(موضوع القطاع) أطلعي منو
{ جاء في أخبار (المجهر) التي لم تنشرها في عدد أمس الأول (الأربعاء)، أن الإدارة الأمريكية وجهت الدعوة لرئيسي وفدي الحكومة وقطاع الشمال المتمرد في جنوب كردفان، بروفيسور “إبراهيم غندور” والفريق “مالك عقار”، لجولة مفاوضات (خاصة) و(استثنائية) في “واشنطن”، وفق أجندة تحددها الإدارة الأمريكية.
{ في برنامج (بعد الطبع) بقناة “النيل الأزرق”، سألني مقدم البرنامج الزميل “محمد العبادي”، عصر أمس (الخميس)، عن خلفيات وأبعاد الدعوة (الأمريكية) للمفاوضات بين الحكومة و(القطاع) على هامش مباحثات الإدارة الأمريكية مع قيادة (المؤتمر الوطني)، ممثلة في الدكتور “نافع علي نافع”.
{ كانت خلاصة إجابتي أن الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وجميعهم ينطقون بلسان (أمريكي)، ظلوا يسارعون باستمرار إلى فض الاشتباك (العسكري) بين الحكومة وأي حركة تمرد، منذ عهد الحركة الشعبية (الجنوبية)، فور إحراز حركة التمرد هدفاً في مرمى الحكومة! فهم يريدون – دائماً – أن يدخل (التمرد) إلى المفاوضات مباشرة بعد تحقيقه نصراً عسكرياً، لمساعدته عبر (المفاوضات) في تحقيق المزيد من المكاسب.
{ وعلى العكس تماماً عندما يكون وضع الحكومة على الأرض أفضل، وتكون قواتها في حالة (حصار) لحركات التمرد، كما كان الحال قبل شهر حول منطقة “جبل مرة” باتجاه جنوب دارفور، فقد خرج المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مندداً باستخدام الجيش السوداني الطيران الحربي فوق (الجبل)!!
{ يصدر التنديد بالحكومة من رئاسة الخارجية الأمريكية في “واشنطن”، أما إدانة (المذابح) والأعمال الإجرامية والبربرية والتخريبية للمتمردين في “أم روابة” و”أبو كرشولا”، فتصدر من مستوى أدنى، هو السفارة الأمريكية ومقر إقامتها بضاحية “سوبا” في الخرطوم!!
{ أفضل رسالة يرد بها (المؤتمر الوطني) على دعوة الإدارة الأمريكية، هي تكليف البروفيسور “غندور” ببرنامج عمل خارجي آخر (طويل المدى) خلال موعد الدعوة، كأن ينشغل باجتماعات ومؤتمرات خاصة باتحاد العمال الأفارقة، أو اتحاد أطباء الأسنان العرب، أو رحلة عمل ممتدة إلى “الصين” لمتابعة تنفيذ برتوكولات التعاون بين (المؤتمر الوطني) والحزب الشيوعي الصيني.
{ أما الدعوة الأساسية للحوار بين أمريكا و(المؤتمر الوطني)، فمن المهم تلبيتها على أن يكون محور أجندتها الحوار حول سبل (تطبيع) العلاقات السودانية – الأمريكية، وإزالة المعوقات عن طريقها، والبحث في مكافحة (لوبيات) العداء المستحكم للسودان.
{ لا فائدة من دعوة أمريكية للتوسط بين الحكومة ومتمردي (القطاع)، فالأولى أن تكون لمعالجة المشكل الأساسي في توتر العلاقات المستمر لأكثر من (23) عاماً بين الخرطوم وواشنطن، الشيء الذي ساعد في (تناسل) حركات التمرد في السودان يوماً بعد آخر، من دارفور إلى كردفان.
{ عزيزتي أمريكا.. دعوتك مقبولة.. لكن (موضوع القطاع).. (أطلعي منو).
{ جمعة مباركة.