الاعمدةخارج النص- يوسف عبدالمنان

حوار مع الأمير “عبدالرحمن” في بيت الأتراح

أصبحت ايام العزاء بمنزل الأخ الصديق الهندي عزالدين بمنزله العامر بالناس بالثورة ام درمان ساحة لقاءات وحوارات بين الصحافيين والصفوة السياسية من مشارب الأحزاب المختلفة يمينها ويسارها حكام ومعارضين هكذا الصحافة تجمع الصفوة حينما تدلهم بهم دروب المسير الطويل ومحنة الوطن الحالية وانفتاح خياراته على كل الاحتمالات.
بات الحوار بين النخب فرض عين على الجميع حتى وإن اختار البعض منصات الأجنبي وحدها للقاء بني جلدتهم بعد أن أصبحت الخرطوم يحكمها فولكر الألماني بماله ونفوذه.
عودة لدار الهندي التي اتسعت لكل الناس ورغم الجرح الغائر بفقد الاتحادي العفيف عزالدين عمر مفتش الزراعة بالفولة الحميرا بغرب كردفان ومناطق عديدة في أطراف السودان في غابر الزمان ، والرجل الإنسان عميق الرؤية عفيف اللسان تخطفه الموت بغته فكانت الجموع التي ودعته شهادة له بحسن السيرة الخلق.
وبعد الرحيل وعودة الهندي من القاهرة وهي عودة مثل عودة مصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة للشمال ( ليس مهما كيف عدت ولماذا عدت ولكن المهم أنني عدت).
اتسعت الدار لحوارات امتدت من الاتحاديين اليساريين إلى الاتحادي المعتدل وحزب الأمة القومي وأنصار السنه واطياف التيار الإسلامي والمؤتمر الوطني والشعبي وحركات الكفاح المسلح ومن بين الحوارات التي شهدتها وشاركت فيها مع أخي ومعلمي الكبير فتح الرحمن النحاس وأمير الشرق بابكر دقنه كان الحوار المدهش مع الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي بتواضعه وثاقب رؤيته لمستقبل حزب الأمة وكيان الأنصار جاء الأمير لبيت الهندي يحيط به قيادات الأنصار المخلصة والأستاذ محمد زكي الشاب الذي ظل ملازما للراحل الصادق المهدي لعشرات السنين وانتقل الان لمساندة الأمير عبدالرحمن ربما عملاً بنصيحة الراحل الإمام الصادق الذي لم تكشف أسرته بعد عن وصيته بشأن مستقبل قيادة الحزب أصغى الجميع للأمير عبدالرحمن متحدثاً عن حزب الأمة ودوره في الساحة كحزب وسطي مابين تطرف اليمين وتطرف اليسار وبدا الأمير واثقاً من المستقبل القريب والبعيد. وتحدث الأستاذ الهندي للأمير عن المؤتمر العام للحزب لجمع شتات الحزب ووحدته وخوض الانتخابات من غير تصدع داخلي حتى يسترد عافيته. ويعود كما كان قبل ٨٩ ولن يتحقق ذلك إلا بقيادة متفقاً عليها مثل الأمير عبدالرحمن الذي قد يواجه معارضة من قبل التيار اليساري داخل الحزب المرتبط بالحزب الشيوعي والبعثيين.
قلت للأمير عبدالرحمن إن ساحة الولايات تشهد فراغاً سياسياً لأن قوى الحرية والتغير انصرفت كلياً للصراع في الخرطوم ومن يكسب الولايات يكسب الرهان.
لم يمض أسبوعاً حتى كان الأمير عبدالرحمن في ولاية سنار التي خرجت الآلاف من الجماهير لاستقبال الأمير ابن الإمام في حشد لن يخرج لأي من قيادات حزب الأمة ورغم أخبار حادث السير الذي تعرض له موكب الأمير في سنار إلا أن الاستقبال وانفعال قاعدة الأنصار مع الأمير تكشف أن اتجاهات عقلانية داخل الحزب لاختيار قيادة يمكنها التوفيق حتى مع المنشقين من الحزب لأن عودة شخصيات لحزب الأمة مثل الدكتور الصادق الهادي ومبارك الفاضل وعبدالله مسار و أحمد بابكر نهار وبعد عودة الأمير بابكر دقنة وعودة أميرة ابوطويلة والشباب الذي يمثل عصب ولحم الحزب ويعتبر الأمير عبدالرحمن الشخص الأكثر تأهيلاً للعب دور الراحل الصادق في جمع شتات الحزب.

يوسف عبد المنان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية