"الزبير أحمد الحسن": أجمل صباحاتي عشتها في المعتقل..!!
يمتاز بالفكر العميق في معظم المجالات السياسية والاقتصادية.. زاهد في الدنيا، بسيط في حياته.. لطيف في معاملاته.. صادق مع نفسه والآخرين.. يعمل على قضاء حوائج الناس في صمت.. حاولنا التعرف عليه عن قرب، مولده.. ونشأته.. دراساته.. محطات مهمة في حياته.. أيام فرح عاشها وأيام حزن.. نادٍ يحرص على تشجيعه.. فنان يفضل الاستماع إليه.. مدن عالقة بذاكرته.. نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة، وقد سألناه في بداية حوارنا:
{ من أنت؟
– “الزبير أحمد الحسن”.. ولدت بأم الطيور المديرية الشمالية في عام 1955م، وفيها تلقيت دراستي بأم الطيور الأولية.. ومن ثم انتقلت إلى مدرسة العمال المتوسطة.. ثم عطبرة الثانوية.. ومنها التحقت بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد..
{ إذا أعدناك لأيام الدراسة ما هي الموادّ المحببة بالنسبة لك؟
– الرياضيات..
{ ولكن لماذا اتجهت للقسم الأدبي؟
– أذكر وقتها أنني درست حتى السنة الثانية بقسم الرياضيات، ولكن أحسست أن لدي رغبة في دراسة الآداب، وطلبت من المدير تحويلي، ولكنه رفض، كما رفض أستاذي وصديقي فيما بعد “محجوب مصطفى الحاج”، ولكن أصررت على موقفي، وتكرر الرفض، فما كان من حلّ إلا أن حملت درجي ووضعته في القسم الأدبي، وأخيراً اعترفوا بي.
{ أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
– عملت بمكتب تجاري مملوك لبعض الأفراد يعمل في مجال الاستيراد، ومن ثم انتقلت إلى شركة التنمية الإسلامية، وقدمت عدداً من المشروعات.. ومنها انتقلت إلى بنك التضامن الإسلامي إدارة الاستثمار في عام 1990م وأسسنا شركة مواصلات المدنية، واشترينا عدداً من البصات من الكويت، ونحن في طريقنا لتسلّمها غزا العراق الكويت، فقضى على أحلامنا وانتهت الصفقة.
{ ثم..؟
– ثم انتقلت إلى وزارة التجارة والتعاون والتموين، وعملت نائباً لوكيل التموين ومن ثم انتدبت للعمل بشركة الحبوب الزيتية كمدير عام، وبعد عامين صدر قرار جمهوري بتأسيس بنك للقوات المسلحة وتم تكليفي بتأسيس البنك، وفيما بعد أصبح بنك أم درمان الوطني، وعملت به حتى عام 1997م، ومنه انتقلت إلى بنك السودان نائباً للمحافظ. وفي أواخر عام 1999م وبداية عام 2000م، أصبحت وزير دولة بوزارة المالية.
{ إذا أعدناك للوراء هل كانت لك هوايات تمارسها؟
– هوايتي كانت القراءة والزراعة..
{ ما هي الكتب التي شكلت وجدانك؟
– في المرحلة الوسطى كنت مهتماً بقراءة الشعر..
{ عندما كنت وزيراً للمالية.. كيف كنت تحل مشاكل الوزراء والولاة والمواطنين؟
– أحياناً تكون (مكسوف) مع بعض الناس، وأحياناًَ لا بد من قوة الوجه في ظل الضغوط الكثيرة، حتى تتمكن من إنفاذ الخطة، وأحياناً تحتاج للانضباط، وحسن التعامل وحسن الخلق، وأحياناً قد لا تعطي الشخص مالاً، ولكن تصبر عليه حتى يخرج.
{ هل عندما انتقلت من المالية للطاقة كأنك انتهيت من الجهاد الأصغر للأكبر؟
– التحدي في وزارة الطاقة أكبر لأنها تصنع الاقتصاد الحقيقي للسودان، لأن إنتاج السودان من النفط تعتمد عليه وزارة المالية، ولكن أعتقد أن وزارة الطاقة مسؤولياتها ومشاكلها كثيرة، ولكن وزارة المالية تجتمع فيها كل مشاكل السودان.
{ في مجال الرياضة هل لك نادٍ تحرص على تشجيعه؟
– أنا لا هلالابي ولا مريخابي ومنذ الطفولة كرة القدم لم تكن ضمن اهتماماتي.
{ وفي مجال الفن هل لك فنان تفضل سماعه؟
– سماعي للمديح أكثر من الغناء، ولكن أحياناً أستمع لقدامى الفنانين وأتذوق الحقيبة، ويعجبني الغناء الوطني، وغناء الحماسة والدلوكة، وأهتم أكثر بشعر الدوبيت، ولديّ صداقات مع شعراء البطانة.
{ أجمل الصباحات التي عشتها؟
– أذكر عندما دخلت المعتقل في عام 1975م نمت فصحوت قبل الفجر فصليت ركعات، فأحسست بارتياح شديد، فناديت على صديقي الدكتور “أمين حسن عمر” وقصصت عليه، وأعتقد أنها سعادة ليست خاطئة.
{ أيام فرح عشتها؟
– عند الزواج وعند أنجاب أول مولود وكلها أيام لا تنسى..
{ أيام حزنت فيها؟
– عند فقد الأعزاء واستشهادهم ومن محطات الأحزان التي لا تنسى الانشقاق وسط الحركة الإسلامية.
{ هل تذكر من الذي جندك للحركة الإسلامية؟
– أسهم في ذلك “هاشم أبوبكر الجعلي” المحامي وأنا بالمرحلة الوسطى، وعندما انتقلت للمرحلة الثانوية اتصل بي الأخ “المعتصم عبد الرحيم” وبعد أيام من الانتظام في الصلاة والتلاوة عرفني بالحركة الإسلامية فقبلت، وانتميت للأسرة التي كان نقيبها وكان له الفضل في تجنيدي.
{ إذا دخلت المطبخ ما الذي تجيد طهوه؟
– أنا طباخ ماهر وكنا نساعد الوالدة في المطبخ آنذاك، لأن الأخوات جئن متأخرات، وأستطيع أن (أظبط) حلة بلحمة أو بدونها وأعوس قراصة بملاح جيد وأجهز الشية وأقلي البن بطريقة خاصة..