الاعمدةعز الكلام

جيشنا وقواتنا حماة ماضينا و أحفادنا !!

للأسف الشديد استغلت بعض الأصوات الخائنة صاحبة الغرض والمرض، استغلت مناخ الحريات الذي أعقب الثورة وبدأت في بث سمومها ومحاولة اجراء عمليات غسيل مخ للشارع تجاه مؤسساتنا النظامية خاصة القوات المسلحة، هذه المؤسسة القومية التي ظلت طوال تاريخها سدا منيعا تكسرت أمامه أطماع الأعداء وأصحاب الأجندة من الذين يريدون أن يشوهوا تاريخنا الناصع ويلوثوا أمنياتنا في مستقبل واعد.
ودعوني أقول إن القوات المسلحة ظلت المؤسسة الوحيدة التي يعمل منسوبوها تحت كل الظروف دون أن يعتبروا أن الانتماء لها مهنة يتكسبون منها المال، بل على العكس ظل الانتساب إليها شرفاً وعقيدة ليس له مقابل لأن الروح ليس لديها ثمن وبذل أرواحهم كان هو عملهم الأساس والإضافي الذي لا يضاهيه حافز ولا يغطيه أجر ورغم ذلك لم يتباهوا بما يفعلونه ولم يطالبوا بأن يكونوا فوق الجميع استثناء وتفضيلا رغم أنهم يستحقون، ولأنها أي القوات المسلحة تحديدا ظلت الصخرة التي تتحطم عندها أمواج المخربين والخونة، كان لابد أن ترتفع أصوات كما فحيح الثعابين تبث في الأجواء شعارات سوداء مثل: (معليش ماعندنا جيش) وهو شعار قبيح لا يشبه ارتباط أهل السودان التاريخي بجيشهم الذي هو الضمان لاستقرارهم وحفظ شرفهم وعرضهم، والتاريخ يشهد كيف أنه قد تكسرت عنده طموحات الحالمين بأن يمزقوا شرفنا ويشربوا القهوة على تخوم المتمة، وظل الجيش يتجاوز ما تعرض له من اهمال وقصور فلم يكسر شوكته أو تلين عزيمة رجاله لأن السوداني لا يحارب ببندقيته فقط بل يحارب بقلبه (ويجيبو حي).
لذلك أحسب أن الشارع السوداني وبعد ما يقارب العام من قيام ثورته المجيدة بدأت تنكشف له الحقائق وتنزاح الغمامة عن عيونه ليدرك من هم الصادقون ومن هم المخادعون، من هم الذين يدسون السم في الدسم ويرفعون شعارات سوداوية ظاهرها يخفي ما بباطنها بتفكيك جيشنا تحت لافتة مسميات ملغومة مثل (الإصلاح والهيكلة) لتتضح أنياب بعض الأحزاب السودانية التي تحركها الأذرع الخارجية والواقعة تحت تأثير التنويم المغنطيسي للمنظمات وسفارات الغرب وهي تحاول ـ ومن عجب ـ أن تنهش جسد قواتنا المسلحة وتصر على هيكلة الجيش والتشكيك في مؤسساته الاقتصادية الراسخة، وكأن القوات المسلحة قد فعلت سابقة بانشائها لمؤسسات كبيرة ومهمة والجيوش من حولنا كالجيش الباكستاني والمصري والأمريكي تمتلك مؤسسات اقتصادية كبيرة لا يجرؤ أحد على الحديث عنها، ويعد ذلك من المحرمات والمحظورات، لكن واضح أن البعض لم يعد يفصل بين الحرية المسؤولة والفوضى المخربة وتنفيذ اجندة من لم يستطيعوا أن يهزموا جيشنا في الميدان ويحاولوا النيل منه بجبن بتسديد خنجر مسموم إلى خاصرته بذراع الخونة والفاشلين الذين ظلوا هم سبب نكباتنا وخيباتنا واحباطاتنا.
لذلك لابد أن يعرف الشارع السوداني حجم المؤامرة التي تحاك ضد جيشه وسبب الاحتفاء والاحتفال بقدوم البعثة الأممية للسودان بغرض إصلاح وهيكلة الجيش السوداني، بالله ((في مغسة اكتر من كدي)) مما يعد استهدافاً واضحاً لقواتنا المسلحة وهزيمة إرادتها وشل عقيدتها القتالية وبعدها على السودان السلام.
ما أود أن أقوله إن المهادنة والمساومة والتراخي في الدعاوي التي تنادي بالمساس بالقوات المسلحة ومؤسساتها هو مهادنة ومساومة بشرف أمة وكرامتها لن يجد آذاناً صاغية وسيذهب المتبنون لها إلى مزبلة التاريخ و(ألعبوا بعيد)!!!

كلمة عزيزة

أضحك واستغرب للذين يستنكرون علينا انتقاد حكومة حمدوك ويسألوننا لماذا لم تنتقدوا حكومة البشير ووزراءه ومسؤوليه؟ وأقول لهؤلاء (انتو الكنتو وين؟؟؟)، وقد ظللنا نوجه النقد وبشراسة وشجاعة وساهمنا بأقلامنا في كسر أنفه وجبروته وأجبرناه على كل ما قام به من تنازلات، لكن ليست مسؤوليتنا ولا يهمنا أن نوضح للجبناء (الكانو ماكلين سد الحنك، وهسي قامت ليهم السن وطلع ليهم صوت، ولا للكانو قاعدين في اضنينهم) لأنه تهمنا ضمائرنا ويهمنا شعبنا الصابر الصادق.. والتاريخ والإرشيف لا يكذب.

كلمة أعز

لن تنجح وتتحقق مبادئ الثورة بالدفاع عن الأشخاص إنحيازاً لعصبية الحزب والأيديولوجيا والتمترس في خندق حكومة فاشلة عاجزة عن تقديم ولو ملمح يشي أنها تسير في الطريق الصحيح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية