رأي

زينب السعيد تكتب : “البرير” .. عقود الاخضرار

زوايا المرايا
د.زينب السعيد

البرير .. عقود الاخضرار

لطالما أرقني مشروع الجزيرة العملاق ومصيره المخبوء تحت جحافل الإهمال والنسيان و كأن تلك الأرض البكر لم تلد النوار يوماً ، وقد ظلت محاولات شحيحة فردية أو جماعية ليست ذات بال تخضر رقعة صغيرة وتظل مساحات شاسعة مد البصر تعاني القحط والاصفرار.
و لأني بنت الجزيرة فقد ظللت أمني النفس بنفخ الروح في تلك الجروف لينعم الأهل والعشيرة وكل السودان بالخير والرخاء وقد ظلت أمنياتي بحساب المنطق والمتغيرات السياسية والاقتصادية محض خيال .
لكن و يا لعجبي فقد رأيت بأم عين أن هنالك رجال قيض لهم الله بقدرته أن يكونوا مفاتيح للخير ،لأنهم اهل بر وخير واحسان واهل عطاء طائل في الخفاء لايبحثون عن جزاء دنيوي وانما يعملون ليوم (تتقلب فيه القلوب والأبصار) ..لكن عمل الخير يفصح عن نفسه ولايحتاج من ينشره..
و قد درجت مجموعة ( الحاج معاوية البرير) أن تمتد أياديها البيضاء في كل بقاع السودان بسخاء في كل المجالات فهاهو مركز غسيل الكلي يشرئب شامخأ في( مدني السني) ..وشوارع الأسفلت والمدارس والداخليات..كلها ممهورة بتوقيع ( البرير).نموذج فريد لسوداني أصيل يحس بأوجاع الغير ويحترم موظفيه ويخلص حتى ( للأموات) منهم في درس بليغ لمعاني الانسانية النبيلة..
وليس بمنأى عن المسؤلية المجتمعية ( شراكة النوار والاخضرار ) في مشروع الزراعة التعاقدية بين مزارعي الجزيرة ومجموعة البرير التي اعادت انتاج ( الذهب الأبيض) بما يعادل حوالي ( خمسة الف فدان ) في قرية “التكينة$ شمال مشروع الجزيرة ، وقد جاء على لسان المزارعين في استطلاع مباشر أن المشروع رفع مستواهم المعيشي واستطاعوا بفضله البناء والتعمير وتعليم ابنائهم…فيا له من عمل يحيي الموات و يبشر بالنماء من مائه الجاري رويت قصيدي… وغسلت أشعاري به ونشيدى…
إن العمارات السوامق والمصانع التي تئز ماكيناتها والملايين التي في الأرصدة لن تجدى نفعأ مالم تنفع الناس والتجارة الحقة الرائجة التي لن تبور هي التجارة مع الله … وأحسن الناس أنفعهم للناس .
مقالي هذا ليس لقصم ظهر الرجل ( الحاج معاوية ) وأقسم بالله أنني لم التقيه يومأ ..و لكن حفزأ لروح التكافل والتراحم ودعوى للعمل الجماعي النافع وصوت تقدير وعرفان لرجل مد أغصان الزيتون لأهل بلده في زمن طغت فيه الكراهية والأنانية، واغلق اغلب اهل المال ابوابهم و أوصدوها في وجوه المحتاجين…ونحن نراقب والكتم( شق جدار قلبي و الحشا.).

زاوية قبل الأخيرة :

تضم المجموعة شباب واعد يعمل بلا كلل ولا ملل يجوبون ربوع السودان ويكتبون بالبنط العريض 🙁 الناس في بلدى يزرعون الحب)..

زاوية أخيرة :

° واعلم رعاك الله أنك ميِّتٌ
فاعمل جميلاً في مماتك يُذكرُ

° شرِّع فؤادك للتُّقى مستبشراً
واسلكْ دروب الخير علَّك تظفرُ

° “واختر لقلبك ما يليق بحسنهِ
قولًا و فعلًا في حياتك يظهرُ

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية