة مالياً لتؤدي دورها، وتوضيح مداخل المخدرات، وعدم توقف رؤساء الشرطة في الولايات عند مهامهم في المحليات، وضرورة كشف إحصائية الجناة في إقليم دارفور.
{ معضلة الحكومة
بيان الوزارة، الذي قدمه وزيرها بالدولة “بابكر دقنة”، غطى الفترة من أبريل 2016م إلى مارس 2017م، وقد كشف عن ارتفاع بلاغات الاغتصاب بمعدل (348) بلاغاً، مقارنة بذات الفترة من العام المنصرم، وكذلك زيادة في بلاغات المخدرات بـ(950) بلاغاً، حيث ضُبطت (78) طن حشيش، (606) كيلو بنقو، و(2.854.836) حبة من الحبوب المخدرة والمهلوسة، بجانب إبادة مساحة (6500) فدان من الأراضي المزروعة بالبنقو، التي تُقدر بـ(45) طناً، بمنطقة الردوم، إضافة لإعاقتها زراعته بذات المنطقة، في فبراير من العام الجاري، وقد ضبطت كميات قُدرت بـ(21) طناً من البذور المعدة للزراعة. وثمة قاعدة شرطية تقول إن المضبوط من المخدرات يعادل (10%) من المتداول.. وإذا كانت إحصائية الضبط مخيفة؛ فيا ترى ما هي الكمية المتداولة؟؟
يرجع خبراء علم الاجتماع ارتفاع الاغتصاب في مجتمع ما إلى التفكك الأسري والجهل والحروب. لكن، وزارة الداخلية عزت ارتفاع عدد بلاغات الاغتصاب إلى تعاطي المسكرات والمخدرات. وقد وفرت الوزارة لمحاربة الأخيرة (46) مركبة و(49) دراجة نارية ومعينات إضافية من أسلحة وذخائر لقوات مكافحة المخدرات، فضلاً عن تعزيز تعاونها مع نظيراتها في الدول الأخرى، الأمر الذي أسفر عن تفكيك العديد من المجموعات الإجرامية، وفقاً للبيان.
وطالب “دقنة” خلال رده على مداولات النواب الحكومة بالأخذ بمقترح الشرطة بتشكيل مجلس وطني، يضم المؤسسات كافة ذات الصلة بمحاربة المخدرات، وارتأى أن يترأسه النائب الأول لرئيس الجمهورية.
{ الإقليم المنكوب
بالمقابل، شهدت الفترة التي ذكرها البيان مقارنة بالفترة السابقة، انخفاضاً في عدد من الجرائم، من بينها: الجرائم المتعلقة بالأديان بنسبة (8.2%)، جرائم التزييف والتزوير بنسبة (19.7%)، جرائم القتل بعدد (40) بلاغاً، الجراح (4486) بلاغاً والنهب (929) بلاغاً. وشهد إقليم دارفور ارتفاعاً في جرائم السرقة بعدد (5441) بلاغاً، الجراح (1543) بلاغاً، النهب (525) بلاغاً، القتل (92) بلاغاً والاغتصاب (43) بلاغاً. وأرجعت أسباب الارتفاع إلى الاعتداءات المتفرقة لمنسوبي الحركات المسلحة والنزاعات القبلية. وقالت إن قوات الاحتياطي المركزي أمنت (4.938) عربة في الإقليم من بينها قطارات ناقلة بضائع.
وشكت وزارة الداخلية من الاعتداء على نقطة ارتكاز فشار، شرق الفاشر، الذي تسبب في مصرع ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة اثنين آخرين، ونهب مدفع دوشكا وآخر قرنوف، وعدد من بنادق الكلاشنكوف. بجانب إطلاق أعيرة نارية بمسجد أزرني، بمحلية كرينك، أدت إلى مقتل ثمانية مواطنين وإصابة أربعة آخرين. وقالت إن النزاع بين أبناء الزغاوة والمحاميد بمنطقة ماعون، جنوب الطيبة بشمال دارفور أدى إلى مصرع وإصابة نحو (19) شخصاً.
{ أم خيراً جوة وبرة
وبشأن إقليم كردفان، قالت الوزارة إن شماله يشهد استقراراً ملحوظاً عدا بعض الحوادث القبلية التي يتم احتواؤها قبل تفاقمها. فيما ذكرت عن غرب الإقليم أن الحركة الشعبية– قطاع الشمال هجمت على منطقة الدليباية، بمحلية السنوط، مما أسفر عن مصرع ثلاثة أفراد تابعين لقوات الدفاع الشعبي وإصابة ثلاثة مواطنين، إلى جانب نهب سيارتين (بوكس). وأبدت الوزارة استياءها من اعتداء عدد من أبناء قبيلة الحمر (الغريسية) بمنطقة أم جاك على نقطة الشرطة بغرض الاقتصاص من شخص ينتمي لقبيلة المسيرية (الزيود) متهم بقتل أحد أبناء قبيلتهم، ونتج عن الاعتداء استيلاء المعتدين على السلاح الموجود بالنقطة: (5 بنادق كلاشنكوف، بندقية M16، وآربجي)، وقتلوا شخصين وأصابوا مثلهما من جملة السبعة أشخاص الموجودين بالحراسة، إضافة لحرقهم جميع المكاتب.
{ إحصائية جديدة
وكشف البيان عن عزم الوزارة تعميم تجربة شرطة ولاية الخرطوم، القائمة على البلاغ المحوسب والسيرك الإلكتروني والرقابة الإلكترونية واستطلاعات الرأي تدريجياً في الولايات كافة، وقال إن الجهود أسفرت عن فك طلاسم جرائم غامضة كجرائم نهب الصيدليات، التي تم القبض على مرتكبيها البالغ عددهم (11) شخصاً، واستردت المنهوبات، مشيراً إلى أن السلطات على أعتاب تقديمهم للمحاكمة.
وقالت الوزارة في بيانها إن ضبطياتها في الربع الأول من هذا العام، شملت: (52.862) طلقة، صندوقين ذخيرة، (836) مسدسات مختلفة، (228) بندقية كلاشنكوف، مدفعين قرنوف، مدفع آربجي، (5) جيم3، (12) بندقية قناصة، (8) خرطوش، و(3) بنادق نصف آلية؛ وذلك من خلال جهودها لضبط الأسلحة غير المشروعة. فيما وسمت، في إطار خطة تقنين ووسم الأسلحة المصدق بها للمواطنين، (36.062) قطعة سلاح، تنوعت بين المسدسات والخرطوش وبنادق الرصاص بولاية الخرطوم، و(104) قطعة بولاية الجزيرة، وسجلت (11.915) قطعة سلاح غير مشروع بولاية جنوب دارفور، و(5.000) سلاح بولاية غرب كردفان.
{ حلايب والفشقة على الخط
شددت الوزارة في بيانها على مشاركتها في تأمين الشريط الحدودي مع الجهات الأخرى، حيث قامت أجهزتها بتسيير أطواف مشتركة راتبة لتمشيط المناطق الواقعة على الشريط، إضافة للتنسيق عبر القوات المشتركة مع ليبيا وأفريقيا الوسطى لمكافحة الجريمة والتسلل والتهريب، وقالت إن ذلك حقق نتائج في حفظ الأمن، بيد أنها شكت من الإشكاليات التي طرأت في مثلت حلايب، المحتل من قبل مصر، ومن بينها الاستطلاعات الجوية للقوات المصرية منتصف الشهر الجاري عند خط عرض (22) درجة، وقتلها لمواطن سوداني، في ذات اليوم، أثناء مطاردته غرب منطقة أبو رماد ودفنه بالغردقة، إضافة لنقل التلفزيون المصري صلاة الجمعة من شلاتين، بحضور عسكري مصري ومحافظ البحر الأحمر المصري.
وأقر “دقنة”، خلال رده على مداولات النواب حول احتلال مصر لمثلث حلايب، بأن ظاهرة قتل السودانيين من قبل القوات المصرية ليست جديدة.
وكشف البيان عن انخفاض بلاغات خروقات المليشيات الإثيوبية على الحدود بـ(57) بلاغاً عن الفترة الماضية، مؤكداً مشاركتهم في الاجتماعات التنسيقية المشتركة على الحدود مع الجانب الإثيوبي لوضع خطط ضبط الحدود وتسليم المجرمين وتبادل المعلومات.
{ مطالبات برلمانية
وقال البيان إن تسجيل الأجانب تجاوز (311993) أجنبياً، وعزا ارتفاع عدد الأجانب إلى زيادة معدلات تهريب البشر، قاطعاً بأن الوزارة تعمل على مكافحته.
وفي سياق الحوادث المرورية، أكدت الوزارة انخفاضها بنسبة (0.4%)، وانخفض فيها عدد الضحايا بنسبة (2.2%)، فيما بلغت حوادث الموت (1763) بزيادة (2.7%)، حيث توفي (2366) شخصاً بانخفاض عن المعدل بنسبة (2.4%)، بجانب نقص المخالفات المرورية بنسبة (4.3%)، فضلاً عن انخفاض حوادث البصات السفرية بنسبة (52%).
وأبدى النائب البرلماني، عن الحزب الحاكم “عبد القادر سالم”، خوفه من كمية المخدرات المنتشرة، وطالب البرلمان بمبادرة لمكافحتها نظراً لعمل مؤسسات مكافحة المخدرات بالدولة في جزر معزولة. وأفاد زميله “مصطفى إسحق”، بأن مصدر المخدرات الولايات الحدودية. وأبدى النائب، عن الاتحادي الديمقراطي الأصل “الطاهر أبو عيسى”، انزعاجه من قتل القوات المصرية لمواطن سوداني بطلق ناري وطالب بتوضيح الإجراءات التي تمت مع مصر لمنع تكرار قتل قواتها لسودانيين، وقطع في سياق آخر بأن المخدرات والحبوب المخدرة منتشرة وسط الطلاب بكثافة.
وطالب عضو البرلمان “الهادي حمد” باستبدال قوات الدعم السريع الموجودة في مناطق التعدين بعناصر من الشرطة. وذات الأمر طالب به “عاطف محمد”، لكن في منطقة الصراعات القبلية التي حدثت مؤخراً بين الكبابيش والحمر، شريطة تزويدها بسيارات ومعدات تمكنها من أداء مهامها، وقال إن وجود قوات الدعم السريع في المنطقة مثير لعدم الاستقرار، وتساءل عن الوقت الذي ستقدم فيه الشرطة مجرمي الأحداث للمحاكمة.
وأضافت النائب، عن التحرير والعدالة “سهام حسب الله”، تساؤلات جديدة بشأن تقديم الجناة الذين قبضت عليهم الشرطة في أحداث متفرقة بإقليم دارفور، وطالبت بإنشاء نيابات كافية في الإقليم وتعزيز قدرات الشرطة للحد من الجريمة. وشكا البرلماني “حسن الماحي”، من تقاعس مديري الشرطة في الولايات عن عملهم بعدم زيارة المحليات الواقعة في دائرة اختصاصهم. وشددت العضو “حياة عبد الرحيم”، على ضرورة منع منح الجواز السوداني للأجانب، وقالت إن السلطات الحكومية تعطي الأجانب جوازات في فترة وجيزة، قاطعة بأنهم يستخدمونها في أعمال خطيرة كتهريب المخدرات مما أضر بالبلاد.