الاعمدةعز الكلام

من الكذابين .. للدجالين (يحلنا الحلا بله)!!

لن ننسى أبدا لحكومة الإنقاذ أنها ظلت تمارس الكذب الصريح على شعبنا مع سبق الإصرار والترصد، ولن ننسى لمسؤوليها أنهم ظلوا يطلقون الوعود (الفشنك) التي لا تغادر حيز الحشود التي يخطبون فيها، وظللنا طوال السنوات الأخيرة نسمع فواصل من الكذب الممنهج حدا جعل البشير يشهدنا عليه ويسأل ((حصل مرة كضبت عليكم ))؟ لتكون هي كذبته الكبرى، وكان طبيعياً أن نسأم ونمل هذه المسرحيات البائخة التي هي عبارة عن تحليق في الفضاء الافتراضي ولاعلاقة لها بأرض الواقع لتكون هذه الكذبات المتتاليات واحدة من أهم الأسباب التي جعلت شعبنا يثور وينتفض ويرفض الضحك عليه كذبا يفضحه واقع سيئ وليل معاناة يطول!!!!!
لكن غير المنطقي ولا المعقول أن الشعب الذي ثار على حكومة (كضابة)، تتقدمه الآن حكومة (دجالة)، ((ايون)) دجالة، وتمارس علينا الشعوذة السياسية وأساليب الحواة الذين يقلبون الورقة حمامة ويخرجون الديك من جيوبهم وهي جميعها مجرد خدع وخفة يد ونصب بصري والجمهور يصفق وفرحان ويظن أنه (ياما في الجراب يا حاوي)، ودليلي على هذا الحديث أن حكومة ما بعد الثورة التي يفترض أنها حكومة تتمتع بالشفافية والصدق والمكاشفة مع الشارع، وعلى فكرة غير مطلوب منها أن تستمر لو أنها عجزت وفشلت بل على العكس كنا سنحترمها لو أعلنت للشعب السوداني أنها عجزت عن تحقيق ما يريد وذهبت إلى حال سبيلها، لاحترمناها ورفعنا لها القبعات، لكن أن تستمر وهي فاشلة وعاجزة و(كمان تجر) البسطاء والغبش (وتسوقهم بالخلاء)، فهذا ما ينبغي أن نقف عنده ونرفضه جملة وتفصيلا. وهذه الحكومة ظلت تضلل الشباب والبسطاء بشعارات وأفكار فطيرة ترفع سقف الآمال ويظن المواطن أن فيها نهاية لعذاباته وأزماته وبعد برهة يتمخض الجبل فيلد فأرا وإلا فقولوا لي أين شعارات (القومة للسودان) التي صورتها الحكومة وكأنها النافذة التي سنطل منها على عوالم الرفاهية والرخاء وتدافعنا ويشهد الله لهذا النداء ودفعنا ليس امتنانا على الوطن ولكن واجب وفرض لم نرد أن يفوتنا شرفه وانتهت القصة ذات البداية المدوية إلى نهاية خجولة وصامتة وزول (بجيب سيرة القومه للسوداني مافي)، (وتم تم العصيدة فيها السم).
وهاهي الحكومة تمارس من جديد على شعبنا الطيب دجلا آخر تحت مسمى مؤتمر المانحين رغم أننا استبشرنا بحديث معالي رئيس الوزراء الدكتور حمدوك في بدايات تسلمه المنصب بأننا لن نعتمد على الهبات أو المنح بل سنتحول إلى أمة منتجة تمزق فاتورة الشحدة والتسول وهاهي حكومة (قحت) تفعل ما كانت تفعله الانقاذ و(شالت قرعتها) واتجهت غربا و(اريتها كان شحدة جايبة حقها)، إذ أنها بكل المقاييس (عطية مزين) لا تغني ولا تسمن من جوع. والمضحك المبكي أن البعض يروج لها على أنها بطولة والبعض الآخر قال إنه انفتاح واختراق لعزلتنا نحو العالم الغربي في الوقت الذي تسببت فيه بعض الأصوات العالية في المكون السياسي للحكومة بجفوة وعزلة وبرود في علاقتنا مع أشقائنا العرب المقربين منا بالتاريخ والمصير وهم أصحاب وجعتنا والأقرب إلى وجداننا والذين ظلوا يمدوننا بالعون والغوث حتى قبل أن نطلب في الوقت الذي كانت تتفرج فيه دول الغرب على أزماتنا وأحزاننا وضائقاتنا المتعددة وتضعط علينا بالشروط والعقوبات.
ما أود قوله إن شعبنا كان الله في عونه استبدل كذابين بدجالين وشحادين بشحادين وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.. و(يحلنا الحلا بله).

كلمة عزيزة

لا أدري هل نحتاج إلى معجزة من السماء تكتشف ثرواتنا وامكانياتنا ومقدراتنا الرهيبة؟ لماذا يظل من يحكموننا ينظرون تحت أقدامهم ولا يتجاوزون مربع التسول وانتظار فتات الغير الذي سيجعلنا إلى يوم القيامة مجرد تابعين بلا إرادة ولا قرار؟ متى سنجد القائد الملهم الذي يفجر الطاقات ويكتب لأمتنا تاريخا جديدا ؟

كلمة أعز

أزمتنا الحقيقية ليست في المال يا عالم، أزمتنا الحقيقية في الإرادة والشجاعة والنوايا الصادقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية