فصل الصيف.. الطحن بين رحى الرمضاء ورائحة العرق!!
اكتفي السودان دون سائر العالم والبلدان بثلاثة فصول، بعد أن أقصى مناخنا الحار فصل الربيع، وقلص من الشتاء، وأرخى الخريف قليلاً، بينما فاقم من وطأة فصل الصيف حتى أضحى يلفح أجساد وعقول البشر (بنيرانه) دون هوادة، وها هو الشتاء يلملم أذياله وأطرافه ويرحل مُفسحاً المجال للصيف ليتمدد كيفما يشاء، ويا له من تمدد سيطال ويجتاح كل الأمكنة والأفئدة فينعكس سلباً بعد أن تصل الروح الحلقوم، ويبلغ الضجر بالناس أعظمه فتتنصت الآذان لسماع كلمة (أف) المصحوبة بزفرات وشهقات حرى كحرارته، هذا فضلاً عن العرق الذي ينثال من الجسم بغزارة نتيجة الإرسال المباشر للشمس وتسليطها لأشعتها خاصة نحو الهائمين على وجوههم بحثاً عن الرزق من بزوغ الشمس إلى مغيبها.
ومع حلول الصيف، يتصاعد في أذهان الذين يستخدمون المواصلات العامة سؤال قد يدور في مخيلة البعض.. ألا يتنسم هؤلاء الموبوءون رائحة العرق هذه؟ أما كان الأجدى لهم تدارك ذلك بقليل من المعينات، حتى يكفون أنفسهم وغيرهم شر هذا المرض؟! (المجهر) استطلعت بعض الآراء حول هذا الأمر.. فتابعونا..
{ الزحمة سبب البلاوي
(الزحمة) التي يتسم بها السودان سبب رئيس في تركيز درجة الصيف كما وصفها “إبراهيم العمدة” موظف بأحد البنوك، مضيفاً: برغم أننا– كموظفي مصارف- نتمتع بإجلاس مريح ووسائل معقولة للتخفيف من وطأة الحر، ما يضمن سلامتنا من الشعور بالضيق والتبرم، ولكن في أماكن أخرى لا تتوفر لديها معينات يكون الأمر صعباً جداً، فإلى جانب الجو الحار فإن رائحة العرق تفعل بك الأفاعيل، وهذا أمر طبيعي تقتضيه الضرورة وعلى الجميع تقبله، ومن الطبيعي أن تفضي هذه (الزحمة) إلى كثير من الأمور غير الحميدة، بعضها لا ضرر منه، لكن المؤذي حقاً هو الاحتكاك المباشر بفضل الإقامة الجبرية القصيرة منها والطويلة– على حد تعبيره- في أماكن العمل أو حتى الإقامة القصيرة جداً في المواصلات العامة مثلاً. وبدون ذكر الضرر الذي يلحق بالمجاورين، فهناك جملة أمور تُفهم من السياق نتمنى أن ينتبه إليها المواطنون ومن ثم يعملون على مكافحتها.
{ يمور أنفك وتفور أمعاؤك
من جانبهن، عبرت سيدات وفتيات عن استيائهن من بعض الأمور غير السليمة من الجنسين، فقالت “رفقة أحمد”: الأمر مؤسف حقاً، والذي يصيبك بالدهشة هو أن تجد شاباً وسيماً ومهندماً ويبدو نظيفاً حد اللمعان، وتصاب بالإحباط حال اقترابك منه، فيمور أنفك وتفور أمعاؤك متقلبة بين تضاعيف بطنك، ومضت “رفقة” قائلة: هذا ما حدث لي بالفعل عندما ولجت أحد المحال التجارية الراقية وأخذت أجول ببصري داخل الفترينات قبل أن أبلغ صاحب المحل، وكان شاباً وسيماً مهندماً وأنيقاً لكن ما أن بلغته حتى ارتفعت حواجب دهشتي وتراجعت بخطواتي مسرعة إذ إن رائحة فمه وعرقه كانت تحتل مكان جلوسه بصورة منفرة، فلم أتمالك نفسي وبالكاد تلمست طريق خروجي، وكدت أفرغ ما بجوفي لولا بعض نسمات الأصيل التي داعبت أنفي، وختمت مضيفة: قلت في سري إن صاحب هذا المكان لن تعمر له ديار أن لم يتلافَ ويكبح روائحه المختلطة هذه.
{ سوء السلوك الحضاري
وفي السياق، كشفت محدثتنا “شيماء عمر” الطالبة بإحدى الجامعات الخاصة، عن أن أحد مدرسيهم كان يتحدث مُفاخراً بأنه طاف كثيراً من البلدان العربية والأفريقية والأوربية، وكان أثناء تباهيه يطوف بالقاعة جيئة وذهاباً، بينما كان الطلاب يغلقون أنوفهم أثناء هذه الجولة فقد كانت رائحة عرقه قاسية وصعبة الاحتمال، وأردفت “شيماء”: اكتشفت لاحقاً أن الرائحة التي يحملها أستاذنا ساكنة بين طيات ملابسه وما أن يدخل الصف حتى تنتشر في أرجاء المكان، وبعد انصرافه غرق الجميع في ضحك هستيري، وعمدوا إلى النوافذ ففتحوها على مصراعيها، بل هرب كثيرون إلى الخارج وتدافعوا نحو الباب، وتساءل كثيرون، أما كان الأجدى لهذا الأستاذ والمربي أن يقتبس بعضاً من مدنية وعادات تلك البلدان التي زارها، أو ادعى أنه فعل ذلك، فكفينا شرور رائحته؟! هذا بينما علق البعض قائلاً: (ربما تم طرده من تلك البلدان لسوء السلوك الحضاري).