الطريق إلى "واشنطن"
{ تطوير العلاقات بين السودان وأية دولة أخرى صغرى أو عظمى ليس مسؤولية وزارة الخارجية وحدها، وإن كانت هي (اللاعب) الأساسي والمحوري في مباراة الدبلوماسية الدولية.
{ علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية دروبها شائكة، وملفاتها معقدة، ولم تستطع الدبلوماسية (الرسمية) حتى الآن الوصول بها إلى (نقطة ارتكاز) وتفاهم تنطلق منها إلى مرحلة القبول بالآخر، والاتفاق على الحد الأدنى من المصالح المشتركة، إلى حين بلوغ مرحلة (التطبيع الكامل) بعد عام أو اثنين أو خمسة!
{ في هذا الإطار، فإن نشاط أي (دبلوماسية شعبية) مهم، خاصة أن (أعداء) السودان وخصومه في أمريكا يندسون داخل (لوبيات) ومجموعات ضغط (شعبية) تتمثل في منظمات المجتمع المدني، الإنسانية، والمتخصصة في مجال الحريات وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، إضافة إلى المجموعات (الكنسية) و(الصهيونية) و(الأفريقانية).
{ الشركات التجارية ورجال الأعمال السودانيين يمكنهم أن يلعبوا دوراً مهماً في ممارسة (ضغوط عكسية) على الإدارة الأمريكية والكونغرس عبر علاقات مصالح مع شركات ورجال أعمال مهمين ومؤثرين في الولايات المتحدة، وقد علمتُ من أحد رجال الاقتصاد في بلادنا قبل عامين أنَّ بعض الولايات والشركات الأمريكية حصلت على أحكام قضائية تسمح لها بالتعامل التجاري مع السودان، متجاوزة عقبة العقوبات (الحكومية) الكؤود، ولكن هل نشطت مؤسساتنا الاقتصادية العامة والخاصة في استغلال هذه الاستثناءات والولوج إلى أمريكا عبر هذه (الثغرات)، وزيادتها بالمزيد من اتفاقيات (البزنس) وتشبيك المصالح؟!
{ الإجابة: (لا) بالتأكيد!! بل إن بعض المهمين سياسياً واقتصادياً في دولتنا قد لا يعلمون بهذه المحاولات والاجتهادات (الخاصة) من أطراف (أمريكية) ترغب جادة في البحث عن مصالحها في بلادنا.
{ أسماء مهمة في دنيا الاقتصاد السوداني تربطها صلات تجارية أو علاقات بأمريكا مثل السيد “أنيس حجار” و”أسامة داؤود عبد اللطيف” و”أمين النفيدي” مطلوب منهم أدوار وطنية حقيقية بعيداً عن الوساطات السياسية لدعم (لوبيات المصالح السودانية الأمريكية) إن كانت قد تشكلت بالفعل مجموعات بهذا التوصيف، وإن لم تتشكل فليس عسيراً أن يفعلها هؤلاء وغيرهم.
{ الأستاذ “علي مهدي” نائب رئيس الاتحاد الدولي للمسرح، وصاحب مهرجانات (البقعة) المسرحية ابتدر محاولة جديرة بالاهتمام في هذا الاتجاه بدعوته لعدد من الناشطين الثقافيين والمسرحيين الأمريكان، وأبرزهم أحد المسؤولين بمكتبة “الكونغرس”، لزيارة السودان، فنزلوا ضيوفاً عليه وعلى مهرجان (البقعة) خلال الأيام القليلة الماضية.
{ تجاوزوا (المبعوث) الأمريكي (السابق)، و”سوزان رايس” ومجموعات الأزمات وافتحوا الطريق إلى “واشنطن” بآليات (البزنس) والثقافة، حتى نمنع تعيين مبعوث أمريكي (لاحق)، يضرنا، ولا يخدم أمريكا.