رفض الإدلاء بأي أقوال في بلاغ شرطة الجنينة: أحمد هارون من كوبر : إقالة القائد العام للجيش للنائب العام السابق لا يحدث في جمهوريات الموز
الخرطوم – المجهر
قال والي شمال كردفان الأسبق أحمد محمد هارون المعتقل بسجن كوبر منذ نحو ثلاث سنوات في بيان بخط اليد أن النيابة إستدعته للتحري معه اليوم الاربعاء 22 ديسمبر 2021 في شأن البلاغ رقم (2868) لسنة 2006 مسجل بشرطة الجنينة في ولاية غرب دار فور ، بعدما قرر النائب العام الأسبق تاج السر الحبر ضمه إليه دون سبب من قانون أو وقائع ، وجدد هارون موقفه السابق برفض الإدلاء بأي أقوال .
و أشار هارون إلى قرار القائد العام للجيش إقالة النائب العام السابق مبارك محمود وعدد من وكلاء النيابة وقال إن هذا الإجراء لا يحدث حتى في جمهوريات الموز .
واستنكر هارون بشدة حبسه المتطاول دون مسوغ قانوني أو إجراءات قانونية ، وقال لا جديد لديه ليشارك في مثل هذه المسرحية السمجة (حسب قوله) ، لذلك فإن ذات الأسباب التي دعته لإصدار بيانه السابق في الثالث من مايو من العام الجاري 2021 لا تزال قائمة ولا جديد لديه في هذا الشأن.
فيما يلي تورد (المجهر) نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
كعادتها عند أي زيارة لموفدين من المحكمة الجنائية الدولية فقد مثلت اليوم الأربعاء 22 ديسمبر 2021 أمام النيابة للمرة الثالثة خلال الثلاث أعوام من حبسي دون مسوغ قانوني أو إجراءات قانونية سليمة طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية ، وفي ظل غياب تام لأي أسباب قانونية تبرر هذا الحبس المتطاول ، وفي ظل عدم إحراز النيابة لأي تقدم في تحرياتها في البلاغ الذي تم ضمي إليه دون حيثيات تبرر ذلك !
فإن ذات الأسباب التي دعتني لإصدار بياني في الثالث من مايو من العام الجاري 2021 لاتزال قائمة ، وقد سجلت السلطة الحاكمة إنتهاكاً دستورياً وقانونياً جسيماً يمثل قمة الإزدراء بالقانون والزراية بالقائمين علي أمر تنفيذه ، وإرعابهم و إرهابهم ، وإهدار استقلاليتهم ، وسلبهم التوقير والإحترام المستحق لقراراتهم ، وذلك بإصدار القائد العام للقوات المسلحة (بصفته هذه) بإعفاء النائب العام السابق (مولانا مبارك محمود) وعدد من الزملاء من أعضاء النيابة العامة بسبب ممارستهم لسلطاتهم القانونية في التصرف في الدعوى الجنائية بما أملاه عليهم واجبهم القانوني في بلاغ (مسرحية إنقلاب بروف غندور بمشاركة الفريق طيار صلاح عبد الخالق ومدير عام الشرطة السابق الفريق عادل بشائر وبتمويل (أثيوبي إماراتي تركي قطري) أشبه بعبارة (لبن سمك تمر هندي) !!! ، وإذ يظل فصل القائد العام للقوات المسلحة للنائب العام ، سابقة فريدة لم تشهدها حتي جمهوريات الموز في أوج ظلامتها ، وفي ظل سلطة يزادد تحكم الإرادة الأجنبية فيها علي الإرادة الوطنية ، سلطة تمارس التمييز تجاه مايقارب الربع مواطنيها نتيجة الإنتماء السياسي ، فهي لاتكتفي فقط بحرمانهم واستثنائهم من حقهم في الإنتماء السياسي (بتلك العبارة التي أصبحت لازمة قبيحة في أحاديث قادتها – نريد وفاقاً وطنياً شاملاً لكل السودانيين بإستثناء المؤتمر الوطني – والسؤال البديهي كيف يكون شاملاً وهو يمارس ذلك الإقصاء ، ولم تكتفي السلطة بذلك بل مارسته حتى في الإجراءات القانونية ، فبينما تعتقل جزء من معارضيها في فنادق وإستراحات شيدها مَن تم إستثنائهم وتفرج عنهم بعد فترة وجيزة بحسب تفسيرات حاكم عموم السودان الفعلي رئيس البعثة الأممية (فولكر بيرتس) وهو يفسر نص إتفاق البرهان – حمدوك والذي جاءت في إحدى فقراته (إطلاق سراح كل المعتقلين) يفسره بأن المقصود به المعتقلين من بعد يوم 25 إكتوبر وتنفذ السلطة الصورية إتفاقها بحسب تفسيره له (يا أسفي علي ضباط يعتقلون قائدهم بسجن كوبر ، ويتنقلون بحمدوكهم من منزله إلى قصر الضيافة ورغم ذلك يشكو أن ذلك كان مؤلماً !!) .
سلطة عاجزة عن توفير الطعام والأمان لمواطنيها ، ولايمتد سلطانها وإهتمامها لأكثر من سنتر الخرطوم ، وحتى هذه لم تعد قادرة عليها كما أظهرت أحداث مسيرات 19 ديسمبر ..!! وإن كان كل عسف هذه السلطة تجاه ربع مواطنيها القصد منه التنكر لماضيهم المشترك معهم ، فأقول (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) .
لذلك لا أرى مبرراً لتغيير موقفي الذي أعلنته من قبل بعدم مشاركتي في هذه المسرحية (البائسة السمجة) والتي تفتقر حتي لمراعاة ذكاء المشاهدين ، لذلك يظل موقفي كما هو دون تغيير حسبما أعلنته في بياني السابق .
وقد سعيت إلى مناهضة هذه الإجراءات غير القانونية بعدة مذكرات لرئيس القضاء والنائب العام وألحقتها بعدة طلبات لتحريك إجراءات قانونية يكفلها القانون لي ضد هذه الإجراءات العبثية وانتظر لأري عن ماذا ستسفر هذه الإجراءات والتي شجعتني عليها تلكم الومضات القانونية القوية التي أصدرتها بعض دوائر المحكمة العليا ، والتي أظهرت أن بعض عروق العدالة لاتزال تنبض بحياة القانون لدي بعض الزملاء القضاة (حماهم الله وحفظهم) .
علي كل سنظل ننتظر قيادة النيابة الجديدة ممثلة في النائب العام الذي ضنت عليه السلطة بالتعيين الكامل ونصّبته مكلفا بغرض الإغواء بالسلطة والسيطرة عليه إذا لم يتعلم (من رأس مبارك الطائر) أو كما تقول رواية قسمة الأسد والذئب والثعلب لطريدتهم.
حفظ الله السودان وأهله من محن القائمين علي أمره ، وحتما سينتهي ليل الظلم وإختطاف الوطن لمصلحة الأجنبي وتشرق شمس السودان مسترداً عزته وكرامته وعدالته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .
أحمد محمد هارون
سرايا النيابة في 22 ديسمبر 2021 .