البشير: حدودنا مع مصر ستظل علي الخرائط فقط
وعد الرئيس “عمر البشير” نظيره المصري “محمد مرسي” بأن تظل الحدود بين السودان ومصر في الخرط الجغرافية التي رسمها المستعمر، وتعهد بإزالتها لصالح حرية حركة المواطنين وانسياب السلع التجارية وتنفيذ اتفاقيات الحريات الأربع بين الدولتين. وأنهى الرئيس المصري “محمد مرسي” مساء أمس زيارته للبلاد بعد أن التقى عدداً من كبار المسؤولين في الدولة ورموز الأحزاب السودانية .
وقال “البشير” في مؤتمر صحفي مشترك بمطار الخرطوم الدولي عصر أمس (الجمعة) قبيل مغادرة “مرسي” البلاد، قال: (ستزول الحدود لأننا لم نكن طرفاً في رسمها بين السودان ومصر بعد أن وضعها المستعمر، ولن تكون هنالك توترات بيننا باتهمات “انتو شلتو أرضنا ونحن شلنا أرضكم” ، الأرض لنا جميعاً). وأشار الرئيس إلى أن الزيارة سيكون لها ما بعدها.
مصر تتسلم خرط المنطقة الصناعة
وكشف “البشير” عن إنشاء منطقة صناعية للصناعات المصرية بالخرطوم وحددت المساحة وسلمت الخرط للجانب المصري .
وأشار إلى تواصل السودان مع دول حوض النيل، مبيناً أن هناك لجنة دولية تضم خبراء من (السودان، مصر وإثيويبا ) لدراسة سد الألفية لضمان أن لا يكون للسد تأثيرات سالبة على مصر والسودان.
وأضاف أن السودان سيتوصل لاتفاق مع “إثيوبيا” في حوض النيل الشرقي كما يسعى السودان كذلك للاتفاق مع دول الحوض النيل الجنوبي.
وأضاف “البشير” أن محاولات خلق أزمة بين دول المنبع في حوض النيل ودول المصب ( السودان ومصر) كلها محاولات لخلق فتنة، وزاد قائلاً: (نحن قادرون على تجازوها).
في انتظار التوقيع على الحريات الأربع من قبل القاهرة
وحول تنفيذ اتفاقيات الحريات الأربع قال “البشير”: (نحن صادقنا عليها ونحن في انتظار التوقيع عليها من الجانب المصري وإجازتها)، وزاد قائلاً: (نحن كحكومات مهمتنا إزالة العوائق وتسهيل حركة المواطنين والسلع، أما الحدود الموجودة في الخرط ستظل موجودة في الخرط وليس لدينا عصبية في الحدود لأن السودانيين لم يكونوا طرفاً في رسم الحدود السودانية المصرية، وعندما تنفذ الاتفاقيات ستصبح منطقة جمركية واحدة وستزول هذه الحدود ولا توجد توترات ولا مشاكل) .
مرسي يعتبر زيارته حجر زاوية لبدء التعاون
من جانبه وصف الرئيس “محمد مرسي” زيارته للسودان بأنها تمثل حجر زاوية أساسياً ومحورياً في فتح باب التعاون وصولاً لتكامل حقيقي بين البلدين ينتهي إلى الوحدة الكاملة. وكشف عن الاتفاق حول قيام مشروعات مشتركة في الزراعة والثروة الحيوانية بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي والوصول إلى تعاون اقتصادي.
اتفاق على انعقاد قريب للجنة المشتركة بين البلدين
وأوضح الرئيس المصري أن المباحثات تطرقت لقيام مزرعة بحثية تكون بمثابة بيت خبرة في الزراعة، وقال إن انعقاد اللجنة المشتركة في القاهرة قريباً، ثم تتوالى اجتماعاتها كل ستة أشهر .
وأكد “مرسي” موقف مصر الداعم للسودان وأمنه واستقراره في مختلف الأطر الإقليمية والدولية بجانب دعمها لجهود تحسين العلاقات بين السودان وجنوب السودان، ودعم مفاوضات سلام دارفور ومؤتمر المانحين بالدوحة، وجهود إعمار وتنمية شرق السودان.
وفيما يتعلق بحوض النيل قال “مرسي”: (إننا متفقون مع السودان على ضرورة التوافق بين دول الحوض حتى لا يؤدي أي مشروع يقوم إلى ضرر دولة من دول حوض النيل).
“مرسي” بمسجد النور
وكان الرئيس المصري أكد لدى مخاطبته المصلين بمجمع النور الإسلامي بالخرطوم بحري عقب صلاة (الجمعة) أن قيادة البلدين ستربط شعبي مصر والسودان ليكونا شعباً واحداً وقيادة واحدة، وزاد: ( سنفتح الطريق الشرقي والساحلي وكل الطرق ليعود الخير على الشعبين الكريمين اللذين يستحقان كل خير).
“الترابي” يزور مصر
من جانبه قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي “حسن الترابي” في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس “مرسي” بمقر إقامته بفندق (كورنثيا)، قال: (نحن جئنا ما كنا ندري كيف كل الأحزاب ستلقاه معاً لأن وقته مزدحم، حدثناهم من العسير أن تجمع كل الأحزاب كأنهم للعرض فقط وما رأينا أحزاب المعارضة الأخرى)، وأضاف بالقول:(من الخير أن يلتقي “مرسي” كل أحزاب الحكومة والمعارضة حتى يتبين حيثيات الحياة السياسية)، وقال “الترابي” إنه طلب من الحكومة المصرية أن يمدوا حبال العلاقات بين الشعوب في التجارة والسياحة وأي مجال، فالشعوب تتعامل مع بعضها وهذه أضمن لتقربنا للمثال الأوربي). وكشف “الترابي” عن زيارة له لمصر دون أن يحدد مواعيدها. وبخصوص وجود مبادرة مصرية لتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة، قال “الترابي”: (ما سمعت بمبادرة لتقريب وجهات النظر بين الإسلاميين).
“نافع”: “مرسي” شجعنا على التواصل مع الأحزاب المصرية
وقال مساعد الرئيس “نافع علي نافع” إنهم سوف يبذلون قصارى جهدهم من أجل عمل سياسي واقتصادي مع القوى والأحزاب السياسية المصرية بتوجهاتها كافة لتأسيس علاقة شعبية عميقة متأصلة بين الشعبيين.
وأضاف د. “نافع”: ( الرئيس المصري تحدث عن مؤتمر الأحزاب الأفريقي الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري الذي نطمع أن يكون على مستوى أفريقيا من أجل حشد الجهود الحزبية والشعبية لتحول سياسي يعمل على التواصل بين الدول الأفريقية).
وأبان: (إن الرئيس “مرسي” شجعنا على المضي قدماً في طريق التواصل السياسي بين الأحزب السودانية والمصرية وأن يكون الحوار عميقاً لتحقيق الاستقرار في البلدين).
لقاء “مرسي” و”طه”
ومنذ صباح أمس التقى الرئيس المصري النائب الأول “علي عثمان محمد طه” وقيادات من الأحزاب السياسية السودانية والحركة الإسلامية وجماعة الأخوان المسلمين بالسودان. وقال الأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن” إن اللقاء مع “مرسي” تطرق للهم العام للحركة الإسلامية في السودان ومصر ومناقشة قضايا الشباب، بصفة خاصة مواجهة التغريب. وعلى الرغم من أن “الزبير” أشار إلى أنه لم يسمع بمبادرة طرحها الرئيس المصري لتوحيد الإسلاميين في السودان إلا أنه قال: (ما سمعت بمبادرة أي مساهمة لتوحيد الإسلاميين في السودان والقوى الوطنية بصورة عامة وجمعها حول برنامج يؤدي نحو إحلال السلام والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف والحرب، لكن من الممكن أن تكون المبادرة من الرئيس المصري ومن كل الأخوان الذين يمكنهم أن يساهموا معنا في هذا المجال ويكون مقبول جداً للجميع وسيكون له قبول من كل الأطراف من خلال تجاوب المعارضة بقبولها مبدأ الحوار).
“موسى محمد أحمد” و”مرسي” وحديث عن العقبات في حلايب
وقال مساعد الرئيس “موسى محمد أحمد” رئيس جبهة الشرق إن اللقاء تناول الكثير من القضايا التي تهم البلدين الشقيقين والعلاقات الأزلية المتجذرة وكيفية تطويرها وتعزيزها في المرحلة القادمة .
وأضاف “موسى” أن اللقاء تناول كيفية تذليل العقبات التي تعترض العلاقة في مثلث حلايب والعودة لحالة ما قبل 1995، مشيراً إلى أن الرئيس المصري وعد بتذليل كل العقبات والمشاكل وإزالة التحديات في المنطقة .
وفي لقاء حزب الأمة القومي ..
كشف نائب رئيس حزب الأمة القومي “فضل الله برمة ناصر” عن وعد من القيادة المصرية بالسعي لحل مشاكل دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وأكد “ناصر” أن الرئيس “مرسي” أبدى اهتمامه بالأمر وجدد حرصه على أنه سيعمل كل ما في وسعه لمعالجة قضايا السودان. .
أما رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية “الصادق الهادي المهدي” فقد قال: (نتمنى أن يرى النور ما وقع من اتفاقيات قريباً ونتمنى لمصر مستقبلاً زاهراً واستقراراً وطرحت على الرئيس أهمية التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان على أن تسمى منطقة حلايب بمنطقة الحبايب.”