أخيره

الصورة الفوتوغرافيَّة .. رسول ذكريات الزمن الجميل!!

عندما تضيق الأرض رغم رحابتها، وتعجز الصدور عن التقاط أنفاسها.. ويجيش الحنين إلى أيام خلت.. يبحر الكثيرون بين طيَّات (الألبومات).. ليتنسّموا عبق الماضي الجميل في الصور الفوتغرافيَّة.. ولسان حالهم يردد: (يا حليل زمان)!! ولا يخلو الأمر من حزن وطرافة.. حزن على أعزاء ظلوا باقين في (إطار الصورة)، لكنهم الآن (خارج إطار الأحياء).. بعد أن غيَّبتهم اللحود التي يمضي إليها الأولون والآخرون.. أما الطرافة فمكمنها غالباً صور الطفولة الشقيَّة.. ومفارقات ما فعلت بنا الأيام!! وهناك الصور (الخاصة) التي يحفظها الكثيرون في أماكن بعيدة عن الأعين.. ويستعيدون بها ذكرى عاطفية.. مفرحة أو مؤلمة!!
{ لمَّن كنتا صغيِّر!!
(الصورة  جزء من اهتمام الأب والأم بطفلهم، إذ يوثقان له لحظات تعزّز الحميمية بين أفراد الأسرة وتدل على الاهتمام وربط الماضي بالحاضر).. هكذا قالت الباحثة الاجتماعية “ثريا إبراهيم” التي أضافت: (والصورة وسيلة لاستعادة الذكريات والحنين إلى الماضي والترحم على أمواتنا، ومن خلالها تنشأ المقارنة في الموقف.. إذن فهي من الأهمية بمكان).
{ حنين العافية!!
وفي (صورة أخرى) من الواقع.. يستبد الحنين بـ “شادية”.. وتشتاق إلى أيامها في (البيت الكبير).. فتفتح (ألبومها) وتقلب صورها عندما بكامل صحتها وعافيتها..
“شادية” التي أقعدها الشلل، وأحالها من شخص سليم إلى قبيلة ذوي الاحتياجات الخاصة، تجمع في صورها – كما قالت لـ (المجهر) – بين حاضرها وماضيها، وتترحم على والديها، وتتذكر أشقاءها بعد أن فرق بينهم الزمان.. حالها كحال الكثيرين ممن يجدون في الصورة ضالتهم.. علها تعيد ولو جزءاً يسيراً من ذكريات أبت إلا أن تكون الصور عنواناً لها!!
{ توثيق الـ (لمَّة)
والصورة الجماعية مؤثر إيجابي تتجسد من خلاله – كما ترى الباحثة “ثريا إبراهيم” – الرحمة والتراحم والترابط، حيث يلتف أفراد الأسرة حول بعضهم مبتسمين في وجه الـ (كاميرا).. التي يومض (فلاشها) معلناً اكتمال التوثيق.. وعندها تحكي الصور في المستقبل أبلغ من الكلمات، وتمكننا من استعادة الماضي متى ما أردنا ذلك.. فهذا تزوج.. وذاك سافر.. وتلك صارت بنتاً.. و.. و…
إذن، تبقى (الصورة)، بمختلف توثيقاتها.. عالماً من الماضي حاضر بيننا.. وقد تطورت وسائل الحفظ حديثاً متجاوزة (الألبومات) إلى الوسائط الرقمية.. لكن تتغير المواعين.. والشعور واحد!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية