أخبار

إقالة غازي وعودة غازي؟

{ المكتب القيادي للمؤتمر اتخذ قراراً بإزاحة د.”غازي صلاح الدين” عن رئاسة الهيئة النيابية وعين “مهدي إبراهيم” بديلاً عنه.. وفي صيغة القرار شيء من التقدير والاحترام لدكتور “غازي” فالحكومة في السنوات الأخيرة أصبحت حينما تستغني عن خدمات أحد وزرائها أو ولاة أمر الشعب لا تمنحهم حتى فضيلة إعلان قرار إعفائهم من المنصب لتتكبد مشاقاً، فقط تصدر قرارها بتعيين الوزير أو الوالي أو المدير الجديد ليصبح الوزير السابق تلقائياً مستغنى عن خدماته! وبعض المقربين من مفاصل حزب المؤتمر الوطني يبررون إنهاء خدمات “غازي” في الهيئة البرلمانية لغيابه الدائم عن اجتماعات القطاع السياسي والمكتب القيادي.
وضمور نشاطه في الحزب منذ فترة ليست بالقصيرة إضافة لبعض الآراء والتصريحات التي (تعبر عن غازي). لا عن حزبه!
الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني من جهتها رفضت وصاية المكتب القيادي عليها لا حباً في “غازي” ولا رفضاً لتعيين “مهدي” ولكنها كانت تعتقد في نفسها أنها تستحق شرف تقرير مصيرها واختيار من يقودها وأن لا يمارس الحزب (أبوَّة) عليها كأنها لم تبلغ الحلم ولا الرشد الذي يجعلها تختار من هو أهلٌ بقيادتها، وقد خرجت الهيئة بالحديث عن دوائر الصمت (المغلقة) إلى فضاء التعبير المفتوح لتعرض بضاعتها في رصيف السوق غير مبالية بالأتربة والملوثات مع أن وجود هيئة برلمانية لنواب حزب يسيطر على (98%) من عضوية البرلمان مسألة لا مبرر لها.. وإذا رغب أعضاء البرلمان عن المؤتمر الوطني يمكن عقد اجتماع خاص بهم داخل قبة البرلمان.
الاستئذان من (حبة المعارضة) الموجودة في البرلمان بلطف شديد وأريحية يستطيع “السميح الصديق” أن يطلب من د.”إسماعيل” ومن معه من حزب المؤتمر الشعبي و”مسار” حليف الوطني سراً وعلناً و”الزهاوي إبراهيم مالك” أن (يتركوا) نواب الوطني لوحدهم ويتم صرف بعض الموظفين، وينتقل “أحمد إبراهيم الطاهر” من مقعد الرئيس لمقعد قريباً منه ويبحث نواب المؤتمر الوطني ما اشتكل لديهم من قضايا.. ولكن النواب (اختير) لهم “غازي” رئيساً ثم استغنى الحزب عن خدماته وجاء “بمهدي إبراهيم”.
لماذا لا يترك لنواب المؤتمر الوطني اختيار رئيسهم من تلقاء أنفسهم وبالمواصفات التي يختارونها هم، ويرتقي رئيس الهيئة تلقائياً لعضوية الهيئة العليا للحزب من مكتب قيادي ومجلس قيادي وقطاع سياسي؟ أم النواب غير مؤهلين لاختيار رئيسهم؟ وهل لو ترك الحق للنواب بلا وصاية وأبوية سيختارون “مهدي إبراهيم”؟
بالطبع “مهدي إبراهيم” مثقف وسياسي يمثل الجيل الثاني في الحركة الإسلامية ومن (أهل البيت) وأصحاب النفوذ الواسع ولكنه بعيد عن نواب المؤتمر الوطني لن يزور نائب الطينة إذ مرض ونقل لمستشفى أم بدة، ولا يعرف شيئاً عن نائب دائرة سنكات، ولا يشعر بأن هناك نائباً يمثل دار حمر اسمه “آدم يس” التهمت النيران قريته، ولا يصافح نائب السكوت والمحس إلا إذا كان من أهل الشأن والنجوم والنفوذ.. ومثل “مهدي إبراهيم” لا يمثل نبض النواب الحقيقي بقدر ما يمثل رغبة ومصالح القيادة العليا.. فلماذا لا يتولى النواب اختيار رئيسهم وهم شركاء في الحزب و(أصلاء) في الانتماء فلا ترفعوا كل يوم قميص (الحزب رشحكم) في وجوههم حتى لا تبحثوا عنهم يوماً ولا تجدوهم!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية