نقيب المحامين د. "عبد الرحمن إبراهيم الخليفة": كنت مراسلاً لمجلة (ميكي) .. ولديّ أصدقاء في خمس دول عربيّة!!
يمتاز بالطموح والغيرة على الوطن.. محب للآخرين.. إذا جلست إليه لأول مرة تشعر بأنك تعرفه منذ زمن طويل.. حاولنا أن نقترب منه أكثر، لنعرف مولده ونشأته.. دراساته.. كيف دخل الحركة الإسلامية ومن الذي جنده.. الرياضة في حياته والفرق الرياضية التي يشجعها.. لمن يستمع في مجال الفن والغناء.. إنه نقيب المحامين د. “عبد الرحمن إبراهيم الخليفة الذي سألناه بدءاً:
{ من أنت؟
– “عبد الرحمن إبراهيم الخليفة”.. ولدت بالديوم الشرقية وبدأت دراستي الأولية بمدرسة الديم غرب الأولية، ومن ثم التحقت بمدرسة الخرطوم الأميرية، ثم الخرطوم الثانوية القديمة.. ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية الآداب، ثم كلية القانون، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون من كندا.
{ ما هي أول محطة عملت بها بعد تخرجك في الجامعة؟
– عملت بمكتب الأستاذين محمد يوسف محمد وأحمد متولي العتباني، ومن ثم التحقت بديوان النائب العام، وتنقلت في إداراته. وبعد أن أكملت البعثة الدراسية بكندا عملت مسجلاً تجارياً، ثم عملت مدعياً عاماً، ومن ثم غادرت الوزارة وأسست مكتبي الخاص.
{ وما هي أسباب تركك العمل الوظيفي؟
– شعرت وقتها أن أي منصب له فترة عطاء، وعندما يصل الإنسان إلى مدى محدد يبدأ في تكرار نفسه أو يقل عطاؤه.. ثانياً، لم أكن ذا قرار بالبقاء في الوظيفة حتى سن المعاش، لأن الاسترخاء الطويل في الوظيفة سيدخلك في دوامة المعاشيين، ويدخل بعد ذلك الإنسان في كيفية مواجهة صعوبات الحياة، لذا الفكرة لم تكن واردة بالنسبة لي.. ثالثاً، كنت أعتقد أن الوظيفة أضيق أبواب الرزق وأنا لدي التزامات كثيرة تجاه أسرتي الصغيرة وتجاه أسرتي الممتدة، والوظيفة لم تحقق لي كل ذلك، لذلك قررت فتح مكتبي الخاص.
{ إذا أعدناك للماضي.. هل كانت لديك هوايات؟
– القراءة كانت من أمتع هواياتي، فكنت قارئاً نهماً، ومن الهوايات الأخرى كرة القدم وكانت لي فيها مهارات لا بأس بها. ومن الهوايات التي شغلت بها منذ بواكير حياتي هواية جمع الطوابع وجمع العملات وهواية المراسلة، ومنذ أن كنت بالمرحلة الأولية كنت مراسلاً لمجلة (ميكي) ولديّ أصدقاء من مصر ولبنان والعراق وسوريا والأردن.
{ هل شاركت في مسابقات؟
– دخلت مسابقة مع مجلة (الصبيان) وأحرزت المركز الثاني وكانت الهدية قلم حبر (تروبن).
{ وفي جمع الطوابع ألم تشارك؟
– لم أشارك فيها ولا في جمع العملات.
{ في الماضي الطلاب كانوا مفتونين بالعمل السياسي.. إذا سألناك كيف التحقت بحركة الإخوان المسلمين؟
– وقتها كنت طالباً بمدرسة الخرطوم الثانوية القديمة، وهي كانت مجاورة لجامعة الخرطوم التي كانت تفور بالنشاط السياسي والتيارات المطروحة فيها، ونحن طلبة تعرفنا على حزب البعث والجبهة الديمقراطية، ولكن لم يستهوني أياً من تلك التيارات، بل استهوتني حركة الإخوان المسلمين وجذبتني إليها رصانة خطابها وقربتني منها وجدانياً، إذ إنني كنت من بيت مسلم ووالدي كان شيخاً يؤم الناس في الصلاة بالحي.
{ وكيف انضممت إلى الحركة الإسلامية؟
– وقتها كان الطالب “علي عثمان محمد طه” وكان يكبرني بدفعتين، والأخ “مبارك أحمد كمال”، وعرضا عليّ الأمر وانضممت إلى الحركة، وما زلت حتى الآن وإلى أن ألقى الله.
{ وما هو النشاط الذي قمت به داخل الحركة الإسلامية؟
– تبوأت منصب رئيس اتحاد طلاب مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة، وتوليت وأنا بالجامعة مسؤولية المكتب الثقافي.
{ القراءة قلت إنها من هواياتك.. ما هي الكتب التي تفتحت عيناك عليها؟
– مكتبة المنزل وقتها كانت عامرة بكتب “العقاد” و”طه حسين” و”توفيق الحكيم”، وتنوعت قراءتي بالمراحل المختلفة، فقرأت لـ”نجيب محفوظ”، وكنت مولعاً بكتابة القصة، وقرأت لـ”يوسف إدريس” و”المنفلوطي” و”أحمد حسن الزيات”، ومن ثم جاء اهتمامي بالمكتبة الإنجليزية.
{ وفي مجال الرياضة لمن تميل؟
– عواطفي كانت تميل نحو المريخ.
{ وفي مجال الفن والغناء.. هل لديك فنان مفضل؟
– لقد نشأنا في حركة الإخوان المسلمين، لذلك اهتمامنا بهذا الجانب كان ضعيفاً، ولكن إذا استمعت كنت أجد التطريب في أغاني “الكابلي” خاصة أغاني حقيبة الفن.
{ إذا أعدناك إلى وزارة العدل.. كيف كان تعاملك مع الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة؟
– من خلال الوظيفة التي كنت أشغلها آنذاك، وهي وظيفة المدعي العام، كنت مسؤولاً عن القضايا الجنائية، ولم أجد إشكالاً في التعامل مع الوزراء، ولكن وقع سوء فهم بيني وأحد الوزراء القادمين، فقد أوغر البعض صدره وصوروا له أنني الوزير الفعلي، ولكن سوّي الأمر في حينه.
{ هل لديك أبحاث عملت على نشرها؟
– لديّ بعض الكتب الأكاديمية، ولديّ بعض الكتابات الأدبية التي سبق أن نشرتها في بعض الصحف، الآن أمهل نفسي للقراءة أكثر، حتى إذا ما كتبت تأتي كتاباتي أكثر عمقاً وأكثر نضجاً وأكثر نفعاً للناس.
{ وحلاوة الوزارة؟
– الوزارة ليست بها حلاوة، بل هي فقر للوزير، ومهامها ثقيلة، وتكاليفها شاقة، وأنا مشفق على الذين تسوقهم أقدارهم إليها.
{ من خلال أسفارك.. هل توجد مدن راسخة بذاكرتك؟
– من المدن التي لم تغادر ذاكرتي المدينة المنورة، وخارج الوطن العربي أتوا ومنتريال بكندا، فقد أنجبت فيها أبنائي، ولديّ فيها ذكريات طيبة.
{ وبماذا أنت مهموم؟
– لا زال الهمّ الأكبر هو همّ الوطن، وترقية مهنة القانون، بجانب الهموم الأخرى.. كقضية التواصل الاجتماعي التي أصبحت هاجساً بالنسبة لي نظراً لمشاكل الحياة وتعقيداتها.