نادي السهم يا والي القضارف
{ وأتاسف على ولاية بحجم القضارف وهي تمارس الغياب في التمثيل الرياضي في الدوري الممتاز منذ سنوات طويلة، رغم أن مواطنيها من عاشقي المستديرة و(مهووسي) المستطيل الأخضر، إذ إن كرة القدم ظلت منذ العام 1997 خارج نطاق الولاية الشرقية، باعتبار أن المنافسات الصغيرة الموجودة الآن محصورة في ناديين أو ثلاثة في إطار الإمكانيات التي لم تتجاوز منصرفاتها كيلو الموز وعبوة البيبسي.
{ وولايات السودان المختلفة تستنفر أجهزتها التنفيذية من أجل تقديم أطر جديدة لحكوماتها من خلال الطرح الرياضي في كرة القدم على وجه التحديد، ليشاهد ملايين البشر النهضة العمرانية والتنموية في تلك المناطق، متقدمين الصفوف بهمة وعزيمة وثبات لا يعرف التلوين أو الانكسار، فكان الوالي المقدام “أحمد هارون” على رأس المتحرك بحراك مدروس ومحسوس من خلال إستاد الولاية الذي أضحى منافساً لإستادات الخرطوم، وتجهيز المعينات والمتطلبات اللازمة التي جعلت من هلال كادوقلي نموذجاً لأندية الدوري الممتاز.
{ و”محمد عثمان كبر” يلحق بالركب بذات الهمة والثبات التي ينتهجها في حسم الملفات السياسية، ليكون النتاج فريقاً كروياً ينافس أنديه القمة من خلال مريخ الفاشر الذي ابتلع معظم الأندية وتربع مع الكبار رغم حداثة المشاركة بثقة وهدوء ومواهب تعرف رد الجميل وحريصة على أن تظل الفاشر بذات الألق والازدهار لكسر مسلسل الحروب التي أنهكت مواطنها وجعلت الظلام يسود الأمكنة حتى أطل فجر المريخ ليبث ويجدد روح الحياة، لتكون الأولوية حكومة وشعباً في الالتفاف حول الصاعد الجديد.
{ والجزيرة الخضراء حضوراً أنيقاً من خلال مشاركات فاعلة وثبات لا يعرف التراجع بالإضافة إلى ثقل الإداريين وحرص اللاعبين والحكومات المختلفة داخل أروقة المحليات والمراكز، خاصة وأن الصرف الكروي صار عبئاً ثقيلاً على معظم الأندية العالمية.
{ والقضارف التي فرخت مئات اللاعبين لأندية القمة أمثال “طلب محمد عثمان” و”رمضان بابكر” و”شمس الدين الناجي” و”علي عبد العزيز” و”محمود” و”الرشيد” وأخيراً “معتز رابح” قادرة على قلب الطاولة بمداد البذرة الموهوبة إن وجدت الدعم الكافي واللازم لمعالجات بعض الثغرات والسلبيات المعلومة والمعروفة، الأمر الذي يتطلب حراكاً من قبل والي الولاية السيد “الضو محمد الماحي” ليسهم في تفعيل خطوات نادي السهم الرياضي على وجه التحديد الذي تمكن أبنائه ورجالاته السابقين والحاليين في الوصول إلى دوري المجموعات في التأهيلي، إيذاناً بالانطلاق نحو قطار الممتاز الذي فارق القضارف فراق الطريفي لجملو.
{ والتعويل بشكل كبير ينصب ويتجه نحو وزير ماليتها الأستاذ “معتصم هارون” باعتبار أن الرجل رياضي من الدرجة الأولى وقد أخبرني والدي أطال الله في عمره أن السيد الوزير كان أحد لاعبيه في أندية القضارف حينما كان مدرباً لها، مما يعني أن الاستجابة لابد أن تفعل سريعاً وتدعم دون وضع أولويات كذوبة، حتى يتمكن الكوتش “حسن حمزة” من تقديم الفريق إلى حيث نريد جميعنا.
{ السيد الوالي لابد أن يتفهم أن الصرف على الرياضة أضحى من أولى اهتمامات المركز، خاصة بعد النجاحات والرسائل التي قدمتها في الفاشر وكادوقلي، وعليه لابد أن ينصت لصوت العقل وأن يجتمع سريعاً مع أبناء السهم ويقدم الدعومات التي تعينهم وتكفيهم وأن يعلن عن نفرة كبرى تستوعب كل أبناء الولاية داخل القضارف وخارجها للوقوف والالتفاف حول نادي السهم الرياضي ليحقق المطلوب.
{ الدعم السخي ينعكس إيجاباً على مسيرة النادي وعلى نتائج الفريق وأخشى أن يقدم الوالي دعومات خجولة لا تكفي لثلاثة تمارين ومن ثم يمارس الغياب المعروف، لذا عليه أن يعلم أن الأنظار متجهة نحو ولايته وتحديداً نحو نادي السهم أملاً في نتائج تعينه على أن يكون واحداً من أندية الشرق المشرفة.
{ وأقطاب النادي وفي مقدمتهم والدي والأعمام “فاروق أبوسن” و”عبد القادر دج” و”فيصل كردي” لا يحتاجون لوصية ولا كتابات تحركهم نحو النادي الذي قدموا من خلاله عصارة تجاربهم وخبراتهم وإمكانياتهم حتى أضحى النادي شامخاً ومعلماً بارزاً من معالم الولاية، فلهم التحية جميعاً دون فرز، ونأمل أن يقودوا هذا التحرك نحو المجد الكروي للولاية.