(شمَّاعة) المعارضة المسكينة!!
{ (سخُونة الجو) الآخذة في الارتفاع هذه الأيَّام، سببها الرئيس هو (المعارضة)!!
{ نعم.. وارتفاع الأسعار أيضاً.. والفساد بكل (تمظهراته).. وحتّى اقتحام قوات “خليل” للعاصمة الوطنيَّة (أم درمان)، ودخول الجيش الشعبي لـ (هجليج).. ثم غزو الجبهة الثوريَّة لـ (أم روابة).. ومذابح (أبو كرشولا)!! بجانب ندرة الغاز.. وانتشار أرتال العطالى في شوارع الخرطوم.. و.. و… وخطأ (الاتحاد العام) الذي تسبَّب في حرمان منتخبنا الوطني من نقاط ثلاث!!
{ كل هذه (المصائب) سببها الرئيس هو (المعارضة)!!
{ نقول هذا حتى يريحنا المسؤولون من هذه (الشمَّاعة) ويبحثوا عن أخرى ليعلقوا عليها خيباتهم وسوء تقديرهم!!
{ خلاص.. عرفنا.. وصدَّقنا.. أيَّ حاجة سيِّئة سببها المعارضة!!
{ نقلت صحفٌ بالأمس عن السيد والي الخرطوم قوله إنَّ (المعارضة) تستغل النزاعات في الأراضي للوقيعة بين المواطنين والشرطة!!
{ طيِّب.. هم بيستغلوا (النزاعات).. لكن النزاعات ذاتها جات من وين؟!
{ الأراضي – كما قلنا من قبل – ملف (حسَّاس) جداً.. والمواطنون لا يحتاجون لمن (يحرِّشهم) عندما يتعلق الأمر بأراضيهم.. أو بما يعتبرونها كذلك وإن كانت – في الملفات – ملك للحكومة!!
{ (الحكر) و(الحيازة) جزءٌ من السلوك السوداني المتجذِّر.. ومع اختلافي الشخصي مع هذا السلوك الذي يهدر أراضي بمئات الأفدنة.. لكني أوقن تماماً بأنَّ المعالجة لا تكون إلا بـ (الحكمة).. وإن طال الزمن!!
{ والمشكلة الأساسيَّة التي تعوق المعالجة بالحوار هي مدى قُرب أو بُعد حكومة الولاية من نبض مواطنيها.. فهذا هو الذي يشكل أرضيَّة النقاش في أي أمر.. والشارع الآن – أيُّها الوالي – يحسُّ بتقصير الدولة البائن تجاهه في كثير من الأساسيَّات.. ويحسُّ بأن (الاستثمارات) بعيدة عن معاشه وخدمته!!
{ على حكومة الولاية أن تقترب من مواطنيها.. لتستطيع إقناعهم بأنَّ خططها إنّما هي لصالحهم.. ولتنميتهم وتطويرهم.. فإذا اقتنع الناس بهذا صاروا شركاء للحكومة في التنمية.. وإلا فعلى المسؤولين الاعتراف بالتقصير.. ولا تلمونَّ إلا أنفسكم.. وخلونا بالله من حكاية المعارضة دي!!
{ كلُّ الحكومات في العالم لديها معارضة.. لكننا لم نسمع “أوباما” يقول إن تفجيرات (بوسطن) وراءها المعارضة!! وقبله لم يدمغ “بوش” معارضيه بالمشاركة في تفجيرات 11/ سبتمبر!! وفي مصر (القريبة دي) لم يقل “مبارك” إن المعارضة وراء الإطاحة بها!! ولا “بن علي” ولا “القذافي”!!
{ راجعوا السياسات.. واعترفوا بالإخفاقات.. وأبعدوا (المستفيدين) و(السماسرة).. وضعوا الشخص المناسب في المكان المناسب.. وحينها لن يقع (مكروه) – أصلاً – للتّتهموا به المعارضة!!