لا مكان للجيوش (البربرية)
– 1 –
{ عند التوقيع على أي (اتفاق سلام) قادم مع أيّ من حركات التمرد في (دارفور) أو ما يسمّى (الحركة الشعبية – شمال)، فإن أهم ما ينبغي أن تنتبه له حكومتنا ووفدها المفاوض أنه لا مجال مرة أخرى لوجود (جيشين) في دولة واحدة لأكثر من (شهرين)، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقد لدغنا مرات ومرات، مرة من (الجيش الشعبي – الجنوبي) و(الجيش الشعبي في جبال النوبة والنيل الأزرق)، و(جيش مناوي)، و(جيش أبو القاسم إمام).. وهلمجرا ..!!
{ لو أنهم نفذوا بنود الترتيبات الأمنية في اتفاقية (نيفاشا)، لما كانت هناك جيوش متمردة تقاتل الآن في جبال النوبة والنيل الأزرق، ولو أنهم طبقوا بنود “أبوجا” عاجلاً غير آجل، لما كانت هناك قوات تابعة لـ”مناوي” تقاتل حتى اليوم في “مهاجرية” و”لبدو” !!
{ لكن (المتمردين)، وباستمرار، يريدون الاحتفاظ بقواتهم ليوم كريهة، وتمرد!!
{ يوقعون على (اتفاقيات السلام)، ويتباطأون في تنفيذ إجراءات (التسريح) و(إعادة الدمج)، لأنهم يضمرون يوم التوقيع العودة إلى التمرد مرة أخرى، بعد التهام قطعة (الجاتوه) السلطانية، والتخلص من فضلاتها داخل (دورات مياه) الحكومة!!
{ ظل “مالك عقار” رئيساً للحركة الشعبية – قطاع الشمال، و(والياً) في ولاية النيل الأزرق، وقائداً للجيش الشعبي (الشمالي) برتبة “فريق”، وربما يستعد لترقية نفسه إلى رتبة (المشير) قبيل التوقيع القادم على اتفاق جديد مع الحكومة تحت شعاره المتجدد: (أنا رئيس وعمر البشير رئيس.. وأنا عندي جيش والبشير عندو جيش)!!
{ لا مجال بعد اليوم للسماح بفوضى (الجيوش) والمليشيات (البربرية)، فتسرح كما كانت هنا في شوارع “الخرطوم” أو هناك في أحياء وفرقان “الدمازين” و”كادوقلي” و”الدلنج”.. انتهى هذا العهد وتخلصنا وللأبد – إن شاء الله – من ذلك الكابوس المرعب.
{ قبل ثلاث سنوات، قابلت أحد معارفي من شباب “أم درمان”، وهو من الذين لا يفقهون كثير شيء في السياسة، غير أنه يمتلئ حيويةً وحماساً ورغبة دائمة في (المغامرات) و(المشاغبات)، اتساقاً مع مراهقات عمره (العشريني).. أخرج لي من جيبه بطاقة عسكرية تحمل صورته وشعار (الجيش الشعبي) وأمام اسمه رتبته (المزوّرة).. وهي (نقيب) في جيش الجنرالات “عقار” و”الحلو” و”عرمان”..!!
قلت له: كيف حصلت عليها، وماذا تريد بها؟
رد ضاحكاً: (دفعت خمسمائة جنيه فقط. .واستخرجوا لي هذه البطاقة!! وأستفيد منها في (تظليل) العربية.. وناس المرور ما بقدروا يسألوني فأنا ضابط في الجيش الشعبي)!!
{.. وإتفرج يا “غندور”!
{ إذا أرادوا أن يعودوا مواطنين مدنيين (عاديين).. أهلاً وسهلاً.. عاوزين يقولوا لينا جيش.. وستين ألف جندي.. وضباط.. ولواءات.. خليهم قاعدين في “كاودا” و”كمبالا” و”أديس أبابا” إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
– 2 –
{ كنتُ حريصاً جداً على مرافقة وزير الاستثمار المثابر الدكتور “مصطفى عثمان اسماعيل”، والسفير النشط “أحمد شاور” الأمين العام لجهاز الاستثمار القومي، للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي السوداني – السعودي الذي تستضيفه العاصمة السعودية “الرياض” خلال اليومين المقبلين، غير أن ترتيبات خاصة بالعيد الأول لـ (المجهر) تمنعني من السفر وتضطرني للاعتذار.
أرجو أن يكون هذا المؤتمر الذي يضم رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين (فاتحة خير) لمرحلة جديدة من الاستثمارات السعودية (الضخمة) في بلادنا على كافة الأصعدة الاقتصادية، الزراعة، والصناعة، والإنتاج الحيواني، والخدمات والفندقة والسياحة.
{ آآمين.