الاعمدة

ملاذ ناجي تكتب.. سقطات فضائية .. !!

حالة من التوهان و (الكركبة) يمر بها الوسط الفني عامة وشاشاتنا السودانية خاصة في هذه الأيام، فعلى الرغم من أننا إعتدنا بعد مرور كل يومين أن يظهر لنا أحد الصبية بأحد المنلوجات التي لا أقل تقل رداءة وسوء عن غيرها مما أنتجه زميله أو صديقه غير عابئين بالمنعطفات الخطيرة التي تمر بها البلاد وكأن هذا الوطن لا يعنيهم أو لا يمت لهم بصلة فبعد أن صدمنا سابقا بسفاسف الأغنيات وأقبحها فوجئنا بعد مدة قصيرة بأن هذه الأغنيات وأصحابها بات وجودهم على شاشاتنا الموقرة في الأعياد فرض عين علينا وكأنهم من المسلمات وكأننا نساعد على وجودهم وتفشيهم.
وحقيقة لا أدري من السبب الأساسي في تسرب مثل هذه الآفات إلى المجتمع الذي عرف حتي وقت قريب بأنه مجتمع معافي فنياً وسليم ذوقياً .. ؟ وهل الخطأ خطأ شعراء شباب سعوا خلف التكسب المادي أم خطأ مطربين إهتمامهم بالعدادات وساقط الكلم أهم عندهم من كل ماعداه، وان كان إحدى قضايا الساعة ودونكم مايحدث فهذا يطالب بألف دولار وذاك يريد خمسين ألفا مقابل كلماتهم التي يستطيع أي طفل لا يعي معنى مايكتب كتابتها ولا أسفاً في كل هذا علي المستمع المغلوب علي أمره ،، وآخر يجاهر بعداده الباهظ كون (حقنة التفتيح) التي يستعملها كل ستة اشهر ثمنها (الف دولار) اي والله هذا ما يدور حرفيا في فضائياتنا التي يشاهدها العالم أجمع.
هل المشكلة فينا كجمهور أم في الفضائيات (الفقعت مرارتنا) أم الفنانين الشباب فهذا يريد أغنية ضاربة ( تطلعوا ) وذاك يريد أغنية ( هجاجة ) تاتيه بعدادات أكتر وهذا (يجلطنا) بتصريحاته عساه يلفت النظر…الخ ،، أم أن الازمة إستفحلت أكثر وكبرت حتي أصبحت أزمة جيل لا يحب إلا الهابط ولا يستمع إلا لإغاني القاع مما خفت قيمته وعلا إيقاعه حتى ابتلع التمدد الهبوطي في طريقه وسحق كل مايقابله من غناء جاد وعميق من حيث الكلمة واللحن والأداء أم علينا ان نتوقع أن تصيب حالة من الإحباط البقية الباقية ممن يتمسكون باطراف ثوب التجربة السوية الخالية من الإسفاف والشوائب ويعون جيدا ان لهم أدوار أخرى غير تشويه الأغنية السودانية
حاولت أن أستعرض في مخيلتي بعض الحلول لأقوم بطرحها ولكن … لم أجد من حلول سوي حل واحد عملي وواضح وهو قمع هولا العابثون بمنع الإستماع لهم حتي في الحفلات وبيوت الأعراس ناهيك عن القنوات والإذاعات لكي لا يتمددوا ويتفشوا في جسد الإغنية السودانية المترنح الماً من طعنات أغانيهم وكلماتهم وربما بمحاولات قمعهم يرحمونا من الجملة المكررة ( الجمهور عايز كدا ) لأن الجمهور لا عايز كدا ولا شي ،، فليس معني أن يشب أحد صبية ( الطاشرات ) هاتفاً بأنه يريد هذه الأغنية أو تلك ان هذا ذوق عام وأن كل الجمهور ( عايز كدا) فهناك من يتبرم ويتضجر لهذا المستوي الشعري والغنائي ولفهمكم ان ماتقومون به يسمى فنا فالذي وصلنا اليه قسراً كان دون أرادتنا فالإرتقاء بالذوق العام يحتاج لكثير جهد وبعضاً من عناء وله درب طويل أول خطواته قمع عبث صبية لا يعرفون من الغناء إلا هشه ومن الشعر إلا ركيكه ،، ومن ثم محو جملة ( الجمهور عايز كدا ) حتي لا تقع المسؤولية علي الجمهور المتضرر الأول والأخير وتضيع المسؤولية وسط التعميم مع أن الخطأ معروف ولا يحتاج لكثير ذكاء فكل المطلوب شاعر واعي ومثقف وجمهور ( ما عايز كدا) بالأضافة لفنان يتمتع بقليل عمق وكثير دراية ومعرفة ان الفن قضية ورسالة وليس صراخ و(مغارز) واسفاف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية