استقرار الجامعات .. من المسؤول؟!
{ وما زالت الجامعات مسرحاً للعبث الشيطاني المعارض والمتعارض، باعتبار أن أقصر الطرق للاستيلاء على عرش السيادة يتم عبر باحات الجامعات واستغلال همم الطلاب والاستفادة من طاقاتهم وحراكهم من أجل تحقيق المراد.
{ والعنف الجامعي أصبح واحداً من أزمات البلاد، ومشاكلها التي تسيطر على الساحة بشكل كبير، خاصة وأن حماس الطلاب يطوع لكل القضايا بفضل التغبيش الخبيث، والمؤامرة المدروسة، والرواية الغبية التي تبدأ بشماعة الفقر والغلاء، وتنتهي بحكايات الانفصال ومشاكل دارفور والجنوب.
{ والمتمعن في الدفاتر يتبين أن القيادات السياسية المعارضة فشلت في كل الدروب التي طرقتها، بعد أن أوصدت أمامها نافورة الأموال بفعل فاعل مقتدر، غير مسارها إلى قطاع الشمال وإلى خزائن سويسرا، وشاليهات بريطانيا، وشقق فرنسا الفخيمة.
{ وجميلٌ أن نرى حراكاً من خلال ملتقى الجامعات الأول حول قضايا الاستقرار الجامعي بالتنسيق مع المركز الإعلامي بقاعة الشهيد “الزبير محمد صالح” بدعم مؤسسة الرئاسة لشرائح الطلاب، الذي تناول المطروح كقضية جسدت الواقع الماثل في معظم الجامعات بعد أن وصل الحال إلى عنف تسيل بموجبه الدماء وتزهق فيه الأرواح، ولكن.
{ وحلم الأسر البسيطة لابد أن ينال حقه، لتكون نوافذ للفرح المسروق بعد سنوات من الدراسة العصيبة المكلفة، خاصة وأن “محمد أحمد” يترقب النجاح الذي يمكن أبناءه من المساعدة المكفولة لتعينه على استمرار الحياة، بدلاً من العك السياسي المشحون بالأجندة والممتلئ بالأغراض والأمراض.
{ لن نكون سطحيين في التعامل مع القضايا، خاصة وأننا نعلم أن السياسة حق مكفول لأي طالب يرغب في تكوين شخصيته التي تعينه على المستقبل، ولكننا ضد الاتجاه والانخراط في العنف غير المبرر الذي يكون نتاجه ضحايا بالجملة وحسرة أمهات وآباء لا ذنب لهم في هذه التحركات الإبليسية.
{ كنت أتمنى أن يكون حراك الملتقى بمشاركة عدد من الطلاب القابضين على جمر القضية رغم أنهم لا يعلمون، ولا يدرون أنهم لا يعلمون، ومن ثم فتح أبواب النقاش بشفافية تجعل المطروح مقنعاً، ومن ثم يتم التشارك في وضع ميثاق للانطلاقة الجديدة داخل الحرم الجامعي حتى يكون النشاط الطلابي نشاطاً فاعلاً ومجدياً، يعين قادة المجتمع بكافة ألوانه واتجاهاته في وضع خارطة طريق مختلفة من أجل البلاد والعباد.
{ وطلاب الجامعات لابد أن يعلموا أن الوطن خط أحمر، لا يمكن تجاوزه مهما كانت الدوافع والحقائق، لأن الكيان فوق الجميع، بعيداً عن أجندة ذاك أو تلك، فليرعوِ التابعون دون دراية والمدركون دون تمعن، والراغبون بتهور.. فالسودان لن يكون إلا وطناً يسع الجميع، غير مسموح فيه بالتخبطات والتجاوزات.
{ ملتقى الجامعات حرك المياه الراكدة، ولكنه لم يتمكن من حل الإشكال، ولم نجن منه إلاّ سراباً، لأن القضية ما زالت مفتوحة دون معالجات، وإن خطب التوجيه التي احتضنتها قاعة الشهيد الزبير لم يستوعبها أربعة من الطلاب المدعوّين، لأن الطريقة رتيبة والمعروض أكبر من خيال القائمين.
{ أزمات العنف في الجامعات تحتاج إلى دراسات بتأنٍّ ووعي يجعل المكنون يخترق جدران العقول الشابة المتمسكة بمجهول لا يمتلك أبجديات السياسة التي تعينه على التغيير، رغم أنه نجح في خلخلة العناصر المستقبلية واحتضن أصحابها.