شكراً والي الخرطوم
{ أصدر والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” قراراً يمنع القيادات من الترشح لقيادة الأندية الرياضية باسم المؤتمر الوطني. ورغم أن القرار قد وجد استنكاراً من قبل (سماسرة) الانتخابات وأدعياء هذا الزمان، إلا أنه نزل برداً وسلاماً على كل أهل الرياضة في رابعة نهار الأمس، إذ أن المضمون يبيّن أن الدولة حريصة على إبعاد السياسة من الرياضة، واستنكارها تصرفات بعض المنسوبين إليها وإصرارهم على الدخول في حلبة التنافس باسم الحزب.. الأمر الذي خصم من رصيد المؤتمر الوطني ومن قاعدته العريضة وسط جماهير الرياضة.
{ ويبدو أن “الخضر” أراد أن يغلق الباب الشاسع الذي ولج بموجبه عدد مقدر من الإداريين للتربع في قيادة الأندية دون رصيد وافر من الخبرة أو المؤهلات التي تمكنهم من قيادة الدفة بنجاح يحسب للرياضة وللشخصية المعنية، لأن الحديث ظل منحصراً في أن (المؤتمر الوطني عايزني) و(فلان ساندني)، وغيرها من العبارات التي جعلت البعض يتركون الجمل بما حمل ويغادرون إلى غير رجعة، ظناً منهم أن الدولة (سيّست) الرياضة وضربت عرض الحائط بكل المبادئ والقيم الرياضية التي تنادي بأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية.
{ فعلها والي الخرطوم بشجاعة يحسد عليها، ورددها من خلفه وزير الشباب والرياضة الولائي “الطيب حسن بدوي” إيذاناً بانطلاقة جديدة تعين القائمين على أمر الرياضة في أن ينصرفوا إلى كيفية حل المشاكل التي تعترض المسيرة دون النظر في دفتر الترشح وتدخلات الحزب المزعومة التي اقتات من خلفها المئات وصنعوا من خلالها مجداً زائفاً كانت حصيلته أن تموت الرياضة وتتراجع بالشكل الذي رأيناه في نتائج المنتخب وأندية القمة.
{ الخطوه إيجابية، والقرار جاء في التوقيت المناسب، خاصة وأن هناك اتجاهاً لقيام جمعيات عمومية مختلفة لا بدّ أن تضع في حساباتها القرار الأخير وتنطلق بأمان إلى مرافئ النجاح القادم. ولكن قبل ذلك كله نخشى أن لا يتم إنزال القرار إلى أرض الواقع، وأن تحاول تلك العصابات أن تضرب عرض الحائط بكل حيثياته، لأن (لقمة) العيش ستمكنهم من التحالف مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافهم ومراميهم المعروفة.
{ السيد الوالي لا بدّ أن يتفهم ويتحسب لكل هذه الأطروحات، ومن ثم يكلف آخرين من أجل متابعه القرار وإنزاله على أرض الواقع، على أن يكون للسيد الوزير “الطيب حسن بدوي” اليد الطولى في التنفيذ بالشكل المطلوب، لأن مفاتيح اللعبة مفهومة لسيادته ولإدارة وزارته.
{ شكراً السيد الوالي، فهذا الحراك يمنحنا إحساساً بأن القيادة ما زالت بخير، فقد سئمنا الضرب تحت الحزام وديناصورات العمل الرياضي و(أصحاب الحلاقيم الكبيرة) المهمومة بهضم الذمم والقيم والأخلاق.