مدير البرامج بـ(النيل الأزرق) في حوار المواجهة مع (المجهر) 2-2
{ خلال رحلاتكم المتواصلة.. ماذا تسمعون من آراء عن القناة خارج الحدود؟
– نسمع انطباعاً جيداً يؤكد أنها نجحت في عكس النشاط الاجتماعي والإبداعي في السودان، ودائماً ما يصلنا إحساس من السودانيين بالخارج هذا الإحساس يشعرنا بالقيمة الحقيقية لقناة (النيل الأزرق)، والتي وصلت إليهم من خلال رسالتها، وأخيراً أقول ارتباط المغتربين بالقناة يبرهن على جودة البرامج التي نقدمها.
{ هناك اتهام لـ”الشفيع” أنه يسيطر على تقديم البرامج رغم أنه مدير للبرامج؟
– هذا اتهام غير صحيح الدليل على ذلك إدارة البرامج لا تعطيني وقتاً للانفراد بتقديم البرامج، وعلى الرغم من أنني قدمت بعض البرامج مثل (الخبر) وغيره من البرامج المنوعة، لكن مشغوليات العمل الإداري تأخذ كل وقتي وجهدي وتفكيري، ومع دوامة العمل اليومي اختلس بعض الوقت لمواصلة عملي الإذاعي، وبالمناسبة أنا استمتع جداً بوجودي أمام (المايكروفون) وأجد راحة غير عادية عندما أقدم برنامجاً على الهواء في الإذاعة .
{ على ذكر الإذاعة.. كيف توفق بين عملك فيها وإدارتك للبرامج بـ(النيل الأزرق)؟
– العمل الإذاعي غير مجهد فقط محتاج إلى نوع من الخيال الذي ينقلك لتخيل شكل الحياة والإحساس بالقرب من الناس، وبالنسبة لي نجحت في إعداد وتقديم الكثير من فصيلة برامج الاتصال المباشرة التي وجدت التفاعل والمتابعة من المستمعين، وهذا يؤكد أن هذه النوعية من البرامج قريبة جداً من الناس، لذلك تجدني كلما أشعر بضغط العمل التلفزيوني أرتمي في أحضان الإذاعة ففيها أجد الراحة، وعملي في الإذاعة بالتأكيد لا يتعارض مع عملي في فضاء (النيل الأزرق).
{ حوارات أجريتها للإذاعة أو التلفزيون ومازالت عالقة في ذاكرتك؟
– في الإذاعة معظم الحوارات التي قدمتها في برنامج (تاريخ جميل) وبدون ذكر أسماء، ففي معظمها أحسست أنني جزء من تاريخ الشخص المستضاف، وتجدني انفعل مع انفعالاته وسرده لتفاصيل سيرته ومشاعره، وأعتقد أنني استفدت كثيراً من هذا البرنامج قبل أن أفيد به المستمع، أما الحوار الذي أرى أنه كان في قمة الجمال والروعة هو الحوار الذي أجريته مع الفنان العملاق العائد “الطيب عبد الله” برفقة الزميلة “إسراء عادل”، من خلال هذا القاء استطعنا الدخول إلى عوالم ودهاليز هذا الفنان الرقم، ونجحنا في أن نخرج منه كل الأشياء الجميلة التي كان يحتاج الناس للتعرف عليها خلال مشواره الإنساني والعاطفي والاجتماعي والإبداعي.
{ هناك من يرى أن برنامج (أغاني وأغاني) استنفد أغراضه ولم يعد صالحاً للبث؟
– هذا البرنامج يمكن أن يبث يومياً ولمدة ثلاثين عاماً، وأنا على يقين لن يمله المشاهد، أما بخصوص التطوير الذي يتحدث عنه الناس فمن الممكن أن يحدث تطوير في المضمون، ولكن يظل البرنامج محتفظاً بشكله الذي ظهر به، لأنه إذا خرج عن إطار الجلسة التلقائية العفوية سيتحول إلى شكل آخر من البرامج، و(أغاني وأغاني) من برامج المنوعات التي استمدت جماهيريتها من هذا الشكل التلقائي ومن التداعيات التي تصاحبه، ونجاح هذه النوعية من البرامج يعتمد أكثر على الرؤية والإيقاع الرابط بين الشكل والمضمون، وفي النهاية إذا حاولت أن تغير واحداً من الأساسيات الخاصة بفكرة البرنامج، فمن المفترض أن تلغيه وتتجه لواحد من الأشكال البرامجية الجديدة.
{ نأتي للنسخة القادمة لـ(أغاني وأغاني) والجدل الذي أُثير حول إبعادكم لمعظم نجوم البرنامج القدامى وإدخال عناصر جديدة؟
– التجديد سنة الحياة، ونحن منذ بداية هذا البرنامج ظللنا نحرص على التجديد وبصورة مستمرة وإذا عدنا إلى الوراء في الأعوام السابقة، ستلاحظ التجديد والإحلال والإبدال في تشكيلة كل نسخة من برنامج (أغاني وأغاني)، وبالنسبة للنسخة القادمة وبعد جلسات عمل مكثفة وصلنا إلى هذه التشكيلة التي أبقينا فيها من القدامى على الفنان “جمال فرفور” و”طه سليمان” و”فهيمة عبد الله”، ومن العناصر الجديدة أدخلنا الفنان “معتز صباحي” و”مصطفى السني” و”معاذ بن البادية” و”نسرين الهندي” و”نادر عثمان جمال الدين” ونجمة الإعلانات “فاطمة”، بالإضافة إلى دخول عناصر جديدة من طلاب (كلية الموسيقى) و(كورال الأحفاد).
– اختياركم لـ”معاذ بن البادية” و”نادر عثمان جمال الدين” نشتم فيه راحة مجاملة للفنان الكبير “صلاح بن البادية” ولبنات طلسم (البلابل)؟
– أولاً يا عزيزي ليس هناك ما يجعلنا نجامل على حساب نجاح برنامج أصبح ملكاً للشعب السوداني، ثانياً المعايير التي اخترنا بها كل العناصر الجديدة هي ذات المعايير التي اخترنا بها السابقين من أمثال “شريف الفحيل” و”رماز ميرغني”، وبالنسبة لعملية الترشيح أو اختيار كل المطربين الشباب الذين انضموا لبرنامج (أغاني وأغاني) في كل المواسم دائماً ما تتم عبر لجان متخصصة، هذه اللجان تستند على قياسات محددة لا مجاملة فيها، وما أريد تأكيده هنا أننا لم ولن نجامل بالسمعة والجماهيرية التي حققها هذا البرنامج، وما يؤكد صدق حديثي عن عدم مجاملتنا لأحد، فجميع القائمين على أمر (أغاني وأغاني) لم يكن يعلمون بأن “نادر عثمان” هو نجل الفنانة “حياة طلسم” والبروفيسور والكاتب الدرامي المعروف “عثمان جمال الدين”.
{ وماذا عن البرامج الأخرى التي تحضرونها لشهر رمضان؟
– في رمضان هذا العام إن شاء الله سنقدم برامج جديدة في الشكل والطرح، والآن نحضر لإنتاج برنامج تنافسي خاص بالمطربين الشباب وهو أشبه بـ(نجوم الغد)، ومن خلاله نفرد حلقات خاصة بالمديح والإنشاد والقراءات الشعرية، وهذه هي المرة الأولى التي أعلن فيها عن هذا البرنامج.
{ بمَنْ مِنْ الإعلاميين القدامى تأثر “الشفيع”؟
– صراحة أنا تأثرت بمدرسة أستاذ الأجيال والإعلامي المخضرم الراحل “محمود أبو العزائم” الذي تخصص في برامج المنوعات التي تعتمد على (الونسة) العادية والتلقائية والعفوية والتي تنقلك للواقعية الساحرة.
{ الآن حدثنا عن الخطة المستقبلية لقناة (النيل الأزرق) وما الجديد المتوقع؟
– مستقبلاً نسعى لأن نكون أكثر اقتراباً من المواطن ونجتهد في نقل الأحداث ونسعى لتقديم أشكال برامجية جديدة نطرح من خلالها قضايا المجتمع.
{ نأتي لـ(صورة وصوت) هذا البرنامج تعرض مؤخرا للنقد خاصة فيما يخص حركة الكاميرا؟
– (صورة وصوت) برنامج ينقل إحساس الصباح وصورة المكان (الغاليري)، وهو مكان يختلف عن الاستديو الداخلي، وكما تعلم بأن هذا البرنامج ينقل من داخل غرفة الكنترول والقصد من ذلك عكس الحيوية والنشاط والحركة الموجودة، وهذا الشكل البرامجي موجود في فضائيات عالمية مثل الـ((mbc، ويوجد أيضاً في الفضائيات الأوروبية، وهذه النوعية من البرامج تعتمد على عكس الواقع المكاني والزماني.
{ “تسابيح” و”سعد الدين” والعديد من نجوم قناة (النيل الأزرق) رغم كل ما حققوه من نجاح وجماهيرية لكن نجدهم دائماً في حالة غياب عن الشاشة؟
– غياب هذه الوجوه طبعاً له تأثيره، وهذا يتطلب منا بذل مجهود للبحث عن وجوه جديدة تسد هذا الفراغ، وبالنسبة لـ”سعد الدين” هو الآن موجود ونجتهد في أن يكون موجوداً بصورة أكبر حتى نستفيد أكثر من قدراته في خارطة البرامج.
(النيل الأزرق) متهمة بأنها تتيح المساحات للمطربين الشباب وتتجاهل المطربين الكبار؟
– هذا الكلام غير صحيح القناة تفتح أبوابها لكل المبدعين وتهتم اهتماماً خاصاً بالرواد وحتى برنامج (أغاني وأغاني) كان الهدف منه في الأساس خلق علاقة بين الأجيال وهذا يؤكد اهتمامنا بكبار المبدعين.
{ سؤال توقعت أن نطرحه عليك؟
– الجزئية المتعلقة بإدارة القناة واعتمادها على مواردها الذاتية في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة، هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة، وقد لا يعلم الكثيرون أن (النيل الأزرق) تنتج كل برامجها ذاتياً وتعتمد على إنتاجها الخاص ولا تتجه لشراء البرامج الجاهزة.
{ أخيراً نقف عند حكاية الاستديو الوحيد الذي تعتمد عليه قناة (النيل الأزرق) في كل برامجها؟
– الأموال العائدة من الإعلانات المباشرة ومن برامج الترويج والرعاية تصرف جميعها في عملية الإنتاج البرامجي، ولهذا لا يوجد ما يكفي لتأسيس استديو والقليل من فائض الأرباح نخصصه مال تسيير للعمل، ولا ننكر أن كل البرامج التي تظهر الآن على شاشة (النيل الأزرق( تسجل في هذا الاستديو المتواضع والذي كل جزئية فيه تشير إلى برنامج معين، وهي مسألة مرهقة لنا، ولكننا نطمح مستقبلاً في تجهيز استوديوهات أخرى إذا تحسنت الظروف.