عدنا..
{ وعدنا لنتربع من جديد على قلوب القراء الأعزاء، بذات الثبات والشموخ والعزة، لأن رؤية المتابع تتشكل من خلال نظرة ثاقبة تكشف المفيد والجيد من غثاء السوق، وما أكثره هذه الايام، إذ أن الانشغال بالمعارك والتشفي ومجاراة الاضمحلال لن تصنع من الفسيخ شربات، حتى وإن كانت رؤوس الأموال متمكنة من فتح أكبر الشركات وأعظم المؤسسات.
{ و(المجهر السياسي) خلقت أرضية صلبة من خلال أطروحات شباب مهموم بالمواطن ومتطلع لتقديم أفضل الخدمات إيذاناً بتأكيد مبادئ وقيم السلطة الرابعة التي تدعو لتطبيق حيثيات واقع معاش يجتاح المسكوت عنه ويشكف أوراقه ويحاول معالجة سلبياته بمهنية عالية لا تعرف التلوين أو المصالح أو المحاباة، أو خوفاً من حسابات عسيرة.
{ غبنا وعدنا بأسباب ومسببات متفاوتة، ولكنها قد مكنتنا من معرفه مقدار الحب الذي يحتوينا به القارئ الكريم، إذ أن الحفاوة والإحساس بالفقدان منحنا أحاسيس متعاظمة تجسدت في معان سامية وكبيرة تؤكد أن رسالتنا قد وصلت وتمكنت من الثبات ونالت التقدير الوفير والتوقير اللازم الذي يبين أن المبادئ التي بدأنا بها كانت بداية الانطلاقة نحو المجد الصحفي من خلال مجموعة متميزة وثابتة ومتماسكة، تعرف كيف ترضي قارئها وكيف تمنح الدولة مساحات وتحفظ توازن المعطيات وتقدر الظروف والأوضاع المختلفة.
{ لفتت نظري الروح الطيبة التي تمتع بها زملاؤنا داخل حوش (المجهر) المحفوف بالترابط القوي والانسجام الذي يبين أن الربان قد نجح بدرجة كبيرة في اختيار عناصره التي تعينه على النجاح من خلال تقديم مواد تبصر المتابع وتدلي برأيها في المحاور المهمة والوطنية التي تشكل المحك الحقيقي في ملفات كثيرة، لذلك تبارى البعض في التعاضد والتماسك حتى الخواتيم، وإن كانت غير معلومة أو معروفة، لأن الجامع الأكبر يتخطى حدود وحيثيات أي قرار لصالحنا أو ضدنا، وطالب آخرون ان يتم التبرع طوال فترة الإيقاف بمرتباتها، تأكيداً على أن الصحيفة أضحت واحدة من الأركان التي تشكل حياتنا، وطبيعي أن يكون الوضع مستوعباً لكل المتغيرات، ويا لكم من شباب في قمه الروعة.
{ ونعلم خبايا وتحركات البعض بكل أسف من أجل كسر شوكة (المجهر) والإلقاء بها في غياهب التاريخ خوفاً وقلقاً وطمعاً في مجد كذوب، ولكنهم لم يعلموا بعد أن النية الصافية هي من تحرك (المجهر) ومن فيها، وأن المخططات سترتد وتتكسر سيوفها الخشبية خيباً وجبناً، لذا فجميل جداً أن نرى صليحنا من عدونا ونحن نتواصل في مشاوير العمل الصحفي المختلفة، ونتجول بطيب خاطر ونقاء سريرة في كافة الملفات التي تعيننا على الإصلاح والصلاح.
{ عادت (المجهر) بذات البريق والهمة، وعلها عوامل تؤكد أن المشوار سيتواصل بنفس مختلف، يعينها علي اكتساح كل الصحف المتواجدة الآن، لأن الأوضاع قد شكلت في دواخلنا أحاسيس مختلفة تبلورت من خلال دروس استفدنا منها في الأيام الماضيات، وتعلمنا من خلالها أن الرد على كل المنبطحين والحاقدين بمزيد من العمل والتجويد حتى نحرق قلوبهم الممتلئة بالحقد والمرض، حمانا الله وإياكم.
{ (المجهر) تعانق عيون القراء الكرام الذين مارسوا الغياب من الصحافة تضامنا معنا، بشكل جديد وثوب أنيق، يبين أن القادم في أضابير مكاتبنا سيكون مختلفاً، نغوص من خلاله في معاناه “محمد أحمد” المسكين، ونكشف مؤامرات التمرد وحركات الجبهة الثورية، ونشير إلى مواطن الخلل والثغرات، ونطالب بالتعديلات والتغييرات، ونحاسب في التجاوزات والفساد كديدن الصحافه الحرة في كل أنحاء العالم.
{ قال “مارك سيوفن”: (جميل جداً أن تتضح أكذوبات أصدقائك في أول منعرج يمر على تفاصيل الحياة، لأن النوايا الصادقة هي من تشكل هذا الواقع لتعدل من بعدها المرآة المشوشة بالأحاسيس الكاذبة، لتصبح ناصعة البياض وقادرة على كشف النقطة السوداء وبوضوح).