أخبار

يا محليَّات .. عذَّبتينا!!

{ الحُفر – بضم الحاء – أنواع، منها (الكبيرة) الطبيعيَّة في الوديان والسهول، ومنها التي تنتج عن نقل الإنسان لـ (التراب) واستخدامه في مكان آخر، وهناك (حفر صغيرة) تتراوح أحجامها بين ما يلعب به الأطفال وما تستخدمه السيِّدات!!
{ لكنَّ ما يعنينا هنا نوعٌ عجيبٌ من (الحُفر) تسمِّيها المحليَّات – مجازاً – بـ (المجاري).. مع أنَّ المياه في أكثرها لا تجري ولا يحزنون!! فقط يتم تخزين (بعض) مياه الأمطار فيها، ثم تتولى أشعة الشمس المهمَّة.. وتجففها (بمزاجها).. ولا بأس من بعض (زيت الراجع) يصبُّه (ناس مكافحة الملاريا) أو الأهالي.. في حين تتمنَّع أغلب مياه الأمطار عن المجاري.. وتضرب حصاراً على الأحياء والشوارع، فتجد الناس (يخوجون) في الدخلة والمرقة.. شيبهم وشبابهم.. رجالهم ونساءهم وأطفالهم!!
{ طبعاً أنا أتحدَّث عن الأحياء الشعبيَّة (عشان ناس الدرجة الأولى ما يزعلوا)!! الأحياء التي تأتي المحليَّات إليها سنويَّاً وتعمل حاجة (شافع ما بيعملها)!! إذ تقوم بإعادة حفر ما تسمِّيه (مجرى).. ثم تترك التراب على الحافة!! لتأتي العام القادم وتفعل مثلما فعلت هذا العام وكل الأعوام الماضية!! (عيني باردة)!!
{ وحتى لا يقول أحد إننا (بنتكلم ساكت) زوروا منطقة (السامراب) في بحري – كمثال – وانظروا ما تمَّ في الخور الرئيس الموازي لـ (الزلط)!! ثمَّ فليتبرع لي مهندس في محليَّة بحري ويخبرني: إذا كنتم تعتبرون (خور السامراب) مصرفاً.. أين يتم تصريف مياهه؟!!
{ إنه والله لأمرٌ مخجل.. ويبعث على الإحباط والسخريَّة في آن واحد.. وكل المواطنين يتندرون على هذا (الشغل الني).. وليس في أذهانهم إلا ظن واحد: (الشغلانة نقاطة سنويَّة)!! ولهم حقٌّ في هذا الظن.. لأنّه ببساطة يُفترض أحدُ أمرين: إمَّا أن ترصف المحليَّات ما تسمِّيها (مجاري) ثم تغطيها.. أو – على الأقل – تنقل التراب الذي تستخرجه (سنويَّاً) من باطنها حتى لا يطمرها مرَّة أخرى!!
{ والحل الأوَّل هو الصحيح.. وقد تمَّ تنفيذه في كثير من الأحياء (الراقية).. لكنَّ أغلب المواطنين في الأحياء الشعبيَّة يكتوون سنوياً بمآسي الخريف وانعدام التصريف!!
{ إنَّ الله سائلكم – يا محليَّات – عن الناس.. غنيّهم وفقيرهم.. من يسكن في الدرجة الأولى ومن يسكن في الأحياء الشعبيَّة.. فاتقوا الله في خلقه ونجِّضوا شغلكم.. و(أبعدوا نفسكم من الشبهات)!!
{ وأخيراً.. نطلب من السيّد الوالي “الخضر” أن يزور عامَّة رعيَّته، الذين سيسأله عنهم الله، وليبدأ – اقتراحاً – بـ (السامراب) وينظر إلى شارعها الرئيسي الذي طمره التراب وغطته الحُفر إلا قليلاً.. ولينظر إلى ما فعلته المحليَّة بـ (الحفرة الطويلة) المحاذية لـ (باقي الزلط) وتسمِّيها المحلية (مصرف)!!
{ قال مصرف قال.. والله إلا يكون (مصرف مال) الصيانة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية