القيادي بالمؤتمر الشعبي دكتور إسماعيل حسين في حوار مع (المجهر السياسي):
شهدت الساحة مؤخراً حراكاً سياسياً موسعاً كان أطرافه هذه المرة قوى التحالف الوطني، فمنذ توقيع وثيقة (الفجر الجديد) والتباينات التي ظهرت بعد عملية التوقيع لم يتمكن التحالف من التوافق على صيغة موحدة، وزاد الأمر تعقيداً لقاء “الترابي ـ الصادق” الأخير بمنزل دكتور “كامل إدريس” الذي استوقف انتباه بعض أحزاب هذا التحالف، وقبل أن يتجاوز بعض منسوبيه هذا اللقاء خرج “الصادق المهدي” بتصريحات انتقد فيها قوى التحالف، واصفاً بعض أحزابه (بالحطب الميت والطرور) فيما طالب حزبه بهيكلة التحالف لإعادة الأحزاب إلى أوزانها، وبالرغم من اللقاءات المتكررة لقادته والحديث عن تجاوزهم لمحطة الخلافات، إلا أن “الصادق المهدي” واصل انتقاداته مهدداً هذه المرة بالخروج من التحالف الوطني إذا لم يستطع القيام بعملية الإصلاح المطلوب.
ويبقى السؤال: لماذا اختار “الصادق المهدي” الخروج للعامة للحديث عن مشاكل التحالف، وهل يعتبر هذا بمثابة إنذار للخروج منه؟.. وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها جلست (المجهر) مع القيادي بحزب المؤتمر الشعبي “إسماعيل حسين” في حوار تناول ما دار مؤخراً من تباينات بين أحزاب التحالف المعارضة إلى جانب بعض قضايا الساحة.. فماذا قال:
{ دكتور إسماعيل حسين كيف تنظر إلى الانتقادات التي يوجهها الصادق المهدي” إلى تحالف المعارضة، “الصادق المهدي” قال إن بعض أحزاب التحالف (طرور) ودعا إلى إعادة هيكلة التحالف وإلى تغيير اسمه؟.
– والله حقيقة السيد الإمام هو من أوائل المؤسسين لهذا التحالف وشيء طبيعي جداً إذا رأى أي اعوجاج في التحالف أن يسعى لتقويم هذا الاعوجاج، وهو شيء مرغوب ومطلوب لأن التحالف كي يقوم أحوال البلد يجب أن يستقيم هو نفسه، لكن قد يكون من الأوفق أن لا تعالج هذه المسألة أو توجه هذه الانتقادات على الهواء مباشرة.. فالأولى بالتحالف أن يعمل من خلال أجهزة التحالف نفسها لتصويب الأخطاء وتقويم الاعوجاج.
{ إذاً أنت تقر بوجود اعوجاج في التحالف؟
– هو جهد بشري.. في النهاية هو جهد بشري.. حتى إذا كنت أنا شخصياً لا أرى أن هناك اعوجاج في التحالف فهذا لا يمنع أن يرى الآخرون اعوجاجاً فيه.. ومن المهم جداً أن يتفحص الناس ويتبصروا مواقع أقدامهم، وأن يتبصر التحالف نفسه مواقع أقدامه حتى يستطيع أن يقوم أوضاع البلاد.. وأنا أحسب أنه من الأوفق أن يتم كل ذلك من خلال آليات وأجهزة التحالف.. وأن تكون وحدة التحالف وتماسكه مقدمة حتى على إسقاط النظام لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. إذا كان التحالف نفسه لم يستقم أمره فلا أرى أنه يمكن أن يكون مؤهلاً لأن يكون البديل الفاعل عند إسقاط النظام.
{ هناك من يرى أن هدف “الصادق المهدي” هو قيادة التحالف والسيطرة على المعارضة؟
– والله أنا في تقديري أن أي حزب، سواء كان حزباً منفرداً أو يعمل في إطار منظومة أحزاب تسعى لإسقاط نظام شمولي لتؤسس لنظام ديمقراطي تعددي قائم على الشورى وعلى الديمقراطية وحرية التعبير والتنظيم، فليس هناك مجال أصلاً لمن تحدثه نفسه للسيطرة على هذا الحزب أو هذا التحالف.. فهذا مناقض أصلاً للذي تسعى
إليه هذه الأحزاب.. وبالتالي أنا أحسب أن السيد الإمام “الصادق المهدي” إذا أراد أن يكون قائداً للتحالف فذلك من الممكن أن يكون، ولكن بإرادة التحالف نفسه.. لا مجال أصلاً لأي حزب أو لأي فرد أو لأي كائن من كان أن يفرض سيطرته على التحالف إلا إذا كان ذلك برغبة المتحالفين أنفسهم.
{ في حوار أجريناه مع “كمال عمر” قال لنا: (نحن في داخل التحالف ما عندنا موازنة أن هذا حزب كبير وهذا حزب صغير) لكن اتضح أن كلام “كمال عمر” غير صحيح.. “فالصادق المهدي” وصف أحزاب التحالف بأنها (طرور) وسبق أن وصفها ذات مرة بأنها (مزعمطة)؟
– والله حسب ما علمت أن السيد الإمام لم يقصد أن يحقر من شأن الأحزاب المنضوية تحت لواء قوى الإجماع الوطني وإنما الكلام أخرج من سياقه ولذلك الشيء الطبيعي أن القضية ليست قضية محاصصة.. هي قضية موقف معارض، والموقف المعارض حقيقة يحتكم إلى مبادئ.. وأنا أحسب أنه إذا كان هناك نقد للتحالف فيجب أن يكون موضوعياً وأن يتم الإصلاح من خلال أجهزة التحالف.. وأنا أحسب أن الإمام من أكثر الناس حرصاً على الإصلاح وعلى هذا التحالف.
{ هناك من يرى – في داخل التحالف – أن الأسلم والأوفق للتحالف أن يعمل مع الإصلاحيين داخل المؤتمر الوطني.. كيف ترى هذه الرؤية؟.. وهل هناك إصلاحيون داخل المؤتمر الوطني؟
– الإصلاحيون في الوطني يئسوا من الإصلاح.. قدموا مذكرة الألف أخ ولم تجد استجابة ثم جاءت مجموعة “سائحون” وساحت وحتى الآن لا تزال تسيح ولم تجد أي استجابة ثم جاء مؤتمر الحركة الإسلامية وما شابه من تهم التزوير وكذا.. وأخيراً جاء الإنقلابيون من داخل النظام.. وهذا مؤشر على أن الدائرة ضاقت على الإصلاحيين.
{ ألم تفكروا في الاتصال بهم؟
– نحن لا نعرفهم أصلاً.. هم إذا كانوا حقيقة استيئسوا من النظام وجاءوا ليعملوا من صفوف المعارضة عندئذ سنرحب بهم.