وظائف الوالي
{ تبدأ ولاية الخرطوم في العشرين من أبريل إعلان الجدول الزمني لمعاينات تعيين (5) آلاف خريج عبر لجنة الاختيار للخدمة المدنية بالولاية، حيث أجاز الاجتماع الذي عقده د.”عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم بحضور المهندس “صديق الشيخ” وزير المالية بالولاية والأستاذ “يوسف مالك” رئيس لجنة الاختيار بالولاية، أجاز الجدول الزمني للمعاينات التي ستبدأ في العشرين من أبريل وتنتهي في الثلاثين من يونيو القادم مع إعطاء أولوية لوظائف المعلمين لتنتهي قبل بداية العام الدراسي القادم في موعد أقصاه التاسع من يونيو القادم.
{ وأكد والي ولاية الخرطوم أن هذه التعيينات يتزامن معها استيعاب (15) ألف خريج في مشروعات إنتاجية بدأت الآن الآليات والمعدات المطلوبة لهذه المشاريع في الوصول من خارج البلاد كجزء من التزام الولاية في زيادة الفرص المتاحة للخريجين والشباب في الوظائف الديوانية والوظائف ذات الصلة بالإنتاج. انتهى الخبر الذي تناولته وسائل الإعلام وأفردت له مساحات كبيرة في صدر صفحتها الأولى لأن العطالة قد قصمت ظهر عدد كبير من الأسر السودانية، وأنهكت قوى الشباب وخصمت من رصيد الناجحين والمتميزين، وعليه فإن لدينا بعض النقاط التي لابد أن نشير إليها من أجل إصلاح عام يفيد الوطن والمواطن.
{ وظائف الولاية التي يتم الإعلان عنها من حين لآخر تظل محصورة في بعض العناصر وتحرم عدداً مقدراً من الخريجين الذين باتواً عبئاً ثقيلاً على الأسر التي تعاني الويلات من العطالة، خاصة وأن معظمهم قد دفع (دم قلبه) في الجامعات من أجل مساعدة مستقبلية تعينها على العيش باستقرار، لذا لابد أن تقف الولاية على مشروع الوظائف بصورة مختلفة وتحاول جاهدة أن توزع الفرص بالتساوي دون تدخلات ولا وساطات ولا محسوبية لأن نتائج الامتحانات التي تتم يدور حولها لغط كثير وكثيف، فالممتحن يبذل قصارى جهده ليفاجأ باسمه خارج المقبولين دون أن يعرف نسبة نجاحه أو درجاته التي نالها عبر الامتحان المطروح، الأمر الذي أدخل الشك في قلوب عدد من الخريجين وباتوا لا يأبهون كثيراً لهذه الوظائف التي يعلنها الوالي ويرددها مسؤولو لجنة الاختيار من بعده.
{ وتجربتي مع لجنة الاختيار تمثلت في شقيقي وأبناء عمومتي الذين خاضوا التجربة أكثر من أربع مرات ولم ينجح أحد، ليس لغباء ولا قلة ذكاء لأنهم من حملة شهادات جامعه الخرطوم وكلياتها العلمية ولكن في الأمر حكاية حسب تقديراتي، وعليه لابد أن نطالب بمراجعات جدية تبث الروح من جديد في المتقدمين وتبعث الطمأنينة في القادمين في المرات القادمات، فتقنين القبول ووضع إستراتيجية واضحة لشكل الامتحان يقينا شر الهمس والجهر الذي لم ينقطع يوماً قط.
{ نقدر جهود السيد الوالي واهتمامه المتعاظم بشريحة الخريجين ولكننا في ذات الوقت نعيب الطريقة التي يتم بها القبول والتقديم نفسه الذي يعتمد بشكل كبير على موقع اللجنة الذي يغلق أبوابه ويفتحها بالحظ، ليستمر العذاب المر مع المتقدمين على مدار الساعة، وعليه فإن إعلانات الوظائف باتت تدعو للتهكم والاستهتار أكثر من الفرح والتفاؤل بقادم أخضر، وبما أن الشباب هم دعائم المستقبل لابد أن يبحث الوالي عن منافذ أخرى تعين هؤلاء الشباب على الحراك والعيش بصورة كريمة تحفظ كرامتهم وكرامة أسرهم التي ذاقت الأمرين من أجل الحصول على هذه الشهادات.
{ سيدي الوالي أعد صياغة هذه اللجنة وفوض من يتابع أمرها بشكل جدي، لترسل من خلالها رسائل كبيرة المعاني، تدل على إحساسك بالمسؤولية وحراكك في التفاعل مع الشباب والاهتمام بهذه الشريحة التي نعول عليها كثيراً في المستقبل القريب.
{ أما المشروعات الإنتاجية فإن حكاياتها تحتاج إلى مقالات قادمة نقص من خلالها تجارب كثيرة حتى تعي الولاية أن القضية ما عادت تقارير ترفع وإعلانات توزع على صفحات الصحف السياسية من أجل تعديلات وتبديلات تصب في المصلحة العامة.