أخبار

ما بين "كبر" و"هلال"

{ تابعت باستياء الحوار المطول مع الزعيم “موسى هلال” عبر صفحات (الإنترنت) الذي تناقلته بعض الصحف حول أزمة دارفور والحلول المطروحة للمعالجات، حتى يتمكن أهالي المنطقة من استنشاق هواء السلام بعد حرب ضروس راح ضحيتها ملايين البشر.
{ و”هلال” الذي كنا نظنه زعيماً من زعماء قبائل دارفور ويمكن أن يساهم بقدر كبير في الحلول المطروحة بحكم علاقته مع القبائل المختلفة صاحبة النزاع وغيرها، خاض مع الخائضين وانغمس في ذات البئر وأشهر سيفه مندداً ومتوعداً ومنتقداً بلغة حارقة لا تصب في مصلحة القضية ولا تفيد إنسان دارفور ولا حكومة السودان، لأن الأطروحات المشحونة تضحى مجرد (ونسات) تدور في أضابير المكاتب ويتهكم عليها عدد من الناس وتفتح أبواباً متسعه للقيل والقال والسرد الطويل الذي لا ينتهي، لأن القضية في الغرب لم تكن يوماً في بعض الشخصيات التي اختارتها الحكومة، بل هناك عوامل أخرى ساهمت بقدر كبير في اشعال نيران الحرب في دارفور وقضت على أخضرها ويابسها بما في ذلك “جبل عامر” الذي صار مصدر اتهام لكل من يمر بجواره والدليل الحريق الذي تم في تلك المنطقة بين الأبالة وبني حسين ولم ينته حتى الآن.
{ كنت أظن أن السيد “موسى هلال” سيحاول أن ينور الرأي العام في الشمال بتفاصيل غائبة عنا خاصة نحن أهل الإعلام، ويضع نقاط للمعالجات من خلال محاور واضحة تتسم بالشفافية والحقيقة بدلاً من اتهام والي شمال دارفور وحكومته وسرد وقائع لا تهم المواطن ولا التنفيذيين، لأن زعماء القبائل لابد أن يتحلوا بالدبلوماسية والهدوء والاتزان والبعد عن التلاسن، فالقدوة لابد أن يكون على قدر المسؤولية بشكلها الصحيح.
{ لست في حالة دفاع عن “كبر” وقد انقطعت اتصالاتنا بالوالي منذ أن كنا محررين في قسم الأخبار، ولكن وللتاريخ فإن الرجل يمثل مركز قوة كبيره في شمال دارفور وقد رأينا بأعيننا الالتفاف والإجماع الكبير حول الرجل، وإن كانت هناك بعض المعلومات الغائبة كان الأجدى للشيخ “موسى” أن يحاول معالجتها من خلال دولاب العمل التنفيذي ومراكز الدولة المختلفة بعيداً عن وسائل الإعلام التي لا تفيد، بل ربما وضعتك في موضع الطامعين لكرسي الولاية والباحثين عن مجد جديد بعد أن اختفت الأضواء من حولك.
{ نقدر مجهودات “موسى هلال” ونعلم تماماً أن للرجل حراكاً واضحاً وملموساً في قضايا كثيرة، ولكن لابد أن يعلم أننا سنكون بالمرصاد لأي خروج غير محبب خاصة وإن كانت الشخصية ركيزة من ركائز الغرب الحبيب، وعليه فإن الآمال ما زالت معقودة من أجل وضع معالجات لحل الأزمة بصورتها النهائية بالتنسيق الكامل مع كل أبناء دارفور والحكومة ومن ثم فلنتعاون من أجل إنسان المنطقة البسيط الذي يأمل في حضن دافئ، ووطن واسع، وسلام وأمن يرفرفان في أرجاء المكان.
{ اختلافات أهل دارفور لن تحل القضية وتصفية الحسابات الشخصية غير مبررة وتعتبر واحدة من الأسلحة التي يقاتل بها المتمردون، وعليه فإن الإجماع لابد أن يبدأ من المركز ويتمدد غرباً ويستوعب كل المنضوين تحت لواء الحكومة والمعارضين ومن بعدها فلنتجالس على البساط ونتحاسب كإخوان تضمنا منطقة واحدة ونسعى لبث الروح فيها من جديد ونبحث سوياً من أجل إحداث تنمية تعين مواطنها على العيش الكريم.
{ السيد الوالي “كبر” والزعيم “موسى هلال” (خُتو الكورة واطة) من أجل دارفور.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية