الجيش السوداني يبدأ الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح
انطلقت ظهر أمس الأحد، المفاوضات بين وفدي دولتي السودان وجنوب السودان على مستوى اللجنة العليا للنظر في تنفيذ اتفاقيات التعاون الشامل، ويتوقع أنّ التوقيع على المصفوفة الكاملة لجداول التنفيذ سيتم في غضون الـ24 ساعة المقبلة.
وبدأت جولة التفاوض باجتماعات منفصلة عقدتها لجنة الوساطة الأفريقية برئاسة “ثامبو أمبيكي” مع الوفدين، كل على حدة، تم خلالها تشكيل لجنة فنية من الجانبين لوضع التوقيتات الخاصة بتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع للشروع في عملية إنزالها على الأرض.
ويقود الوفد الحكومي “إدريس محمد عبد القادر” فيما يقود الوفد الجنوبي “باقان أموم” الذي قال قبيل انطلاق المفاوضات: (جئنا إلى أديس أبابا بقلب مفتوح وعقل منفتح، فلدى دولة جنوب السودان رغبة صادقة في تنفيذ كافة الاتفاقات الموقعة مع شمال السودان، تمهيداً للتطبيع الكامل(.
وبدأ الجيش السوداني أمس عملية الانسحاب الفوري من المنطقة الآمنة معزولة السلاح إلى حدود 10 كيلو متر شمال خط الصفر الفاصل بين حدود السودان وجنوب السودان، تنفيذاً للمصفوفة الأمنية التي وقعت بين الخرطوم وجوبا نهاية الأسبوع المنصرم، وأعلن وزير الدفاع الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” في تصريحات صحفية أمس الأحد بمطار الخرطوم عقب عودته من أديس أبابا، إدخال منطقة 14 ميل ضمن المناطق منزوعة السلاح، وفق ما ورد في خرائط الآلية الأفريقية رفيعة المتسوى، وقال: إنه تم التوقيع النهائي على أن تكون المنطقة منزوعة السلاح بصورة كاملة وأن تكون منطقة للتعاون والالتقاء بين المواطنين.
مشيراً إلى استنئاف اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية يوم الأحد المقبل لمناقشة ملف الشكاوى والاحتجاجات، وأكد وزير الدفاع أن الاجتماع المنتظر في 17 مارس الحالي ستطرح فيه قضية فك الارتباط، ووقف الدعم للحركات السالبة، موضحاً أن رئيسي وفدي البلدين في مفاوضات أديس أبابا يعكفان حالياً في العاصمة الإثيوبية على صياغة مصفوفة متكاملة تحتوي على اتفاقيات التعاون الثامنة التي وقعت سبتمبر الماضي .
ووصف رئيس اللجنة السياسية الأمنية الجولة الأخيرة بالمهمة قائلاً: إنها كسرت حواجز كثيرة وكبيرة كانت تعوق التقدم في المفاوضات، مؤكداً أن الروح التي سادت الجولة كانت إيجابية جداً، ما سهل كثيراً الوصول إلى هذه النتيجة. وأضاف: “الآن يمكننا القول: إننا قطعنا شوطاً كبيراً جداً نحو طيّ ملفات الخلاف مع جنوب السودان”.
وفي سياق ذي صلة رحبت الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق الخرطوم وجوبا على تنفيذ المصفوفة الأمنية الموقعة منهما لإقامة منطقة حدودية آمنة منزوعة السلاح، فيما أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي بالبلاد ترحيبها بالاتفاق ودعمها لجهود الحل بين البلدين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “فيكتوريا نولاند”، في بيان لها: إنه يتعين على الطرفين في نفس الوقت بدء التنفيذ الفوري لجميع اتفاقات التعاون التسع المبرمة في 27 سبتمبر، بجانب تنفيذ كل من هذه الاتفاقات بشكل مستقل دون شروط أو تأخير.
وفي غضون ذلك قالت البعثة الاتحاد الأروبي في بيان لها أن السفير “توماس يوليشني” رئيس بعثة الاتحاد الأوربي في السودان رحب بالخطوة.
ووصف التوقيع بأنه خطوة إيجابية نحو التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقيات الموقعة لحل القضايا المعلقة بعد الانفصال بين البلدين.
وحث سفير الاتحاد الأوروبي “توماس يوليشني” في البيان جميع الأطراف إلى الشروع دون تأخير في التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات الموقعة.