أخبار

الرسالة!!

اختارت الحركة الشعبية قطاع الشمال أن تبعث برسالتها السالبة نحو حكومة الجنوب (لإحراجها) أمام ضيفها المشير “عمر البشير” نهار وصوله “جوبا” أمس، بالهجوم عبر الراجمات على مدينة “كادوقلي” لإثبات الذات؛ ولتقول للعالم إنها قادرة على القتال حتى ولو تقارب الشمال والجنوب وبلغا مرحلة فتح الحدود وإنهاء سنوات القطيعة والإقبال على التعاون المفضي لتكامل اقتصاد بين شعبين قسّمت السياسة جغرافية وطنهما ولم تفلح في تقسيم الوجدان الواحد.
{ الحركة الشعبية قطاع الشمال قصفت “كادوقلي” أمس في الوقت الذي اقتربت فيه الوساطة الأفريقية من إعلان موعد المفاوضات القادمة، لتعيد الحركة الشعبية (تكتيكات) بالية (جربتها) من قبل حينما كانت الحركة تهاجم المدن مع كل إعلان جولة تفاوض، وهي تعتقد خطأً بأن الهجوم على مدينة قد يبدل من موازين القوى على أرض الواقع.. وللحركة الشعبية سجل مخزٍ من محاولات الكسب في الساعات الأخيرة.. وتقف أحداث (توريت) و(نجيول) و(ملكال) شاهداً على ما نقول.. والآن قطاع الشمال يعيد ذلك المنهج القديم، وقد حارت به الدروب وبات مواجهاً بحقائق على الأرض زلزلت وجوده وأضعفت التعاطف الذي وجده إقليمياً ودولياً، وقد هاجم قطاع الشمال من قبل (كادوقلي) حينما اجتمع أهلها لدعم التفاوض مع القطاع حينما (مانعت) الخرطوم ورفضت الاعتراف به.. والآن يعيد قطاع الشمال ذات المنهج البائس ويهاجم (كادقلي) براجمات الصواريخ من منطقة (أم سردية)، ظناً منه أن الهجوم يحقق له مكسباً ويفخمه وينفخ (أوداجه) قبل لقاء “أديس” المرتقب.
والهجوم على (كادوقلي) في يوم زيارة “البشير” إلى جوبا من شأنه أن يضع علاقات القطاع (الرحمية) مع حكومة الجنوب في المحك.. ويدعم في الوقت ذاته التيارات الحربية في الشمال والجنوب ويفتح مرقصاً نهارياً للذين يتربصون بالسلام ويتحينون الفرص للانقضاض عليه.. ولكن الأنشطة البائسة يجب أن تجعل الحكومة أكثر إصراراً على التفاوض وسلك دروب السلام لأنها تكسب سياسياً ودبلوماسياً ويخسر قطاع الشمال حلفاءه وأولياء نعمته.
{ إن دعاة الحرب تسوءُهم جداً نفحات السلام وعبور “البشير” الجسر للطرف الآخر ولقاء “سلفاكير” في جوبا وكتابة السطر الأخير في عودة الصفاء بين “الخرطوم” و”جوبا”.. فكيف لا تستهدف خطوات التقارب بأعمال عدائية؟! ولكن السلام كخيار سيواجه مصاعب وعقبات وتربصاً حتى ولو على طريقة الضرب بالراجمات على المدنيين كالذي شهدته (كادوقلي) أمس.
{ خلال الأسبوع الماضي حدثني اللواء “الرحيمة”، قائد الفرقة بكادوقلي، عن استعدادات القوات المسلحة لصد أي عدوان مرتقب على المدن الكبرى في جنوب كردفان بعد التوقيع على اتفاقية التعاون، وأنهم (يتحسّبون) جيداً لتصرفات قطاع الشمال. وقد صدق اللواء “الرحيمة” لأنه من قلب المنطقة و(يعرف) كيف يفكر الآخرون.. وقد تصدت القوات المسلحة أمس للراجمات التي قصفت (كادوقلي) من جهة الشرق ولاذ المتمردون بالفرار بعد أن سدت القوات المسلحة في وجوههم الدروب، ولم يتبقَّ إلا مثل هذه الأنشطة الدعائية والرسائل المفتوحة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية