تقارير

وزير نفط الجنوب في الخرطوم .. والبترول في طريقه إلى (بشائر)!!

{ عند الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس جاء الصحفيون وامتلأ بهم صالون الاستقبال الخاص بوزير النفط د. “عوض أحمد الجاز”.. الساعة الثانية عشرة هي موعد المؤتمر الصحفي الذي أعلنته وزارة النفط بين وزير النفط د. “عوض الجاز” ووزير نفط جنوب السودان “استيفن زيو داو”.. انتظرنا أكثر من ساعة بالصالون بعد أن دخل الوزيران في اجتماع مغلق.. وبدأ المؤتمر الصحفي عند الثانية إلا ربعاً.. بعد انتظار وترقب لحيثياته، إذ يرتبط بعبور نفط الجنوب عبر موانئ التصدير السودانية وما تردد مؤخراً بإيقافه بعد أن وصل هجليج..
{ وكان عبور نفط الجنوب عبر السودان كان قد توقف منذ يناير العام الماضي، في أعقاب تعثر الاتفاق على الرسوم الخاصة باستخدام الأنبوب الناقل، وبدأت بعد ذلك الاتفاقيات والاجتماعات واللقاءات إلى أن توصل الجانبان إلى (9) اتفاقيات من بينها النفط.. ثم وصل بترول الجنوب إلى مركز المعالجة بهجليج كما أعلنت وزارة النفط، وذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها د. “عوض الجاز” إلى هجليج لمتابعة الأمر بنفسه، ولم تمض أيام إلا وحدث ما ألقى بظلاله وحال دون أن يصل البترول إلى ميناء التصدير ومن ثم إلى الدولة المستوردة.
{ ثم تناولت الأجهزة الإعلامية أمر تعثر وصول نفط الجنوب إلى ميناء التصدير ببشائر، فيما أعلن “الجاز” – في تعميم صحفي – أن انسياب نفط دولة جنوب السودان إلى الأراضي السودانية يسير بصورة طبيعية.
{ ووصل أمس (الخميس) وزير النفط بدولة جنوب السودان “استيفن زيو داو” بغرض التباحث مع نظيره د. “عوض الجاز” حول الترتيبات النهائية لتدشين نفط الجنوب وتذليل العقبات بجانب النظر في الترتيب لزيارة رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” للخرطوم، وعقد مؤتمر صحفي لوضع النقاط على الحروف.
{ تحدث وزير النفط الجنوبي أولاً في المؤتمر الصحافي الذي أمه كما أشرنا عدد كبير من الأجهزة المقروءة والمرئية والمسموعة الداخلية والخارجية .. وقال: (اللقاء الذي جمع بيني و”عوض الجاز” يعتبر لقاءً مهماً للغاية خاصة وأنه تناول القضايا المتعلقة بالتصدير) وأضاف: (هنالك كلام في الإعلام حول وقف سريان نفط الجنوب..و نحن متابعين الإنتاج ومسؤولين عن تنفيذ الاتفاقية خاصة وأن نسبة كبيرة من المصفوفة قد تم تنفيذها).
{ واعترف وزير النفط الجنوبي بأن هنالك بعض الأمور قد أدت إلى عرقلة مسار النفط وتأخر وصول نفط الجنوب لمربعي (3) و(7) بالجبلين، وقال: (لكن بعد الاتصالات التي تمت تم حل الإشكال الفني.. والنفط الآن في طريقه إلى بشائر.. ونحن مصممون على تنفيذ الاتفاق، ومن خلال النفط سنبني الثقة لأن المستقبل أكبر من ذلك بكثير، وعلينا أن نبدأ من الآن، فالإمكانيات والموارد متوفرة في البلدين، والنفط هو الخطوة الأولى في استغلال الموارد المشتركة، والسودان يملك المنشآت النفطية والموارد، وممكن جداً أن نستفيد من السودان وأن يستفيد السودان من مزايا دولة الجنوب).
{ هكذا تحدث وزير النفط الجنوبي الذي أشار إلى أنه قد تم حل الإشكال لينساب النفط، وذلك بعد الجولة التي قام بها إلى حقول النفط قبل أن يصل العاصمة الخرطوم ويتباحث مع وزير النفط د. “عوض الجاز”.
وحسب ما ذكره وزير النفط الجنوبي فإن الترتيبات الفنية قد تم حلها وأنه يجب مراعاة المصالح المشتركة بين الدولتين.
{ ورحب د. “عوض الجاز” في بداية كلمته بوزير النفط الجنوبي ووفده، كما رحب بسفيري الدولتين ووسائل الإعلام.. ورحب ترحيباً أكثر بالاستجابة للدعوة التي وجهها لوزير النفط الجنوبي.
وحسب “الجاز” فإن وزارة النفط السودانية منذ أن أصدرت خطابها لضخ النفط لم تسعَ لإيقافه، وقال: إن النفط انقطع عن مساره لأكثر من عام، وكان خطابنا للفنيين أن نبدأ الضخ وأن نراعي الأشياء الفنية، وذلك من أجل سلامة المعدات وأجهزة لنفط، والنفط الآن لم يتوقف كما تردد، إلا أنه لا بد من معالجة بعض الترتيبات من جهات الاختصاص حتى لا (يلوك) الناس الحديث. وأضاف: (قلت للوزير أفضل أن نمضي بمسار المستقبل بثقة تامة وقد استجاب للدعوة).
{ وتساءل “الجاز”: أين وصلنا وأين نسير؟! سأل هذا السؤال وأجاب بأن النفط يسير الآن بصورة طيبة، ويعتبر التنفيذ واحدة من (9) اتفاقيات تم التفاهم حولها.. وهي تعتبر حزمة واحدة ويتم تطبيقها مع بعضها البعض. وأضاف: الآن نحن نتحدث عن واحدة من هذه الاتفاقيات ونفذنا، وكنا نحن السباقين لذلك لابد من التجويد وأن نجود عملنا.. وقد جلسنا والوزير الجنوبي جلسة أخوية، وسيتواصل الحديث حول التنفيذ السليم، ونتمنى أن يكون التنفيذ لهذا الاتفاق حافزاً للإخوة في المسارات الأخرى حتى يتم تنفيذ الاتفاقات جملة واحدة.. وإننا سنمضي قدما ًوسنستفيد من الإمكانيات المتاحة وسنستعين بالآخرين.
اطمأن الجميع بأن النفط يسير وقطع مسافات طويلة في طريقه إلى بشائر وموانئ التصدير ومن ثم للأسواق العالمية.. فنفط الجنوب جاء من فلج والوحدة وعدارييل وعدد آخر من الحقول وهو يسير في اتجاهين مختلفين مسار غربي وآخر شرقي .. فالبترول من فلج للجبلين لم يتوقف لحظة واحدة والمعالجة التي تتم هي معالجة لدخول النفط في الأنبوب لأنه مشروط بشروط الأسواق العالمية فلابد من مراعاة كذلك درجات الحرارة لذا فالحديث بأن حكومة السودان أوقفت النفط هذا غير صحيح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية