"باسم يوسف" .. أمل جديد
{ تميزت الإعلامية المصرية “لميس الحديدي” في حلقة (الجمعة) الماضية في برنامجها الأشهر (هنا العاصمة)، في وضع محاور ساخنة أمام طاولة الإعلامي “باسم يوسف” الذي اختير مؤخراً ضمن أفضل مائة شخصية مؤثرة في العالم، حسب استبيانات مجلة (التايم) العالمية؛ الأمر الذي وضعه تحت طائلة الاتهامات ما بين الماسونية واليهودية وازدراء الأديان والعمالة وإساءة الرئيس المصري، وغيرها من التهم التي حاصرت الرجل وأحاطت به إحاطة السوار بالمعصم.
{ و”باسم يوسف”، الطبيب الجراح الذي ولج عالم الإعلام مؤخراً، وضع النقاط على الحروف بتسلسل مقنع ودفوعات منطقية أخرست الألسن وخلقت للرجل أرضية جيدة من خلال ردود الأفعال الواسعة للحلقة التي لم تمر عليها (72) ساعة؛ مما يعني أن “باسم” أضحى فعلياً من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم.
{ أوضح “باسم” أن فكرة البرنامج الذي يقدمه مساء كل (جمعة) جاءت إبان الثورة المصرية، إذ أن الأحداث فرضت عليهم كشباب واعد أن يتناول قضاياه بقالب كوميدي خفيف، يطوع صعوبة السياسة ووعورة دروبها في إطار البحث عن مساحات للحلول ومعالجات الأزمات التي تمر بها مصر قبل وبعد الثورة، وشرح “أبو نادية” باستفاضة الكيفية التي يدير بها البرنامج والتجانس والانسجام وسط معاونيه البالغ عددهم (325) عاملاً مساعداً.
{ توقفت قبل أن تواصل “الحديدي” حوارها المشوق مع الظاهرة “باسم يوسف” عندما ذكر عدد المعدين والمتعاونين من أجل إخراج حلقة أسبوعية مدتها ما بين الساعة والساعة ونصف، وقد نقلت كاميرا البرنامج دهاليز المكان والأجهزة التي اختيرت وخصصت للبرنامج من قبل القناة، ولكم أن تتخيلوا أن مكاتب برنامج “باسم” عبارة عن بناية كاملة مخصصة بكلياتها وغرفها وأدوارها المختلفة لتبث حلقة أسبوعية من خلال مسرح يسع مئات من الجماهير في وسط العاصمة المصرية.. وضحكت وأنا أتابع كل التفاصيل و”لميس الحديدي” تتجول ما بين الموظفين في الأقسام المختلفة وتستفسر عن طريقة العمل وكيفية التنفيذ في (اللاب) والتجميل والإكسسوار والإعداد والهندسة والإخراج وغيرها من الأقسام، لأن المتاح الآن في قنواتنا الفضائية يغني عن السؤال!
{ أكاد أجزم وأقسم أن العاملين في كل القنوات الخاصة السودانية لا يتجاوز عددهم الـ (325) المعينين لبرنامج “باسم يوسف” فقط! ورغم ذلك يطالبون الإعلام بالخروج من المألوف وخلق مساحات للإبداع والتفرد في ظل هذه الأوضاع التي يعاني منها الإعلام السوداني والمعلومة للجميع.
{ سألت نفسي: كيف لا يبدع “باسم يوسف” ويخلق جماهيرية ضخمة في العالم ويتم اختياره ضمن أفضل مائة شخصية مؤثرة في العالم، إن كانت المعينات التي عرضتها شاشة (cbc) كافية لبث مليون برنامج على مدار الساعة؟! ورغم ذلك هاجم الدكتور “باسم” الإعلام المصري واعتبر أن صناعه الإعلام في العالم لم تطرق الأبواب المصرية (طيب نحنا نقول شنو)؟!
{ أكد المصري الشاب أنه يستحق هذا التكريم الذي يعتبر وساماً لأي مصري وعربي، خاصة في ظل الهجمة العالمية على الدول العربية، ليؤكد من خلاله أن الموهبة العربية الفطرية قادرة على إحداث تغييرات تفرض عليهم احترامنا وتقديمنا للصفوف وقد كان.
{ حزنت في نهاية المشوار الحديدي، وأنا ألمح دميعات في عيون “باسم” وهو يدافع عن موهبته ومبادئه، ويؤكد حرصه على القيم الأخلاقية والدينية في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها من قبل الإخوان في مصر، الأمر الذي يشير إلى كبت غير مدروس ومرفوض في ظل الانفتاح الذي يعيشه العالم.
{ “باسم” موهبة مختلفة وإعلامي لا يشق له غبار، وأعتقد أن مشواره سيكون بداية لإطلالة قادمة من الشباب الموهوب والواعد المنتشر في العالم العربي، إن وفرت له الإمكانيات التي تمنحهم الدافع للعطاء.