غياب الدراما السودانية عن الفضاء العربي .. أزمة ثقافة أم أزمة إمكانيات ؟!
الخرطوم – ملاذ ناجي
منذ الصغر اعتدنا متابعة القنوات العربية والعالمية وإن كان انسجام السودانيين مع العرب هو الرائج اكثر و علي صعيد الفضائيات الدولية نجد أن ميلنا لمتابعة الدراما والافلام العربية هو الاكثر انتشارا مما عداه من برامج وغيره ففي كل الفضائيات العربية نجد الدراما منتشرة بكافة الاشكال والالوان ومن كافة الدول العربية (عدا السودان) ففي الماضي كانت الدراما المصرية هي المتسيدة علي سدة عرش الشاشات الا انه منذ بضعة سنوات ونيف طفت علي السطح موجة من الدراما السورية والخليجية وقد لاقت نفس القبول والانتشار العريض الذي لاقته الدراما المصرية حتي انها اصبحت منافس خطير لدراما هوليوود الشرق.
وكل ماسبق ذكره إن دل على شيء فإنما يدل على ان المنافسة ممكنة ولو تأخر وقتها فتسيد المصريين للساحة الفنية لعدة اجيال لم يستطع ان يصمد طويلا امام منافسة الدراما العربية المتوافدة بكثرة مؤخرا .
طرحنا القضية علي عدد من المعنيين بالشأن الدرامي لمحاولة الخروج لبر الامان والعثور علي إجابة للسؤال المطروح هل من الممكن ان نري درامتنا السودانية يوما معروضة علي الشاشات العربية..؟؟
*أبوبكر الشيخ: علي الدولة النظر في أمر الدراما
حول الموضوع يقول المخرج المعروف أبوبكر الشيخ نحن كدراميين نحاول أن نحيي الدراما السودانية داخليا وهذا في نطاق حدودنا اما عن مسألة توصيل درامتنا السودانية للعالم العربي فهو موضوع بالغ الأهمية ولكنه صعب مع أنه ليس مستحيلا ويتم الامر عن طريق جعل شأن الدراما شأن رسمي وان يناقش هذا الموضوع في أروقة رئاسة الجمهورية. كما حدث في معظم الدول العربية التي عرفنا شوارعها وحواريها من خلال الدراما فالدراما هم لا يقل اهمية وشأنا عن الدبلوماسية وهكذا توقر الاجهزة الاعلامية الدراما وتحدث نقلة في انتاج وتسويق الدراما.
ممثلة معروفة قالت عن الأمر : لا أمل لنا في أن تصل درامتنا خارجيا لأن المشكلة في الأساس كبيرة فالاغلبية يعتقدون اننا لا نملك انتاجا اصلا ولكن الحقيقة هي اننا نمتلك مسلسلات عديدة لم ترى النور بعد لأننا نتعامل معها بواقع (الكرتنة) اي ان يتم الصرف علي العمل وانتاجه والصرف عليه ثم لا يري النور بعد ذلك والمشكلة الثانية ان الممثل السوداني يعاني من ازمة ثقة في نفسه ويري انه لايستطيع ان يغادر مكانه او يتزحزح عنه قيد انملة فلو قلت لممثل سوداني ان العمل سيعرض علي قناة سودانية فهو سيكتفي و يهلل وغير ذلك اود ان اوضح امرا الوسط الدرامي يعاني من حالة حقد عامة فأي ممثل ينظر في طبق الاخر و زميلك يحقد عليك ويحسدك علي الأدوار التي تقدمها فحتى نعرض منتوجا خارجيا علينا ان نترقي داخليا ونحب الخير لبعضنا بعضا وان نبتعد عن وهج الانا وحب الذات وان نضع رفعة الدراما ونهضتها هي الاهم وهي الهدف وعن نفسي لا اخفيكم امرا أنا مصدومة من حال الدراما والدراميين ولا داعي لأن نخدع انفسنا ونكذب علي بعضنا اجل نحن نعاني من مشكلة انتاج ولكن هذه ليست كل المشكلة ولا هي الموضوع الاساسي.
تحليق الدراما السودانية عربيا بل وعالميا هو حق مشروع وحلم مؤجل طالما في الأفق شباب مبدع وخلاق امتلك القدرة على التغيير العام في البلاد فمن المؤكد أنه سيمتلك المقدرة على تغيير واقع الدراما ولو بعد حين.